الصلاة.. ذكر الله أكبر

عبدالله هاشم السياني

ما هي العلاقة بين الخطاب القرآني المتعدد وبين الصلاة التي يقف فيها المرء بين يدي ربه يخاطبه فيها بكلامه خمس مرات في اليوم والليلة وما أنواع الخطاب في القرآن وما دلالة وأبعاد ذلك التنوع وهل هناك ارتباط بين فهمنا للقرآن الكريم ونوع كل خطاب فيه، في هذه الحلقة من موضوعنا الصلاة ذكر الله الأكبر المتصلة بالركن الرابع في هذه العبادة نتناول موضوع الخطاب في القرآن استكمالا للصورة الشاملة والنهائية التي نريد الإلمام بها عن هذا الركن الذي أساسه قراءة الفاتحة.
سبق وإن أشرنا في المقالات السابقة من هذه الحلقات إلى بعض دلالات وأبعاد تسمية الحق جل ٌوعلا لكتابه الكريم بـ (القرآن) وارتباط تلك التسمية بالركن الرابع وقراءة الفاتحة التي هي من كلام الله جل وعلا حيث يخاطب بها المخلوق خالقه ويقرأها العباد بين يدي ربهم في كل صلاة كما قرأها جبرائيل عليه السلام على قلب وسمع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
كما ذكرنا أيضا عن أهمية إدراكنا لمكانة وعظمة القرآن الكريم التي أراد الله جلّ وعلا لفت أنظار المؤمنين إليها من خلال آيات القرآن نفسه ومن خلال أمره لعباده بتلاوة كلامه وهم يصلون بين يديه في كل ركعة من الصلوات الخمس أومن خلال ما ذكره الحق عز وجل عن صفات القرآن التي نبهنا إليها في معظم سور القرآن الكريم وبالذات في بداية السور، حيث وصف عز وجل كتابه بالحكيم والمبين والعزيز والعلي والنور والصراط المستقيم والمجيد والهدى والبشير والنذير..، أو من خلال إخباره لنا عن عظمة القرآن من خلال عظمة مصدره وأنه من أنزله وهو الحكيم العليم العزيز العلي العظيم الحي الْقَيُّوم الرحمن الرحيم ليتبين لنا ولندرك أن عظمة القرآن وجلاله من عظمة الحق وجلال الحق جل وعلا الذي أنزله ولندرك أيضاً أن صفات كلام الحق جل وعلا في القرآن هي نفس صفات الحق عز وجل، وقد ذكر ذلك في كثير من الآيات.
فقد قال في سورة فصلت ﴿حم، تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم﴾، وفي سورة غافر قال تعالى: ﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيم﴾، وفي سورة الزمر:﴿ َنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم﴾، وفي سورة يس: ﴿ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيم﴾، وفي سورة الواقعة: ﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين﴾، وفي سورة السجدة: ﴿ تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِين﴾.
وبقي أن نشير ولو بشكل مختصر إلى الخطاب القرآني وعلاقته بالركن الرابع من هذه العبادة الإلهية الذي نقف فيه بين يدي الحق عز وجل وفي ساحة كرمه وفضله ونخاطبه ونناجيه ونثني عليه بكلامه هو الذي أنزله على عباده وخاطبهم به لعلنا ندرك أثناء تلاوتنا بعض أسرار ذلك الخطاب فنصل إلى المنازل والدرجات التي اختص بها الرحمن الرحيم كل من خاطبه حين خاطبه ، فنحن نعلم بشكل عام أن الله جل وعلا قد خاطب بكتابه الكريم الذي أنزله من عنده خاتم أنبيائه ورسله ليخاطب به أمته والإنسانية جمعاء، إلا أن الحق جل وعلا لم يجعل جميع كلامه على سياق واحد في الخطاب عندما أنزله على عبده ورسوله، ولاشك أن وراء ذلك التنوع حكم إلهية وأسرار مطلقة لا يطلع عليها إلا خاصة أوليائه والمقربين من عباده.
وعند قراءتنا لتنوع خطاب الحق عز وجل والتأمل في سياقات ذلك الخطاب قد ندرك بعض تلك الأسرار والأبعاد التي تتناسب مع محدودية معرفتنا البشرية، ومع نوعية الحجب الناتجة عن تراكم ذنوبنا. مع يقيننا القاطع بعظمة تلك الأسرار ووجودها، ولذا سوف نحاول أن نعيش ونتأمل في ظاهر الخطاب القرآني الذي يعرفه الجميع وهو في متناولهم ونشير إلى تعدده وأنواعه ليكون ذلك مفتاح خير لتأمل وتدبر أوسع من قبل أوليائه المؤمنين.
مع التأكيد بأن قناعتنا وما نؤمن به أن لكل خطاب في القرآن ارتباط بموضوعه ومضمونه ومراد الحق عز وجل منه، في الآيات أو السور وبما يتفق مع الغاية الإلهية من نزوله باعتباره هدى ورحمة للعالمين ونورا مبينا، وصراطا مستقيما، وبشيرا ونذيرا، وموعظة للمتقين، وشفاء لما في الصدور. وعلى أساس أن الأصل في كل ذلك التنوع في الخطاب القرآني أنه خطاب من الخالق للمخلوق من الإله إلى العبد ومن المالك للملوك ومن الغني للفقير.
إلا أن هناك خطاباً في القرآن وفي كلام الله جاء على لسان عباده وجعله الله في القرآن خطاب المخلوق إلى الخالق ومن العبد إلى المعبود ومن الفقير إلى الغني هذا الخطاب جاء في سورة واحدة فقط من السورالـ١١٤ هي سورة الفاتحة التي كرمنا الله وشرفنا بمخاطبته بها وأمرنا بقراءتها في أربع وثلاثين ركعة كما جاء هذا الخطاب في الآيات التي جاءت على صفة الدعاء وهي آيات مبثوثة في بعض سور القرآن الكريم.
أنواع الخطاب القرآني
1 – الخطاب الأول:
كما ذكرنا إن الخطاب في القرآن الكريم متعدد ويمكن لكل من يطلع ويتأمل ويتلو كتاب ربه أن يلحظ أنواع هذه الخطابات وهي كالتالي:
– الخطاب لرسوله: وقد أخذ هذا الخطاب عدة أشكال وهو أكثر القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾، وكقوله تعالى: ﴿يس ، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين﴾، ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً﴾، ﴿ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ﴾، ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾، ﴿ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾، وكقوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ﴾، وكقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾. ويدخل في هذا الخطاب خطاب الله لرسوله الذي يبدأ بقوله تعالى (قل)، مثل سور الإخلاص والفلق والناس والكافرون، وكثيرة هي الآيات التي من هذا النوع ونجدها مبثوثة في كثير من السور، ولعلها في سورة الأنعام أكثر، ولاشك أن الآيات التي خاطب الحق جل وعلا الأمة فيها من خلال خطابه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لها خصوصيتها وأسرارها وعلينا التأمل في الحكمة فيها كما أن الآيات التي أمر الله فيها رسوله وبدأها بفعل الأمر (قل) لها خصوصيتها وإيحاءاتها ودلالاتها لمن يريد أن يتدبر ويتأمل في أسرار الحكمة الإلهية في كتابه الكريم ؛ مع العلم أن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أتخذ أشكالاً أخرى غير التي ذكرناها كأمثلة، ولكنها جميعاً داخلة تحت هذا النوع من الخطاب.
2 – الخطاب العام:
وهو الخطاب الذي لم يحدد فيه البارئ عز وجل من المخاطب فيه وهو كثير في القرآن وقد يكون هو الأكثر، والذي يأتي على شكل إخبار من الله ومن أمثلته:
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا..﴾، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب﴾، وقوله تعالى: ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَة، لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَة، خَافِضَةٌ رَّافِعَة، إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا﴾، وقوله تعالى: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾..
وهكذا هي كثيرة الآيات التي لم يخاطب الحق عزٌ وجل فيها أحداً بعينه، وإنما كان خطاباً عاماً للمؤمنين والكافرين في عهد المصطفى ولمن بعده إلى يوم القيامة. ولاشك أن للمعاني والمضامين والقضايا التي يخاطب بها الحق عز وجل عامة الإنسانية دون تحديد لها خصوصيتها وأسرارها ودلالاتها ومضامينها التي تتناسب مع هذا الخطاب.
3 – خطاب المؤمنين:
النوع الثالث من الخطاب القرآني الذي ورد في كتابه الكريم هو الخطاب الموجه والمباشر للمؤمنين خاصة، وفيه يبدأ الخطاب بقول الحق (يا أيها الذين آمنوا)، وهناك الكثير من الآيات التي خاطب بها المولى عز وجل المؤمنين دون غيرهم واختصهم بما بعد ذلك النداء من أوامر ونواهي، كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى﴾، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ﴾..
وهذه الآيات المبدوءة بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ كثيرة في سُوَر القرآن وعددها غير قليل وللحق جل وعلا حكمته في هذا الخطاب الذي اختص به المؤمنين والذي جاء طابعه ومضمونه العام على صيغة أوامر ونواه إلهية لعباده المؤمنين.ويحتوي على كم كبير من الأحكام كما أن الحق جل وعلا خاطب المؤمنين في هذا النوع بخطاب غير مباشر في كثير من الآيات، كقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، وكقوله: ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ..)، وكقوله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم﴾.
4 – خطاب الناس:
النوع الرابع من الخطاب القرآني هو الخطاب الذي خاطب فيه الحق عز وجل الإنسان أو الإنسانية وجميع البشر بصيغة يا أيها الناس، كقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ وكقوله تعالى في سورة الإنسان: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، وكقوله تعالى في نفس السورة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ﴾، وكقوله تعالى في سورة يونس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم﴾. وهذا الخطاب الإلهي ورد في القرآن الكريم في مواضع محدودة وقليلة وله أسراره ودلالاته.
5 – خطاب أهل الكتاب:
الخطاب الإلهي الخامس الذي ورد في كتابه الكريم جاء مخاطباً أهل الكتاب مباشرة من اليهود والنصارى معاً، كأصحاب كتاب واحد، العهد القديم »التوراة«، والعهد الجديد »الإنجيل«، أو جاء مخاطباً اليهود خاصة بقوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، وقد ورد في مواضع محددة من القرآن الكريم، وأما الحديث عن اليهود والنصارى وقصصهم مع أنبيائهم من آل إبراهيم فكثيرة هي في كتاب الله.
ولمخاطبة الحق عز وجل لأهل الكتاب عموماً وبني إسرائيل خاصة بشكل مباشر في القرآن الذي أنزله الله على نبي من العرب وليس من اليهود له دلالاته وأبعاده الإلهية، وكذا الحديث عنهم والإخبار عن أحوالهم في كثير من سور القرآن الكريم يدل على أهمية التأمل في مسيرة هذه الأمم وإدراك مراد الله من وراء ذلك الذكر كأمم متدينة نزلت عليها كتب سماوية فحرّفت كتبه وقتلت أنبياءه ومع ذلك لازالت تدعي أنها تسير على نهج كتبها السماوية التي نزلت عليها .
6 – خطاب الفقير إلى الغني:
أما الخطاب السادس في القرآن الكريم، فهو الخطاب الذي يعنينا وله صلة بالركن الرابع في هذه العبادة الإلهية العظيمة وله خصوصية متفردة عن بقية أنواع الخطاب الذي نزل به القرآن الكريم، فهذا الخطاب الذي جاء في كلام الله وكتابه الخالد وحجته على العالمين في هذه الدنيا جاء خطاب من المخلوق للخالق وبلسان الفقير المحتاج إلى الغني المتعال، خاطب فيه العبد ربه بكلام ربه، خاطب فيه العبد خالقه ومالك أمره ومن إليه مصيره في القرآن الكريم كما خاطب الملك القهار العظيم عباده من الإنس والجن.
هذا الخطاب القرآني الذي جاء وورد على لسان العباد بإرادة الخالق جاء في سورة واحدة من كتاب الله فقط هي أعظم سور القرآن الكريم الذي تعبدنا الله بها وأمرنا بتلاوتها بين يديه وفي حال عبادته والثناء عليه لنخاطبه بكلامه وبألسنتنا نحن البشر العصاة الظالمين، وهي سورة الحمد أو الفاتحة.
أما بقية الخطاب القرآني الذي جاء على لسان العبد أو العباد من هذا النوع من الخطاب الذي ورد في القرآن الكريم، فقد جاء في آيات متفرقة مبثوثة في العديد من السور، وجميعها ابتدأها الحق عز وجل بقوله (ربنا) أو (ربي)، حيث يخاطب العبد فيها ربه داعياً ومناجياً وسائلاً ربه الكريم.
ثم إن هناك آية واحدة وضعها الخالق عز وجل على لسان عباده، وهي من أعظم آيات القرآن الكريم وهي قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم)، التي وردت في أول كل سورة من سور القرآن الكريم، وأمرنا الله بقولها مع كل عمل أو أمر نأتيه أو نقوم به.
ولعلنا قد أدركنا بعد استعراضنا لأنواع الخطاب القرآني بقصد التدبر فيما وراءه من أسرار سيجعل لقراءتنا وتلاوتنا لكتابه الكريم ونحن في الصلاة في حال عبادته والثناء عليه طعماً ومعنىً آخر لم نتذوقه ولم نألفه أو نعيشه قبل ذلك، فأنت أيها العبد المؤمن عندما تخاطب الرحمن الرحيم بكلامه وبأمره وفي العبادة التي أمرك القيام بها (الفاتحة) ثم تتلو كلامه بالآيات التي بعدها ليخاطبك الحق بلسانك الذي تنطق به وقلبك الذي تسمع به فإن في ذلك معاني من المعرفة لربك ما لا يمكن لك الوصول إليها والعيش في ظلالها في غير هذا الموضع أو هذه اللحظات الإلهية المباركة.