> مسؤولون زراعيون وسياسيون لـ»الثورة«
> الشيخ/ بشير: هناك توجهات من سلطات الدولة العليا ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى بأن يكون 2019م عاماً للزراعة
> هناء العلوي : لا بد من خلق وعي بدور الأسرة اليمنية بأهمية الزراعة
> م. عادل مطهر: المساحات الزراعية الموجودة في بلادنا يمكن أن تسهم بفعالية في تحقيق الاكتفاء الذاتي
> م. أسماء عبدالعزيز: الاهتمام بالزراعة المنزلية ضرورة لتفعيل دور الأسرة في الإنتاج الزراعي
حاوره / احمد المالكي
يؤكد عدد من المسؤولين والأكاديميين الزراعيين والسياسيين على أهمية الاهتمام بالقطاع الزراعي لتحقيق تنمية زراعية شاملة والنهوض بالمجتمع لنصل إلى الاكتفاء الذاتي ولنأكل مما نزرع خاصة وأن البلد يعيش في ظل عدوان وحصار بربري غاشم للعام الرابع على التوالي..
وأشار المشاركون في الندوة التي نظمها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني وتفاعلاً مع استراتيجية النهوض بالجانب الزراعي تحت عنوان «الدور المجتمعي المنشود في التنمية الزراعية» إلى أن هناك توجهات من قبل سلطات الدولة العليا ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى ورئاسته والقيادة الثورية بجعل العام 2019م عاماً للنهوض بالجانب الزراعي وأن هناك ضرورة لتفاعل وتكاتف الجهود للتغلب على كل المصاعب والنهوض بالزراعة حتى نواجه العدوان والحصار.. وفي ما يلي مزيد من التفاصيل:
عام زراعي
* الشيخ محمد بشير رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي بداية تحدث عن أهمية إحياء التعاونيات الزراعية لتعزيز توجهات التنمية الزراعية وحتى يكون العام 2019م عاماً للزراعة بحسب توجهات القيادة السياسية برئاسة الأخ مهدي المشاط حيث قال: نحن نلاحظ ما نواجهه في هذه الظروف وخاصة في ظل الحصار والعدوان الظالم على اليمن لأننا أصبحنا اليوم نعاني من أشياء كثيرة والعودة للزراعة هي إنقاذ وخروج من الهيمنة التي يستعمرنا بها الآخرون وبالذات في مجال الحبوب، وعودة لتوجه القيادة السياسية والمجلس السياسي والتوجيهات من السيد عبدالملك الحوثي بأن على الناس الاتجاه نحو الزراعة لأنها أساس الحياة وإذا تحررنا وحققنا الاكتفاء بأنفسنا سنصمد في الدفاع عن أرضنا أمام العدوان مهما استمر، والأرض عندما تعطينا، فواجبنا أن نحافظ ونقاتل للدفاع عنها لأن الأرض والعرض هما خط أحمر لا يتنازل عنهما الشعب اليمني مطلقاً ويستميت في الدفاع عنهما.. إذاً أرضنا هي جزء من أعراضنا ويجب أن نهتم بها ونزرعها ونعتمد على ذواتنا.
رؤية
ويضيف الشيخ بشير بالقول: نحن طرحنا رؤيتنا لمجلس الثوري بموجب توجيهات المجلس السياسي وطرحناها لجهات معنية أخرى كاتحاد تعاوني زراعي وجمعيات زراعية على مستوى كل المحافظات وأشرنا في رؤيتنا إلى المخاطر التي واجهتنا وعن الحلول وإذا أردنا التوجه نحو الزراعة بتكامل الجهد الشعبي والرسمي لدينا ممول هناك بنك وهناك صندوق ويجب أن نتوجه لدعم الزراعة والمنظمات المانحة بدلاً من أن تمنحنا أشياء غير ضرورية ويأتي الخبراء والمسؤولون ويأكلون 70% من مبلغ الدعم و 30% توجه في المجال المطلوب وخاطبنا الجميع بأن هناك ضرورة لأن يتوجه الدعم المقدم من المانحين لدعم الزراعة وبشكل كلي لأننا اليوم بحاجة إلى الغذاء، لأن الناس إذا جاعوا يثورون وهذا ما يريده العدو أن نرجع نتقاتل فيما بيننا، يجوعنا ثم يقول «ثورة الجياع» ولذلك يجب أن نقف إلى جانب المزارع ونوفر له كل ما يحتاج وأرضنا والحمد الله واعدة ومنتجة والمناطق التي فيها قلة مياه لا يجب أن نركز عليها في هذه الطروف ونركز على المناطق الواعدة وسنحقق اكتفاء ذاتياً بإذن الله تعالى…
معاناة
وبالنسبة لعملية الإنتاج والتصدير والمشاكل التي تعانيها جوانب التصدير أوضح رئيس الاتحاد العام التعاوني الزراعي قائلاً: في ظل الظرف الراهن وبصراحة نحن عانينا في مسألة التصدير الذي هو متوقف الآن وأغلب المنافذ أغلقت ولم يبق لدينا سوى منفذ الوديعة، طبعاً المنتجات عندما تنتقل من تهامة أو تنتقل من مناطق بعيدة حتى تصل إلى منفذ الوديعة وإذا لم توجد وسائل تبريد كفيلة بحفظ هذه المنتجات فإنها تصل وقد تلفت إلى أي بلد أو عبر عمان أو غيرها، كان لدينا مراكز لإعداد الصادرات في كل المنافذ بعضها تم تدميرها الآن وبعضها لا تزال ويمكن إعادة تأهيلها إذا تمت إتاحة الفرصة امامنا، ونحن لا يجب أن ننتظر العدوان والحصار أن يحاصرنا من الديزل ومن وصول حاجياتنا نحن قادرون على توفير حاجتنا طالما والبدائل متوفرة كالطاقة الشمسية والري الحديث وتوفر البديل من التقنية وهذه هي الحلول العاجلة التي تهتم بها الدولة وتخصص جزءاً من التمويلات المقدمة من البنك أو الصندوق أو المانحين في هذا المجال لكي يستمر الناس لأن الديزل يوم ينقطع ويوم يرتفع وهذه مشكلة وهناك أنواع من الزراعة لا تتحمل سعر البرميل بـ100 ألف ريال لأني لو زرعت عشرة هكتارات واحتجت لها 10-20 برميلاً في الموسم فكم قيمة العشرين برميلاً وكم قيمة المنتج الذي ستحصل عليه في هذه الأرض ولا بد من أن يتكامل جهد الناس كلهم وتتوحد الاهتمامات والتوجهات في ظل هذه الظروف حتى نستطيع أن نعتمد على أنفسنا ونحقق الاكتفاء الذاتي.
وعي
الأخت هناء العلوي عضو المكتب السياسي لأنصار الله رئيس جمعية الارتقاء التنموية الاجتماعية: طبعاً الندوة الهدف منها هو خلق وعي بأهمية دور الاسرة اليمنية بأهمية الزراعة المنزلية سواء في المنزل أو عبر هكتارات مساحات مربعات صغيرة أو كبيرة أو كانت عبر الأحواش وذلك لما للزراعة من أهمية، وبالتأكيد في الوقت الراهن وفي ظل الظروف التي نعيشها بسبب العدوان الغاشم والحصار، والآن هناك توجه لا بأس به من القيادة السياسية العليا نحو الجانب الزراعي سواء كان مرتبطا بالمؤسسات الرسمية كوزارة الزراعة والري أو كان عن طريق الجانب المجتمعي لأن هذا الدور تكاملي وبالتالي لابد أن تتكاتف الجهود وتترابط لتوحيد الأدوار كل في مجال تخصصه وإذا لم يكن هناك وعي لدى المجتمع بأهمية الزراعة أينما كانت في المنزل أو الحوش أو المزرعة فأنا أقول إن الدولة مهما رسمت من سياسات ومهما وضعت من استراتيجيات لن يكون هناك نتيجة إلا إذا كان المجتمع يمتلك الوعي الكافي والكامل بأهمية الزراعة.
مهيأة
وهناك طرح لبعض الاخوات في الندوة بأن اليابانيين زرعوا في البحر على القوارب البحرية وبالتالي نحن في اليمن أرضنا وترابنا ومناخنا مهيأة للزراعة بأنواعها المختلفة ولا نحتاج لأن نزرع في البحر، فقط نحتاج اهتماماً ووعياً رسمياً وشعبياً بالزراعة سواء كانت خضروات، حبوب، بقوليات أو القمح.. البلد مهيأ، يمكن أن نزرع وننتج ومن خلال هذه الفعالية وجدنا أن هناك صعوبات وإشكاليات يواجهها المزارع وهنا يجب أن يكون دور الدولة حاضراً في تذليل الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها المزارعون بحيث تشجع المزارعين ونقدرهم لأن هناك دولاً تعطي وتشجع مزارعيها بالشهائد والجوائز التقديرية وهنا في اليمن لا يوجد أي تشجيع أو اهتمام خلال الفترة الماضية وربما الآن هناك توجه خلال الفترة الحالية لما نواجهه من عدوان غاشم نحو الزراعة والاكتفاء في الجانب الزراعي لأننا إذا لم نتجه نحو الزراعة فلن يكون هناك نهوض حضاري كوننا نعتمد عليه بالدرجة الأساسية فلا يمكن أن تكون هناك مشاريع إنتاجية وتحويلية وغذائية إلا بالجانب الزراعي ولا يمكن أن تكون هناك ثروة حيوانية الا بوجود الجانب الزراعي ولا يمكن أن يكون هناك اكتفاء ذاتي بجميع مكوناته سواء في الجوانب الإنسانية أو الجوانب الغذائية إلا من خلال الاهتمام بالجانب الزراعي.
المحاصيل الاقتصادية
المهندس عادل مطهر المدير التنفيذي لمؤسسة بنوان للتنمية الزراعية بدوره تحدث في هذا الصدد فقال: عندما نتحدث عن الأمن الغذائي بديهي أن يخطر في بال أي شخص الحبوب أو المحاصيل الاقتصادية وهي تتمثل في الحبوب والبقوليات، نحن نستورد 3 ملايين ونصف طن سنويا من هذه المحاصيل بقيمة تقدر تقريبا حسب الجهاز المركزي للإحصاء تقدر بملياري دولار، ما يتم استيراده من بقوليات وحبوب نستهلكها سنويا والمساحات الزراعية الموجودة في بلادنا يمكن أن تحقق وتسهم بفعالية لو فعِّلت لأننا نتحدث عن مليون و150 ألف هكتار كأراض زراعية صالحة لزراعة الحبوب معتمدة على الأمطار لو فعلت هذه الأراضي وتمت إعادة زراعتها بالتأكيد سنصل إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي بل ويزيد عما نحتاج.
الأسرة
المهندسة/ أسماء عبدالعزيز- كلية الزراعية جامعة صنعاء تحدثت بدورها عن الورقة التي قدمتها في الندوة فقالت: الورقة تكلمت عن الزراعة المنزلية وضرورة تفعيل إنتاج الأسرة سواء كانت المرأة أو أي فرد في الأسرة في إحياء الزراعة داخل المنازل.. وأهمية الزراعة في المنازل بالتأكيد أنها فعالة ويمكن لأي أسرة أن تكتفي ذاتيا ولو جزئيا تخيل إذا زرعت طماط أو بطاط أو بسباساً أو بصلاً في البيت، في الحوض، في أي مكان في المنزل لن تضطر لشراء هذه المتطلبات من السوق وإذا توجهنا نحو الزراعة المنزلية سنكتفي، إذا اكتفينا حتى يوم أو يومين أو أسبوعاً أو شهرا من زراعتنا المنزلية فهذا إنجاز وأنا أعرف تجارب لصديقات وربات بيوت زرعن في منازلهن واكتفين ذاتيا ونحن هنا نسلط الضوء على أهمية الزراعية المنزلية ويعتبر تحويل ما حولنا إلى حياة وجمال واحداً من كثير من الحلول التي نراها ونعرفها ولكننا لا نهتم بها برغم كونها في متناول أيدينا والزراعة المنزلية تقدم لنا كثيراً من البهجة والآثار التفاؤلية وبناء حسن ظن بمستقبل أفضل.
أهمية كبيرة
المهندس وجيه المتوكل من الإدارة العامة لوقاية النبات أيضا بدورة تحدث عن أهمية التنمية الزراعية فقال: أولا التنمية الزراعية مهمة جدا كوننا بلداً زراعياً من الدرجة والطراز الأول وما يقارب من 75% من الشعب اليمني يعلمون في الزراعة وهذا يشكل أهمية كبيرة جدا للقطاع الزراعي إضافة إلى أن ما ينتجه القطاع الزراعي كرافد للناتج الإجمالي العام يعتبر القطاع الثاني بعد النفط لهذا يجب الاهتمام بالزراعة كمورد مهم أساسي وتنموي تدخل ما بعده كثير ما الأنشطة سواء الأنشطة الصناعية أو غيرها ولدينا موارد كبيرة وكثيرة جدا في القطاع الزراعي يجب الاهتمام بها وتشغيلها وعندنا إمكانيات تجعلنا ننهض زراعيا ونحقق الإكتفاء الذاتي إذا ما اهتممنا بكل جوانب الزراعة الإنتاجية والفنية والتسويقية وكل ما يتعلق بالزراعة وإذا وجد الاهتمام الكافي الرسمي والشعبي فسنحقق الاكتفاء الذاتي من الزراعة.