خروقات تهدئة.. تطهير
زينب الشهاري
ها هو العالم يأتيك صاغرا ، يعترف بك ، يفاوضك ، يعجب بثباتك ، يذهل بصمودك ، يصدم لحجم معاناتك ، ها أنت ذا تفرض نفسك كرقم قوي يحسبون له ألف حساب ،،،،
بعد أن صنفوك إرهابياً متمرداً عدوانياً ، اختلقوا الأكاذيب ، زيفوا الحقائق ، تفننوا في قتلك ، تمادوا في حصارك ، أججوا الكل ضدك ، رغم كل ذلك خرجت تزأر في وجوههم وتقذف الرعب في نفوسهم ، وتجمد الدماء في عروقهم ، وتؤرق مضاجعهم ، تسلب الكرى من أجفانهم ، لم يعد باستطاعتهم عد هزائمهم ولا إحصاء قتلاهم ، تفسّخ حلفهم ، فضح إجرامهم ، نجحوا في حصد الاحتقار والمقت ، حققوا الأوهام والخيبات وأضاعوا الأموال وتلطخوا بالخزي والعار.
وأنت… أين أنت؟؟
تعتلي قمم العزة ، تتلو آيات الانتصارات وتتباهى بالبطولات وتفتخر بالإنجازات ، جنحت للسلم محافظا على قيم وثوابت وطنية لا يمكن المساومة فيها أو التنازل عنها لتدحض كل الافتراءات بعدو انيتك وتسقط كل المزاعم بإرهابيتك ، أصبحت مرآة الكرامة ، أنموذج العزيمة ، قدسية النضال ، محراب الجهاد ، لغة الفداء ، منهاج التضحية ، درس العطاء ، مشعل الحرية ومعنى الوفاء.
وهم أضحوا مضرب الغدر والخيانة حانثي العهود وناقضي المواثيق والأمم جميعها تشاهد خروقاتهم بعد أن وقعوا على اتفاق تهدئة وانسحاب ولكن هيهات لمن استوطنت الخديعة نفسه والدناءة روحه أن ينفذ اتفاقاً أو يرعى عهداً ، ليثبتوا للعالم مدى قبحهم ومقدار تجردهم من أي قيم أو أعراف وأنهم مجرد وحوش تقتات على القتل والتدمير ويبقى اليمني متأهباً مترصداً حامياً مدافعاً… ودااائماً منتصرا…
لا زلت صاحب المفاجآت وصانع المعجزات ، وصرواح أصبحت صرحاً يمنياً لا يعرف الخوف والمستحيل ، يمني لا يعرف سوى كيف يطهر أرضه وكيف يزيل الدنس من عليها ، ها أنت ذا تضرب العدوان في مقتل لتخرجه عن الوعي مصدوماً من هول الفاجعة وتطرد المفسدين العابثين بعد أن جثموا لعامين على أرض تطهرت أخيرا من رجسهم وتخرج العدومن كافة المواقع والجبال مؤذنا بخلاص قريب تام لمأرب الخير وفكاكها من الأسر وتنفسها الصعداء لتعود خيراتها لأبنائها بعد استنزاف وسرقة طالا أمداً من قبل ثلة العدوان ومرتزقته.
يتبدد حلفهم وتخيب آمالهم في كل مرة ولا يجنون سوى الهزائم تلو الهزائم ، وتتساقط أوهامهم كما هي طائراتهم التي تتلقفها نيران الدفاعات الجوية لتهوي كذباب محترق فتحترق أموالهم وتكوى قلوبهم بنيران الغيظ والخسران ، وكل ما يتبقى هو مجرد هياكل وحطام لطائرات أو آليات تجرأ أصحابها على تدنيس بلد طهور يسمى اليمن ها هي طائرة بدون طيار المقاتلة من نوع “سي إيتش فور” “CH4″ تخر صريعة وتسقط بصاروخ أرض جوا مؤخراً بصعدة في مشهد تكرر كثيرا في السابق لطائرات متطورة معادية اقتحمت الأجواء فنالت المصير ذاته ، لتنهش مرارة الهزيمة أكباد التحالف ومرتزقته للمرة الألف وتصفع الإنجازات اليمنية وجوه أمراء النفط التي أصبحت تطاردهم ككابوس ينغص عيشهم ويقلق حياتهم ويورثهم الألم ومعاناة الهزيمة.