جابر لـ “الثورة”: تصعيد العدوان الأخير على الحديدة فاقم الأوضاع الإنسانية وأدى إلى نزوح نحو 60 ألف أسرة
*مدير الهيئة العامة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية بمحافظة الحديدة جابر حسين جابر لـ “الثورة”:
*تدخل المنظمات في الجانب الإنساني غير كاف في ظل عدم توفر مخزون احتياطي للهيئة لمواجهة الطوارئ
*هناك بعض القصور في توزيع المساعدات وسنعمل على الحد منه قريبا
*يقع على الأمم المتحدة الدور الأكبر في إيقاف العدوان والتخفيف من معاناة اليمنيين
لقاء/ أحمد كنفاني
أوضح مدير عام فرع الهيئة العامة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث بمحافظة الحديدة جابر حسين جابر أن تدخل المنظمات في الجانب الإنساني غير كاف في ظل عدم توفر مخزون احتياطي لمواجهة الطوارئ.
وأكد جابر في لقاء مع صحيفة «الثورة» أن تصعيد العدوان الأخير على الحديدة فاقم الأوضاع الإنسانية وأدى إلى نزوح نحو 60 ألف أسرة من مختلف مديريات محافظة الحديدة.
وتطرق جابر في هذا اللقاء إلى عدد من القضايا ذات الصلة بنشاط الهيئة والجهود التي قامت بها وما قدمته من مساعدات للنازحين في المحافظة والمناطق المجاورة لها خلال الفترة الماضية .
مشيرا إلى أن الهيئة جهة حكومية تتولى الإشراف على المنظمات والتنسيق لها والاطلاع على مشاريعها وتوجيهها الاتجاه المخطط له والعمل على إيصال المساعدات إلى أكبر عدد من المستفيدين في المناطق الأشد والأكثر احتياجا وتضررا من العدوان ، لافتا إلى أن عمل الهيئة يتم من خلال مرحلتين الأولى طبيعية والثانية مرحلة الاستجابة السريعة “الطوارئ”، موضحا أن بعض المكاتب الحكومية ذات الاختصاص ليس لديها رؤية واضحة تتماشى بها مع المرحلة الراهنة ولم يطرأ على خططها أي تحديث أو متابعة تواكب طبيعة الأحداث والظروف الراهنة التي يمر بها الوطن وظلت وللأسف تنتهج نفس الروتين وتعتمد على الخطط السابقة ولفت إلى أن هذا بدوره يشكل عبئا كبيرا على عمل الهيئة والقيام بواجبها المناط بها.. وإليكم حصيلة اللقاء:
* بداية صف لنا مدى تعاون واستجابة المنظمات مع الهيئة؟
– معروف لدى الجميع أن المنظمات كلما ازدادت دائرة الصراع والحرب ازداد عدد المنظمات، وحقيقة ان هناك استجابة من المنظمات ولكنه ليس بالشكل المطلوب وهناك تحسن كبير عما كان عليه سابقا وفي بعض الأحيان قد لا يكون التقصير من المنظمات بل يكون الخلل في آلية عملها أو في خطوات التنفيذ وعملية التنسيق أو من بعض العاملين في المنظمات الذين يسعون لإحداث فجوة ما بين السلطة المحلية والمنظمة وفي الحقيقة هناك مدراء وكوادر يمنية جيدة يستحقون الشكر والتقدير على ما يقومون به من جهد وتفان وهمهم الأول والوحيد إيصال المساعدات للمستفيدين وبكل يسر وسهولة ويمكن القول أن تدخل المنظمات في الجانب الانساني غير كاف في ظل عدم توفر مخزون احتياطي لمواجهة الطوارئ.
* ما أهم الإشكاليات التي تواجه الهيئة في القيام بدورها الإنساني؟
عدم توفر أي مخزون احتياطي طارئ للمساعدات الطارئة لدى الهيئة حتى تستطيع مواجهة أي كوارث أو احتياجات يتطلب تقديمها فكل الاعتماد قائم فقط على المنظمات بينما لا يوجد لدى الحكومة أي بند لمواجهة ذلك ، كما أن موارد الهيئة تأتى من المنظمات وليس لديها سوى مبلغ 120 الف ريال نفقات تشغيلية معتمدة من الدولة وهى لا تغطى احتياجات عملها للنزول الميداني والإشراف والرقابة والمتابعة وتقييم المشاريع الجاري تنفيذها في المناطق البعيدة كما أن الهيئة ايضا تحتاج للقيام بمهامها على أكمل وجه لكم كبير من الكوادر العاملة ولا تستطيع الهيئة استقطابهم بسبب عدم قدرتها على دفع رواتب لهم وهذا بحد ذاته يمثل تحديا من التحديات الكبيرة التي تحول دون تحقيق الهيئة لأهدافها والقيام بالدور المناط بها.
* كم بلغ عدد النازحين المسجلين لديكم بالهيئة؟
– بلغت أعدادهم ما يقارب 60 ألف أسرة خلال الفترة الأخيرة وأغلب حالات النزوح داخلي وبالرغم من ضخامة العدد إلا أننا وبفضل من الله وجهود كل الخيرين من ابناء المجتمع وتعاون المنظمات والسلطة المحلية استطعنا امتصاص أعداد النزوح واحتواء النازحين وتقديم المساعدات العاجلة لهم بشكل مرضى وأفضل بكثير من المحافظات الأخرى واستطعنا التغلب على كافة الصعوبات والعوائق المرافقة لذلك.
* ما أكثر المناطق التي تعرضت للنزوح بالمحافظة وطبيعة المساعدات التي يحصل عليها النازح؟
– مديريات بيت الفقية والسخنة والمنصورية وفيما يتعلق بالمساعدات فهي تختلف ما بين الحين والآخر بحسب الحاجة إليها وما هو متوفر قد تكون إيوائية ونقدية ومواد غذائية.
* ما أبرز آثار وأضرار التصعيد الأخير للعدوان على الحديدة وتأثيره على الجانب الإغاثي والإنساني؟
– الآثار والأضرار كبيرة جدا وجميعها تلامس حياة المواطنين اليومية حيث نتج عن تصعيد العدوان نزوح أعداد كبيرة من الأسر القاطنين في مناطق خطوط التماس وهذا شكل عبئا كبيرا على الهيئة إضافة إلى أن معظم مخازن المنظمات تقع في كيلو 16 المغلقة بسبب وجودها ضمن مناطق المواجهات ويصعب الوصول إليها وكذا قصف المطاحن من قبل العدوان أواخر الشهر الماضي أدى بدوره إلى تأخر إيصال المساعدات للنازحين فالنازح يكون بحاجة ماسة للمساعدة وتأخر حصوله على المساعدات يفاقم من وضعه المعيشي وللأسف كما أسلفت سابقا أن ليس لدى الهيئة مخزون احتياطي من الغداء او مخزون احتياطي من المنظمات للطوارئ تحت تصرف الهيئة للمواكبة والتعامل السريع في مثل هكذا أوضاع وظروف.
* ماذا تقدم الهيئة للنازح؟
– لا تقدم له شيئا ودورها يقتصر على التنسيق وجمع البيانات وإرسالها للمنظمات والإشراف عبر لجان على عملية التوزيع وإيصال المساعدات للنازحين وفيما يتعلق بالرقابة فهي ضعيفة لأنه يتم إشراك مندوبين من مجالس السلطة المحلية وعقال الحارات للاطلاع والمتابعة.
* هناك شكاوى تلقيناها من بعض النازحين أن هناك تقصيرا في عمل الهيئة وعدم حصولهم على أي مساعدات حتى الآن.. ما ردكم عليها؟
– نحن نعترف أن هناك مخالفات وفي حال اكتشافها تتم محاسبة مرتكبيها وإحالتهم للقضاء ولا يوجد بتاتا أي تقصير من قبل الهيئة وإمكانياتنا محدودة كما أن لدينا مندوبين في كل المديريات ومندوبين مع التجار عند صرف المساعدات وللأسف الشديد ان هناك بعض عقال الحارات خلال الفترة الأخيرة وأخص بالذكر مديريات ” الحالي والحوك والميناء” من عديمي الضمير قاموا بنهب وسرقة كميات كبيرة من المساعدات من خلال تسجيل أسماء وهمية وحصول أكثر من فرد في البيت الواحد على المساعدات وحرمان الكثير من الأسر المحتاجة والفقراء والمساكين من الحصول عليها.
* برأيكم هل تغيير المندوبين العاملين مع الهيئة كاف عند التأكد من مخالفتهم للوائح والأنظمة المعمول بها من قبلكم؟
– بالطبع هذا الإجراء غير كاف وهناك خطوات سنتخذها خلال الأيام القادمة بإذن الله ولا يمكن الإفصاح عنها الآن.
* هل يقع على عاتق الهيئة التأكد من صحة بيانات النازح عند تسجيله؟
– نحن نقوم بجمع البيانات وإرسالها إلى الشركاء المنفذين من المنظمات وهم يتولون النزول الميداني والتأكد والتحقق من صحة البيانات حتى تكون هناك مصداقية وان الهيئة لم تقم بتسجيل أي أسماء وهمية.
* هل التقيتم بالمبعوث الأممي خلال زيارته للحديدة منتصف نوفمبر الماضي وأطلعتموه على الوضع الإنساني ومعاناة النازحين بالمحافظة؟
تم تغيير جدول زيارته للمحافظة حسب ما كان معد سلفا واقتصرت زيارته فقط للميناء حيث كان من المفترض زيارته مستشفى الثورة وأماكن أخرى ومن خلالكم أوجه دعوتي للأمم المتحدة أن تلعب دورا أكبر في إيقاف الحرب على اليمن فالأوضاع الإنسانية بلغت حدا لا يطاق ولا يمكن السكوت عنه أو وصفه وخاصة في الحديدة.
* كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟
– نقدم الشكر لكل من ساهم ومد يد العون ووقف مع أبناء اليمن عامةوأبناء الحديدة خاصة في هذا الوضع الاستثنائي والظروف الصعبة والعصيبة للتخفيف من حدة وآثار العدوان الظالم الذي تزيد ضحاياه يوما عن يوم ويحصد أرواح الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.