مشاورات السويد تتركز بالأساس على القضايا الإنسانية وتحييد الاقتصاد ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء والإفراج عن الأسرى
> السفير عبدالإله محمد حجر مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى لشؤون العلاقات الدبلوماسية لـــ»الثورة«
> سيتفق اليمنيون على الحكم والحرية والكرامة إذا لم يكن هناك تدخل خارجي
> السعودية والإمارات تستخدمان الأموال لابتزاز الأمم المتحدة والضغط عليها
> بريطانيا متورطة في العدوان على اليمن وليس تورطها كالإدارة الأمريكية الغبية
> السلك الدبلوماسي اليمني أصبح رهينة لما يسمى حكومة هادي الموجودة في فنادق الرياض
> وزارة الخارجية تعمل بكامل إمكانياتها في ظل هذه الأوضاع الصعبة وما تقوم به هو عمل طوعي وجهادي
> التفاعل العالمي مع قضية اليمن إيجابي ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي
لقاء/ مجدي عقبه
قال مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى لشؤون العلاقات الدبلوماسية السفير عبد الإله محمد حجر إن مشاورات السويد تتركز بالأساس على القضايا الإنسانية وتحييد الاقتصاد ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء والإفراج عن الأسرى، وما يخص ملف الرئاسة والحكومة سيتم مناقشته في إطار المفاوضات الطويلة المدى التي ستنعقد في المراحل القادمة، مؤكدا أن اليمنيين سيتفقون على الحكم والحرية والكرامة إذا لم يكن هناك تدخل من قبل السعودي والإماراتي أو أي تدخل خارجي.
وأوضح السفير حجر في حوار مع صحيفة الثورة أن ملف الأسرى معقد جدا ولا اعتقد أن هذا الاتفاق سينجح إلاّ إذا كان هناك نية حقيقية من قبل السعودية والإمارات ومن خلفهم أمريكا..مشيرا إلى أن السعودية والإمارات تستخدمان الأموال لابتزاز الأمم المتحدة و الضغط عليها، واتهم بريطانيا بالتورط في العدوان على اليمن في إطار تحقيق مصالحها السياسية.
السفير عبد الإله حجر تطرق في هذا الحوار إلى الكثير من الملفات منها ما يتعلق بوزارة الخارجية وكيف أصبح السلك الدبلوماسي اليمني رهينة ما يسمى بحكومة هادي الموجودة في فنادق الرياض بفعل النفوذ والمال السعودي.. تفاصيل أكثر في مضمون هذا الحوار .. نتابع:
يتكرر الحديث عن موضوع ملف الرئاسة والحكومة في مفاوضات السويد حدثنا كيف سيتم ذلك ؟!
-اعتقد أن هذا الموضوع سيتم مناقشته في إطار المفاوضات الطويلة المدى التي ستنعقد في المراحل القادمة المرحلة الحالية هي مرحلة القضايا الإنسانية وبالدرجة الأولى وقف الغارات الجوية ووقف الأعمال العسكرية من جميع الاطراف توحيد البنك المركزي والحفاظ على سعر العملة وتسليم المرتبات وتحييد الاقتصاد ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى.
هناك تفاؤل كبير بنجاح مشاورات السويد في ما يخص ملف الأسرى ، هل تتوقعون نجاح هذا الملف الانساني خصوصا وأن الطرف الآخر ليس بيده نجاح أو فشل هذا الملف وانما مرتبط بالسعودية والإمارات بشكل رئيسي؟
– الحقيقة ملف الأسرى ملف معقد أثير منذ العام 2015 في بيل بسويسرا وكان هناك مبادرة من جانب واحد قدمها رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام في وقت مبكر جدا تضمنت المبادرة أن يتم إطلاق سبعين بالمائة من الأسرى من كلا الطرفين للأسف الطرف الآخر تمسك بانه لا يمكن ان يقوم باي عملية الا أن يقوم الطرف الوطني بإطلاق سراح الأربعة الذين شملهم قرار مجلس الأمن وهم محمد قحطان ومحمود الصبيحي وناصر منصور هادي وفيصل رجب وبدون مقابل وشهدت الأمم المتحدة في ذلك الحين وخاصة قسم الشؤون الإنسانية ما حدث من خلاف في داخل لجنة مصغرة متعقلة بالشؤون الإنسانية وكان يمثل الوفد الوطني في اللجنة المصغرة عبدالإله حجر وفائقة السيد ومن الجانب الاخر كان عز الدين الاصبحي ومعين عبدالملك سعيد وكانت مطالبنا تتركز في مواضيع متعددة منها رفع الحصار عن اليمن بأكملها وتجنيب المؤسسات المدنية الضربات العسكرية وتبادل الأسرى وإجراء عملية تطعيم ونزع الألغام قضايا كثيرة في حدود اثنتي عشرة قضية وكان حينها موقف عز الدين الاصبحي الذي كان يشغل وزيرا لحقوق الانسان في حكومة المرتزقة موقفا مخزيا وانسحب من الجلسات مرتين وكان رئيس الجلسة عامر الداوودي وهو كان رئيس قسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الذي استنكر هذا العمل وقال نحن نريد أن نرفع الحصار عن اليمن بأكمله وانتم تريدون رفع الحصار عن تعز ونريد أن نتبادل جميع الاسرى وانتم تريدون فقط اربعة هذا ليس عملا انسانيا انتم بهذا تجعلون الوضع سياسيا وبالتالي هذا الملف تم مناقشته مرة اخرى في الجولة الثانية في الكويت والجولة الثالثة ايضا في الكويت وقد شكلت لجنة متخصصة من الطرفين لمناقشة هذا الملف حيث واجهت صعوبات عديدة وكان الحرص دائما من قبل الطرف الوطني على الوصول إلى اتفاق يتم بموجبه اطلاق اسرى الطرفين باعتبارها مصلحة للجميع خاصة وأن أسرانا لدى الطرف الآخر يتم تعذيبهم والتنكيل بهم وأحيانا يتم قتلهم فيما ينعم أسرى الطرف الآخر بمعاملة كريمة ومحترمة ويعيشون حياة ربما أفضل بكثير من حياة المواطن العادي في ظل هذه الظروف التي نعيشها في ظل الحرب والحصار ورغم المبادرات المتكررة والحرص الكبير الذي ابداه الطرف الوطني في ما يتعلق بالأسرى لم يستجب الطرف الآخر ولم يكن لديه قوائم بأسماء الأسرى المعتقلين في سجونه والسبب ان كثير منهم في سجون الامارات والسعودية وسجون أبو العباس وسجون العصابات المتطرفة في تعز وغيرها بعكس الطرف الوطني الذي يملك كشوفات لجميع الأسرى وفي مبادرة أحادية الجانب قام الطرف الوطني بالإفراج عن سبعين أسيرا في ذلك الحين وكان في شهر رمضان وبدون اي مقابل وبالتالي اعتقد ان هذا الملف معقد جدا رغم الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا بإجراء عملية تبادل شامل كامل لجميع الأسرى والمفقودين لأن الطرف الآخر ليس لديه كشوفات وقوائم بأسماء الأسرى الموجودين لديه ولا أعتقد أن هذا الاتفاق سينجح الا إذا كان هناك نية حقيقية من قبل السعودية والإمارات ومن خلفهم أمريكا للتوصل إلى حل لإنهاء هذا الملف الانساني وبناء على هذا يجب أن نتفاءل ولكن تفاؤل حذر وأن نحرص على أن تتم الآلية بشكل مهني بما يضمن الإفراج الكامل عن جميع الأسرى.
لماذا لا تلزم الأمم المتحدة دولتي الإمارات والسعودية بالجلوس على طاولة المفاوضات رغم الدعوات المتكررة من الوفد الوطني بضرورة أن يكون الحوار مع الفاعل الحقيقي في الحرب على اليمن؟
– في الحقيقة الامم المتحدة جهاز ليس له استقلالية حتى يكون قادرا على فرض إرادته هو جهاز إداري تتحكم فيه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهذه الدول هي الدول الأكثر تمويلا لميزانية الأمم المتحدة وبالتالي لا تستطيع الأمم المتحدة فرض إرادتها هي فقط تحاول أن تقنع الأطراف باتخاذ خطوات ولكن السعودية والإمارات يستخدمون أموالهم لابتزاز الأمم المتحدة ومحاولة الضغط عليهم ليكونوا دائما إلى جانبهم في لأي قضايا من القضايا التي تطرح الموضوع الذي هو الآن على الطاولة إن مجلس الشيوخ الامريكي الآن بدأت بعض الأصوات تتعالى فيه بضرورة ان تجلس السعودية مع من يسمونهم الحوثيين على طاولة تفاوض لحل مشكلة البلدين وعندما يقول السعودية هو يعني بذلك الإمارات باعتبار أن الإمارات تابعة للسعودية رغم أنه في الواقع السعودية باتت تابعة للإمارات كون محمد بن زايد هو المتحكم والمسيطر على سياسات وأفكار وعقلية محمد بن سلمان وأنا في اعتقادي أن ذلك يأتي في إطار الكبر والتعالي السعودي رغم أنه في الماضي جلسنا معهم في لقاءات مباشرة كان ذلك في ابريل2016 عندما طلب منا سفراء مجلس التعاون الخليجي أن نلتقي بهم وكانوا يعتقدون اننا سنرفض طلبهم ولكن بالعكس التقينا بهم وطرحنا كل ما لدينا وكانت هناك مواجهة وأثناء المفاوضات التقينا بسفراء الدول الـ18 وناقشنا معهم كل المواضيع.
هل يعني هذا أن هناك مفاوضات أخرى تتم حاليا خلف الكواليس بالتزامن مع المفاوضات التي تجري بين الوفد الوطني والوفد القادم من الرياض ؟!
– لا شك في ذلك مفاوضات مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء الدول الـ18 مع السفير الامريكي في بعض القضايا مع السفير البريطاني مع السفير السعودي تدور مفاوضات ويحضرها في بعض الأحيان المبعوث الاممي وبعض أحيان لا يحضر ، الاجتماعات تأتي في إطار مفاوضات على مدار الساعة من الصباح الى الليل.
إصرار دول تحالف العدوان على إفشال أي نجاح للمشاورات بدليل استهدافها لميناء الحديدة عشية المشاورات وكذلك تصعيد عملياتها العسكرية في عدة جبهات وتكثيف غارات طيرانها على المدنيين وممتلكاتهم : من منظور سياسي ما الذي يسعى إليه تحالف العدوان من خلال هذا التعنت ؟!
– الحقيقة الإرادة هي ليست إرادة دولية وليست إرادة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بشكل عام ولكنها إرادة الإدارات الإدارة الأمريكية التي هي محل جدل ورفض في جميع سياساتها سواء الداخلية أو الخارجية والكونجرس الأمريكي دائما ما ينتقد هذه السياسات وأيضا النظام السعودي والنظام الإماراتي الذي وصفه أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي أحسن وصف عندما قال عن بن سلمان هذا الرجل مجنون ومخبول ومتهور خذ هذا الوصف عن النظام السعودي وبالتالي هذا النظام ليس فيه أي رشد وليس فيه أي عقل ولا يوجد فيه أي شخص يستطيع أن يحكم العقل والمنطق وبالتالي فإنهم ومع أي مفاوضات يقومون بالتصعيد لأن هدفهم ليس الوصول إلى حل سلمي هدفهم هو الاستئصال وانا ذكرت في إحدى المقابلات أن نفس العقلية التي فكر بها محمد بن سلمان في قتل خاشقجي هي نفس الطريقة التي يفكر بها في التعامل مع الشعب اليمني اولا تعذيب ثم قتل ثم تقطيع ثم إذابة يفنيه من الوجود فإذا وجد فرصة أن يفنوا اليمنيين من الوجود سيفعلون ذلك لكن إرادة الله عز وجل فوق إرادتهم والآن انقلب السحر على الساحر والتي كانت تعينهم انقلبت ضدهم ولا ندري ماذا ستفعل فيهم في الأيام المقبلة
هل سيكون هناك دور لبريطانيا في مشاورات السويد باعتبارها صاحبة القلم في مجلس الأمن؟
– بريطانيا لا شك أنها متورطة في هذا العدوان ولكن نسبة تورطها أقل بكثير من نسبة تورط الإدارة الامريكية الغبية برئاسة ترامب الإدارة البريطانية فيها من الذكاء وفيها من الخبث أيضا ما يمكنها من مراعاة مصالحها واعتقد مصلحة بريطانيا ليست في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني ولكن في الوقوف دون انهيار النظام السعودي هم يدركون أن النظام السعودي سينهار من الداخل إذا استمر بهذه العقلية وستكون كارثية بالنسبة لهم وسيفقدون عميلا سياسيا متعاملا مع اسرائيل ومتعاونا معها وعميلا اقتصاديا يبتزونه بشراء صفقات أسلحة وغيرها إذن هناك تجارة بين الدولتين فيما ترامب لا يرى إلا إلى المصلحة السريعة والآنية لهذا دائما ما يتعرض لانتقادات كونه يبحث عن مصالح سريعة ولو على حساب المبادئ التي تدعي أمريكا أنها تتمسك بها.
محليا أين هي اليمن من خارطة العالم دبلوماسيا؟
– الحقيقة اليمن كدولة لا يمكن إغفالها كونها دولة عريقة ولها جذور ضاربة في عمق التاريخ وشعبها شعب حضاري شعب عامل يكاد يكون منتشرا في كافة دول العالم وهو صاحب حضارة الفترة التي تمر بها اليمن خلال العقود الماضية بسبب ارتهان القرار اليمني للخارج وبالأخص للسعودية من خلال عملائها كان هناك أكثر من أربعة وثلاثين ألفاً يتقاضون رواتب من وزارة الدفاع السعودية وكما قيل كان بعضهم يتقاضى ثلاثين مليون ريال سعودي شهريا وأقل واحد فيهم كان يتقاضى خمسة آلاف ريال سعودي هذه أيضا أثرت على عدة قضايا وليس فقط على القضية الدبلوماسية وازداد الأمر سوءا الآن ليس فقط في ما يتعلق بالقضايا الدبلوماسية أنه فرض علينا حصار اقتصادي وفرض علينا حصار إعلامي وفرضت علينا قرصنة بحرية وقرصنة في داخل الأمم المتحدة وفرضت علينا قرصنة في التمثيل الدبلوماسي كل السلك الدبلوماسي أصبحوا رهينة ما يسمى بحكومة هادي الموجودة في فنادق الرياض وكنا إلى فترة من الفترات نحول لهم مرتباتهم ولكن عندما تم نقل البنك المركزي انقطع التواصل بهم وحتى مع تسليم الرواتب لا يمكنهم أن يقفوا مواقف وطنية لأن ما تسمى بحكومة هادي قادرة على إرسال أي رسالة لأي دولة من الدول ان الاشخاص فلان وفلان الموجودين في السفارة الفلانية تم الاستغناء عنهم ولم يعد مرغوبا فيهم وهم بذلك يركنون إلى أن السعودية لديها نفوذ واذا قالت لدولة مثل السودان أو مثل مصر وأي دولة من الدول أن ما يأتيكم من وزارة الخارجية التابعة لهادي لا بد ان تعتمدوها وبما أن ما يسمى حكومة هادي معترف بها خارجيا بفعل المال رغم أنه لا وجود لشرعيتها قانونيا ولا دستوريا ولا حتى بموجب القوانين الدولية لذلك تتحكم بالسفارات اليمنية في الخارج بفعل النفوذ والمال السعودي.
زيارة سفراء الاتحاد الأوروبي إلى صنعاء مؤخرا هل يعني ذلك عودة سفراء العالم إلى صنعاء وإعادة تطبيع العمل الدبلوماسي بين صنعاء ودول العالم؟
– الحقيقة هذا ما نعمل عليه الآن نحن نحاول أن نشجع الدول على اتخاذ قرارات شجاعة من خلال دعوة سفرائها لزيارة اليمن وعندما زار سفراء الاتحاد الأوروبي وبالأخص السفير الفرنسي وسفيرة هولندا ومبعوث من السويد ورئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي صنعاء والتقوا بالشهيد صالح الصماد وعدة مرات بالنسبة لسفيرة الاتحاد الاوروبي والسفير الفرنسي كان هدفهم الأساسي هو أولا إظهار التعاطف مع الشعب اليمني نتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها بلادنا بسبب الحرب والحصار ثانيا للقاء المسؤولين في المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ واطلاعهم على رؤيتهم في حل هذه الأزمة التي افتعلتها السعودية في حربها غير المبررة على اليمن ونحن اعتبرنا تلك الزيارات بادرة امل لإعادة السفراء الاجانب إلى صنعاء وعندما غادر الوفد الوطني الى السويد على متن طائرة كويتية كان معه السفير الكويتي والمبعوث الخاص للسويد بالإضافة إلى المبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث وهناك تواصل دائم مع كثير من الدول وقد ابدت بعض الدول نوايا طيبة تجاه حكومة صنعاء وكذلك الرسائل التي وجهها كل من اردوغان عبر حسابه على تويتر ورسالة رئيس وزراء اثيوبيا كل تلك البوادر نعتبرها إيجابية.
* ما تقييمكم للعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية في ظل هذه الظروف؟
– وزارة الخارجية تعمل بكامل جهدها وبكل ما تملك من امكانات في ظل هذه الاوضاع الصعبة وما يقوم به كوادرها من عمل أفضل ما ينطبق عليه أنه عمل طوعي وجهادي لأنه لا يوجد مرتبات ولا يوجد سفارات هم يحاولون التواصل مع الخارج في ظل حاجز ضيق يفصلهم عن العالم ومع هذا يبعثون رسائل إلى عدة أطراف ونادرا ما يحصلون على إجابات ويقومون أيضا بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية لتسهيل دورها وأنا اعتقد أن هذا الدور دور فعال وهام، محاولات لتنمية القدرات الموجودة في الوزارة من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية وهذا في حد ذاته يغطي ما كان يُمنى ان تقوم به الوزارة في حالة الظروف الطبيعية وهو الإشراف على البعثات الدبلوماسية وبحث العلاقات بين الدول وتطويرها وهذا انقطع تماما منذ بداية العدوان السعودي على اليمن.
ما هو موقفكم من تصريحات رئيس وزراء اثيوبيا ورئيس تركيا بخصوص الحرب في اليمن؟
– نحن ننظر إلى هذه التصريحات على أنها ايجابية ولكنها ليست المطلوبة نحن لا نريد من العالم عبارات التعاطف والرحمة نحن نطلب حقنا في أن نحكم بلادنا دون تدخل من أية دولة وأنا دائما أشير إلى أن هذه الدول التي تدعي أنها تدعم الديمقراطية وأنها تدعم الشرعية اين الشرعية في الإمارات هل هناك نص قرآني يعطي أولاد زايد حق حكم الامارات وأن ينفرد محمد بن زايد في السلطة ويدفن أخاه حيا ليتولى تصريف الأمور؟ لماذا لا يتحدث أحد عن شرعية خليفة بن زايد؟ أين هي هذه الشرعية اين الشرعية من إقالة مقرن ابن عبدالعزيز الذي له الحق في أن يصبح ملكا بعد الملك سلمان أليس هذا انقلاباً ؟ الأمير محمد بن نايف كان ولي عهد تم اقالته وحبسه وحبس معه مئتا أمير وتم نهب امواله اين هي الشرعية أمام هذا؟ هم يقولون شرعية عبدربه هل يستطيع الدخول إلى عدن؟ هل يستطيع أن يعين أي محافظ هل يستطيع أن يدخل قائد اللواء الرئاسي القباطي يعيدوه، اللواء المفلحي، وزير النقل لم يستطع الدخول لوضع حجر اساس للميناء. اين هي الشرعية هذه؟ يتحدثون عن الشرعية وهم يمنعون المرأة من قيادة السيارة الآن تم السماح لها مؤخرا في محاولة لتجميل محمد بن سلمان في نظر الغرب هم يتدخلون في شؤون اليمن منذ اغتيال ابراهيم الحمدي وحتى من قبله لكن قتله كان إحدى العلامات الرئيسة للتدخل البشع ضد الشعب اليمني.
نحن نريد ان نحكم بلادنا وسيتفق اليمنيون تأكدوا انهم سيتفقون شمالا وجنوبا وشرقا وغربا سيتفقون على حكم اليمن وعلى تنمية اليمن وعلى حرية وكرامة المواطن اليمني إذا لم يكن هناك تدخل من قبل السعودي والإماراتي أو أي شخص أو أي دولة وأي كيان من الكيانات، نحن قادرون على حكم أنفسنا وبالطريقة التي عرف بها اليمن وهي الحكمة والإيمان.
* كيف ترون تحرك اليمن قيادة وشعبا مع قضايا الأمة الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية؟
– الشعب اليمني ربما الشعب الوحيد الذي يقف مع القضية الفلسطينية بكل وضوح وقوة رغم الظروف التي يعيشها بسبب الحرب والحصار والتجويع. عندما تذكر فلسطين، عندما تكون هناك فعالية تخص فلسطين تجد الشعب اليمني متمسكا بقضية فلسطين ومستعداً للتضحية من أجل فلسطين لأن من يستهين بفلسطين سيستهين بالمسجد الأقصى وبالحرمين وبمكة والمدينة وسيستهين بالأرض العربية بأكملها وبالسيادة الوطنية لكل دولة من الدول العربية .
هل لديكم تواصل مع دول الخارج بخصوص إعادة تطبيع العلاقة الدبلوماسية بين اليمن وتلك الدول وعودة السفراء الاجانب الى صنعاء؟
– هناك تواصل وهناك جهود تبذل من قبل وزارة الخارجية وهناك مذكرات ترسل في مناسبات محددة سواء في أعياد وطنية وما الى ذلك وهناك رسائل ومذكرات رسمية تدعو هذه الدول لإعادة فتح سفاراتها في صنعاء لأن الوضع الذي نعيشه اليوم وضع شاذ لم يحدث عبر التاريخ أن يكون هناك سفير مثلا سفير مصري او سفير سوداني أو حتى أوروبي أمريكي معتمد لدى اليمن، يفترض أنه معتمد ومقيم في صنعاء لكنه معتمد لدى اليمن ومقيم في الرياض، حتى أن هذه الدول لديها سفراء معتمدون لدى المملكة السعودية مقيمون في الرياض يعني لديهم سفارتان في الرياض واحدة باسم المملكة السعودية وواحدة باسم اليمن، هذا وضع شاذ لا يتوافق مع الأعراف الدولية ولا مع العقل والمنطق وكل هذا باسم الشرعية، أي شرعية هذه التي لا تحكم؟! وانا اعتقد أن هذه الرسائل بدأت تؤتي ثمارها وهناك الآن تواصل ربما لم يظهر على الصورة ولكنه سيظهر قريبا إن شاء الله، كثير من الدول ولعلكم شاهدتم في الجزائر ما هو الموقف الشعبي وما هو الموقف الحكومي ولعلكم شاهدتم الموقف في تونس وبقية بلدان المغرب العربي، من وجهة نظري إن هذا سينعكس ايجابا على الوضع في بلدنا ان شاء الله.
من وجهة نظرك ما هي الأسباب التي أدت الى تصاعد الرفض العربي والعالمي لاستمرار الحرب على اليمن ؟!
– الحقيقة أن التعاطف هذا والانتباه لما يحدث في اليمن هو نتيجة الظهور الإعلامي لمأساة اليمن، اليمن كان إلى وقت قريب عبارة عن مأساة وكارثة تمت الإحاطة بها من كل جانب حتى لا يعلم عنها أحد شيئا وكانت التغطية الإعلامية من قبل الدول المعتدية التي تملك امبراطوريات إعلامية ضخمة تصرف عليها مليارات الدولارات مقابل إعلامنا الوطني المتواضع والمحدود كانت تلك القنوات تعطي للعالم صورة مختلفة تماما، حتى أن كثيرا من شعوب بلدان الغرب لم يكونوا على علم أن هناك حربا أصلا وأن هناك مجاعة ومجازر وحصاراً، كانوا يعتقدون أنها حرب بين ايران والسعودية وان إيران تريد ان تستولي على مكة والمدينة، اين إيران وأين مكة والمدينة مادخل هذه الأمور كلها ؟.
الجانب الآخر الذي كشف مأساة اليمن جريمة قتل الصحفي السعودي خاشقجي بدأ الإعلام يظهر الصورة الحقيقية لمحمد بن سلمان من خلال مأساة اليمن، هذه ايضا أظهرت للعالم ان هناك حرباً ظالمة في اليمن ومجازر وحصاراً وتجويعاً.
الموضوع الثاني الأمم المتحدة بدأت تنشط في سبيل مواجهة كارثة اليمن من خلال تحسين أدائها والحيلولة دون تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بفعل الحرب والحصار، بدأت تقاريرها تتحسن تقرير فريق الخبراء، هذه كلها بدأت تظهر أن هناك كارثة وأن هناك مجازر وأن هناك عملية إجرامية تحدث في اليمن لا تضاهيها أية عملية إجرامية حتى أن ماك لكوك قال إن كارثة اليمن هي الكارثة الأسوأ في العالم منذ مائة عام.
كل هذه الاشياء كان لها تأثير مباشر على ما يحدث في اليمن حتى أن الاتحاد الاوروبي أصدر قرارين في غضون سنة بمنع تصدير الأسلحة إلى النظام السعودي بسبب المجازر في اليمن وكان لها تأثير على الكونجرس الامريكي وعلى شعوب العالم وعلى الإعلام العالمي والصحافة العالمية ،حتى أن الواشنطن بوست نشرت مؤخرا مقالا لرئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي بدأ الناس يشعرون أن هناك تدليساً تجاه ما يحدث في اليمن.
ما هي رسالتكم الأخيرة من خلال صحيفة الثورة ؟!!
– اكرر ما ذكره الأخ محمد عبدالسلام إننا نسعى إلى سلام دائم وحقن الدماء ولكننا لن نستسلم ولن نركع ولن نرضخ لرغبات العدو السعودي نحن نريد سلاما مشرفا سلاما يحفظ حقوقنا سلاماً يوقف تدخل أي دولة في شؤوننا سلاما يعيد ما دمره هذا العدوان ويعوض كل ما خسره الشعب اليمني، سلاما يضمن مستقبلا آمنا للشعب اليمني مستقبلا يجعل من اليمن قوة ليس فقط إقليمية ولكن قوة عالمية لأن اليمن يملك من المقومات والإمكانيات البشرية ما لا يملكه اي نظام من أنظمة العالم العربي.