احداث 13يناير المشؤومة نتذكرها حتى لا يتم تكرارها
محمد صالح حاتم
تحل ّعلينا الذكرى الـ33 لأحداث 13يناير 1986م المشؤومة التي اقتتل فيها الاخوة في جنوب اليمن سابقا ً ً،آلاف القتلى والجرحى سقطوا، عشرات الآلاف نزحوا الى الشمال، ابشع مجزرة عرفتها اليمن وربما المنطقة العربية برمتها، تسعة أيام من القتل والدمار تحولت فيها عدن الى محرقة، شاركت فيها جميع أسلحة الجيش الطيران والبحرية والدبابات، تمت تصفية قادة بارزين اشهرهم علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع هادي وعبدالفتاح اسماعيل الذي لازال مصيره مجهولاً حتى اليوم والكثير من قيادات الحزب الاشتراكي جناح علي سالم، فمجزره يناير 86 والتي حدثت بسبب الصراع السياسي بين أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني، ورغم دمويتها ووحشيتها خلال الحرب والتي استمرت تسعة أيام إلا ان آثارها ونتائجها لم تنته بانتهاء الحرب وانتصار جناح علي سالم البيض ،وهزيمة علي ناصر محمد، بل انها استمرت لمدة عامين واكثر، والتي استمرت خلالها الاعتقالات والاعدامات الجماعية ببطاقات الهوية حيث كان يتم اعتقال واعدام كل من يحمل بطاقة من أبين وشبوة وهم اصحاب علي ناصر محمد، فكان يتم تجميعهم في كنتيرات ودفنهم احياء داخل معسكر الصولبان وسجن فتح أو اعدامهم جماعيا ً،وكذا تم اذكاء نار الطائفية والمناطقية وبث ثقافة الكراهية بين ابناء الجنوب والتي لازالت الى اليوم وخاصة بين أبناء أبين وشبوة جناح الرئيس الأسبق علي ناصر محمد والذين عرفوا (بالزمرة) وبين ابناء يافع والضالع وحضرموت ولحج جناح علي سالم البيض والذين عرفوا بـ(الطغمة) فهذه المسميات لازالت متداولة الى يومنا هذا رغم مرور 33عاما ًعلى ظهورها، وهذه هي من مشاريع و مخلفات الاستعمار البغيض، وفي ظل ما يتعرض له شعبنا اليمني من عدوان ظالم وغاشم من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد والذي شارف عامه الرابع على الانتهاء فإن كتابتنا عن هذا الموضوع حتى نستفيد ونتعظ من الماضي وحتى لا تتكرر احداثه الدموية والمأساوية، والتي يسعى العدو لتكرارها اليوم، فما يقوم به المحتل السعودي والإماراتي في المحافظات التي يحتلها (عدن وابين ولحج وحضرموت والضالع وشبوة والمهرة وسقطرى والمخا ومارب واجزاء من تعز)فالعدو يقوم بتكريس ثقافه الكراهية والمناطقية والمذهبية والطائفية بين ابناء اليمن وخاصة ابناء المحافظات المحتلة حيث تقوم دول الاحتلال السعودية والامارات كل دولة تقوم بدعم جناح وفصيل سياسي كما هو حال المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي الذي تدعمه الإمارات ويدعي انه هو الممثل الشرعي لأبناء الجنوب والذي يطالب باستعادة دولة الجنوب العربي، وإنشاء قوات النخبة الشبوانية والحضرمية والمهرية وقوات الأحزمة في عدن وابين ولحج والضالع والتي الهدف منها هو التقسيم والتجزئة والتفرقة بين ابناء الجسد الواحد والسعودية تدعم جناح الرئيس الفار هادي، والاخوان المسلمين وقد شاهدنا ما حدث في عدن بداية العام الماضي 2018م عندما اقتتلت مليشيات الزبيدي مع مليشيات هادي بدعوى اسقاط حكومة بن دغر، فما يقوم به العدو اليوم من دعم للجماعات الارهابية المتطرفة من سلفيين واخوان وقبائل تحت مسمى قوات النخبة والأحزمة الامنية والتي لا تخضع لحكومة الفار هادي والتي تسمي نفسها بالشرعية، الهدف هو تفكيك أواصر الوحدة بين ابناء المحافظات الجنوبية المحتلة، فالعدو يسعى بأعماله هذه الى بث ثقافهة الكراهية والمناطقية والمذهبية والطائفية، حتى يتسنى له تحقيق مخططاته واهدافه الاستعمارية الجديدة وهو يتبع طريقة (فرق تسد ) وهي نفس الطريقة التي كان يتبعها اسياده الانجليز خلال احتلالهم للجنوب سابقا ًوهو بأعماله هذه يريد ان يعيد ويكرر مأساة يناير المشؤومة من جديد حيث تقوم السعودية بدعم طرف وفصيل والامارات تدعم طرفاً وفصيلاً آخر وكل واحد يدعي انه الشرعي وهو صاحب الحق وكلاهما عملاء وخونة عبارة عن ادوات بيد العدو.
واليوم ونحن نتذكر مأساة يناير 86 علينا ان نجعل منها مناسبة للتصالح والتسامح وطي صفحة الماضي وان نعمل على افشال مخططات ومشاريع العدو والعودة الى جادة الصواب وأن نتوحد ونتكاتف جميعا ًلطرد قوى الاحتلال السعواماراتي من ارضنا وان نحكم كتاب الله في حل ّخلافاتنا وأن الوطن يتسع للجميع، وان الحل ليس بالحرب والقتال والارتهان للخارج، بل بالحوار والتفاوض بين الجميع دون استثناء وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية وان على جميع الاطراف تقديم التنازلات بما يحفظ لليمن وحدته وسيادته وكرامته وأمنه واستقراره وان المستفيد من تفرقنا وخلافاتنا هو العدو الذي يحتل ارصنا وينتهك سيادتنا وينهب ثرواتنا والذي حول الجنوب والمحافظات التي يحتلها الى قواعد عسكرية ومعتقلات وسجون سرية يرتكب فيها الاغتصابات والتعذيب الجسدي بحق أبناء اليمن.
فاليمن أمانة في اعناق جميع ابنائها الشرفاء الوطنيين الاحرار، وحمايتها وبناؤها مسؤولية الجميع وانها لن تقبل على أرضها أي محتل أو غاز أو عميل وخائن ومرتزق .
وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.