المواقف نتعلم منها

حمود أحمد مثنى
‏أخطر الخيانات كانت ومازالت من القريب والاخ والصديق والصاحب والجار، لأنهم أعرف الناس بلغتك وتفكيرك ومزاجك وطبيعتك واسرارك وامكانيتك وقدراتك واسرار ضعفك وقوتك لأنك منهم وهم منك قال تعالى : “ان الله لا يُحب من كان خوانا أثيما”،.
وللخونة أدوار وأعمال مكلفين بها لغاية واحدة، منهم في الجهاز الإداري ومهمتهم إعاقة وإفساد أي انجاز أو تطور يؤدي إلى المنفعة العامة ومنهم في الجهاز العسكري والامني ومهمتهم متعددة أهمها: إعاقة ومنع وجود جيش موحد محترف وطني الولاء مؤسس البناء يقاتل دفاعا عن العرض والأرض لا أن يقاتل مع العدو ودفاعا عن أرض العدو ، ومنهم في القطاع الاقتصادي ومهمتهم إبقاء الاقتصاد متخلفاً ضعيف قابل للانهيار في اي لحظة ولا يسمح برفد خزينة الدولة لكي تكون قوية فلا زراعة (مليارية ) واسعة وكثيفة وفق احتياج الأسواق الداخلية والخارجية ولا صناعة متوسطة أو ثقيلة أو تقنية ولا تعدين حديث.
ومنهم في القطاع التعليمي.. ومهمتهم فيه تقسيم الجيل الواحد وجعله مشتت الولاء ومضيع الهدف الجمعي للأمة عبر منهج ضعيف لا يخدم التنمية، ومدرسون أغلبهم غير مؤهلين وإدارة مدرسية ضعيفة الامكانيات ومسلوبة الإرادة فأغلب نتائج التعليم طالب (يقرأ ويكتب) فقط ومن توفرت له فرصة الدراسة في الخارج وتأهل علميا يتم سحبه للعمل خارج اليمن. ومنهم اي (العملاء) في مؤسسات الدولة السياسية الرسمية والمعارضة ومهمتهم الحفاظ على مصالح العدو في الداخل وتبرير تبعيتهم له وكل ما يقوم به من انتهاكات وتجاوزات ومنهم في المعارضة بأطيافها وايديولوجياتها ومهمتهم تمزيق النسيج الاجتماعي والفكري وتفخيخ الحاضر والمستقبل بالصراعات وتقديم نفسها بديلاً للعدو عن أي تابع سابق وفي أهم وأخطر الأحداث التاريخية التي مر بها اليمن جراء العدوان السعودي الإماراتي المتصهين الشامل علينا نجد أطياف المعارضة وهي:
-الفكر القومي الذي اهم ما يعني وحدة الامة والدفاع عن الوطن من الاعتداء الخارجي نجدهم أول من وقف وقاتل مع نفس العدو التاريخي للقوميين واستخدموا اوسخ النعرات المناطقية والقبلية لتبرير اشتعال الحرب تأكيدا لعمالتهم للعدو .
-الفكر الإسلامي الذي يعني الاعتصام بحبل الله وتحريم الفتن والاقتتال ووجوب الصلح بين المسلمين وحرمة موالاة العدو، نجد أن أصحاب هذا الفكر افتوا بوجوب قتال اليمنيين وإهدار دمائهم وتكفيرهم وصفوهم لكي تُقبل الفتوى بالمجوس والروافض وطلب الاستعانة بالعدو على شعبهم ، وخلاصة الفكر الاشتراكي هو الدفاع عن الشعب من اعتداء الاقطاع واستغلال اصحاب رؤوس الأموال (المترفين) والاستعمار والامبريالية العالمية نجد اصحاب هذا الفكر سريعا ما تخلوا عن كل ايديولوجيتهم ويقفون بكل قوة مع العدو أيضا التاريخي له واستخدام الجهوية والمذهبية لتبرير عمالتهم .لذلك ان سرعة هزيمة العدوان السعودي الاماراتي المتصهين بالحد الأدنى من عوامله أو شروطه ان يبقى أعوانه اليمنيون (المرتزقة) محايدين حفاظا على أرواحهم اولاً واحتجاجا على رخص قيمتهم ثانيا.
والحد الأدنى أن ينضم هؤلاء اعوان العدوان (طبعاً هم لايخجلون من هذا الوصف) مع شرفاء واحرار اليمن الصامدين والثابتين في الجبال والسواحل والوديان والصحارى وفي أراضينا المحتلة والمنهوبة من السعودية وحتى لا تصيبهم لعنة الاجيال والتاريخ ،ولهم عبرة في الفيتناميين الشماليين العملاء سابقا قبل تحرير فيتنام الذين وقفوا مع الامريكان ضد اشقائهم الفيتناميين وكانوا في الصفوف القتالية الامامية وقدموا عشرات الآلاف من القتلى وبعد هزيمة الامريكان تخلى عنهم الامريكان ولم يقبلهم الفيتناميون وكذلك مصير العملاء في كل الدنيا .. وعلى كل حال سواء كانوا محايدين أو منضمين فإن هزيمة العدو حتمية ويقيناً سوف تتم على أيدي اشرف العرب وأصدق الرجال .. المسألة مسألة وقت فقط.

قد يعجبك ايضا