يشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين أكثر من 400 مشارك ومشاركة من الباحثين والأكاديميين والمعنيين من مختلف الجامعات اليمنية والجهات ذات العلاقة.
وفي التدشين الذي حضره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي .. أشاد رئيس مجلس الوزراء بمستوى الإعداد والتنظيم الجيد للمؤتمر العلمي الأول للسلامة الدوائية في اليمن الذي تنظمه جامعة الرازي وتجهيزاتها الفنية اللائقة التي تتناسب مع رسالتها وطموحاتها المستقبلية لتقديم خدمة التعليم والتدريب للطلاب وخدمة المجتمع.
وأشار إلى أن التعليم الأهلي والخاص هو تعليم رديف للتعليم الحكومي، الذي استطاع في بعض الحالات أن يقدم إنجازات أفضل من الجامعات الحكومية .. لافتا إلى أن الدور الهام للجامعات الأهلية والخاصة يستوجب رعاية إضافية واهتمام خاص في هذا الظرف الذي يمر به الوطن، كونها تساهم أيضا في تخفيف العبء والضغط على الجامعات الحكومية من الطلاب المتقدمين للتعليم العالي في اليمن والدراسات العليا .
ونوه بجهود وزارتي التعليم العالي والصحة العامة والسكان لإيجاد شراكة وتعاون حقيقي مع القطاع الخاص من خلال تنظيم وعقد هذه المؤتمرات العلمية التي تساهم مخرجاتها في إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي يواجهها المجتمع وفي المقدمة المشاكل الصحية والسلامة الدوائية وقضايا التهريب كإحدى المشكلات التي تعاني منها الدولة والمجتمع.
وشدد بن حبتور على ضرورة الاهتمام بقضايا الدواء الذي يعد ثاني أهم مادة يتم الاتجار بها بعد السلع الأساسية في العالم، ومرتبط بحياة الإنسان منذ الطفولة حتى لحظة الوفاة.
وقال “إن هذا النشاط ينبغي أن لا يحاصر من خلال جملة القوانين والإجراءات العقيمة خاصة في ظرفنا الراهن الذي يحتم على المؤسسات المعنية التخفيف في الإجراءات لما فيه خدمة الاقتصاد الوطني ودعم الشركات الوطنية المنتجة التي تعمل بجهد وجد من أجل تلبية هذا الاحتياج الهام سيما في ظل العدوان والحصار الخانق والشامل”.
وأكد أن موضوع الدواء مادة رئيسية ساهم في جعل المواطنين يتجاوزون الأمراض والمعاناة التي خلفها العدوان وحصاره المفروض طيلة أربع سنوات .. مشيراً إلى ما تعانيه البلاد جراء الحصار والعدوان وإغلاق المنافذ وسعيه الحثيث لإغلاق ميناء الحديدة الذي يعد الشريان الرئيسي لإيصال 75 بالمائة من الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني.
وأضاف “إن دول تحالف العدوان كانت محمية ولازالت محمية من النظام العالمي الذي يعامل ثمانين بالمائة من اليمنيين باعتبارهم متمردين ومن يدعمون العدوان على بلدهم هم أصحاب الشرعية والحق في قتل أهلنا ومواطنينا وأفراد جيشنا ولجاننا الشعبية في جميع الجبهات بما فيها جبهة الحديدة “.
وقال ” ونحن نقاوم العدوان ينبغي أن نضع المداميك الصحيحة للانطلاقة للمستقبل ومراعاة أهمية أن يتخطى الأساتذة الجامعين حالة الجمود الراهنة في إنتاجهم العلمي والإنساني وحالة الترهل التي يعاني منها هذا القطاع النوعي منذ فترة ليست بالقليلة “.
وذكر الدكتور بن حبتور أن التقاء الخبرات والأساتذة والباحثين والمهتمين في هذا المؤتمر وكذا التقاء العلم مع رأس المال والجوانب النظرية بالتطبيقية، ستعمل على تشخيص الواقع بطرق علمية منهجية وصولاً إلى وضع حلول ومخرجات علمية لصالح التعليم العالي.
وأشاد بمستوى الخطة الإستراتيجية لجامعة الرازي التي دشنتها اليوم وما ورد فيها من مراحل التقييم الذاتي من البيئة المحيطة ورؤية وأهداف ومؤشرات أولية تصب في مصلحة ونجاح وتطور الجامعة .. مؤكداً أن التقويم الذاتي للأستاذ والمعامل يعتبر واحد من عناصر نجاح وتقدم الجامعات في العالم.
وأكد رئيس الوزراء أن عوامل النجاح ليس مرتبطا بالإمكانات فقط ولكن لابد من تحقق جهد إضافي لمدرس المادة من أجل إعطاء كل ما لديه من معلومة وإيصالها إلى الطالب .
وبين أن شعور المدرس أنه مراقب من طلابه وزملائه وأقرانه أثر مهم لتحفيزه على بذل قصارى جهوده لفائدة العملية الأكاديمية والمعرفية .. مؤكداً أن الجامعات اليمنية إذا استطاعت أن تخطو هذه الخطوة فإن المسألة ستكون إيجابية لصالح اليمن والبحث العلمي والدراسات العليا.
وحث رئيس الوزراء الأكاديميين على مزيد من البحث والتدقيق المتواصل والاستفادة من هذه المؤتمرات العلمية للنقاش الهادئ لتطوير وبلورة الأفكار للوصول إلى أفكار مبدعة ومخرجات أكاديمية متميزة تخدم العمل البحثي والعلمي باليمن.
كما أكد أن اليمنيين ينبغي عليهم اليوم بعد نحو أربع سنوات من العدوان والحصار وإراقت الدماء الزكية التي سالت في كل أنحاء اليمن، البحث عن مرجعيات جديدة للمستقبل تخدم الأمن والسلم الاجتماعي وفق خارطة سياسية تدوم مائة عام قادمة عن مرجعيات جديدة بعد أربع سنوات من الصمود والمواجهة والثبات أمام العدوان الهمجي.
وقال “إن الخلاف الراهن ليس يمني يمني كما يروّجون له ذلك أن الطائرات التي تقتل الشعب اليمني وتدمر مقومات حياته تقلع من المطارات السعودي والإماراتية والقصف كذلك من بوارجهم العسكرية وطائرات الأباتشي ولمن يردد بالتمسك بالمبادرة الخليجية أو مخرجات الحوار غير المتفق عليها من قبل الجميع فهو واهم”.
وترحم رئيس الوزراء في سياق كلمته على فقيد الوطن البرفسور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق .. وأضاف” الأستاذ الدكتور باصرة رجل وطني ووحدوي من المتمكنين في العلم وساهم كثيرا في ترسيخ دعائم البحث العلمي، وحاول المرتزقة إغرائه للانتقال إلى صفوفهم فواجههم بالرفض بكل حزم، ونحن في رئاسة الوزراء سنقيم له تأبين له خلال اليومين القادمين”.
ونوه رئيس الوزراء في ختام كلمته بجهود جامعة الرازي وكل المساهمين والمشاركين والداعمين لإنجاح هذا المؤتمر العلمي الأول للسلامة الدوائية في اليمن .
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، أشاد بمبادرة جامعة الرازي وتنظيمها لمؤتمر علمي في غاية الأهمية يعنى بمناقشة السلامة الدوائية باليمن خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعانيها البلاد جراء العدوان والحصار وأثاره على تدهور الأمن الغذائي والصحي.
وأكد دعم وزارة التعليم العالي لإقامة مثل هذه المؤتمرات والندوات العلمية لشحذ الهمم في تفعيل دور البحث العلمي بالجامعات اليمنية والحكومية والأهلية بعد أن كان شبه غائب بالرغم من أهميته في عملية التطوير وإيجاد الحلول الناجعة لمختلف المشاكل التي تواجه المجتمع.
وأشار الوزير حازب إلى أن الوزارة أطلقت منظومة البحث العلمي لربطها بالجامعات واستيعاب الكثير من المراجع العلمية في مختلف المجالات .. مؤكداً الحاجة الملحة اليوم إلى صيدلانيين يتمتعون بالخبرة العلمية والمهنية العالية التي يجب أن يكتسبونها من خلال مشوارهم التعليمي والعلمي باعتبار الدواء من الأشياء الهامة التي تمس بحياة المرضى.
وشدد على ضرورة الالتزام بضبط الجودة ودور الحوكمة في تحسين الصناعات الدوائية باعتبارهما أساس العمل في السلامة الدوائية بدءاً من التصنيع ومروراً بالتخزين والنقل ثم طرق صرف الدواء .. مؤكدا ضرورة تركيز الأبحاث العلمية على هذه الجوانب والخروج بتوصيات تجد طريقها للتنفيذ في الواقع العملي.
ودعا وزير التعليم العالي بقية الجامعات اليمنية إقامة مثل هذه المؤتمرات والندوات العلمية وتشجيع البحث العلمي ومناقشة العديد من القضايا التي تهم المجتمع.
من جانبه بارك وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل لجامعة الرازي انعقاد هذا المؤتمر العلمي الذي يمس قضية مفصلية تتعلق بالسلامة الدوائية في اليمن بالتزامن مع نجاح احتفالات اليمن بذكرى المولد النبوي.
وأكد أن قضية الأمن الغذائي مرتبطة بالأمن الدوائي كواحدة من أهم القضايا في كافة بلدان العالم، خاصة في ظل الحروب التي تستلزم وقوف جاد لتأمين سلامة الدواء والتأكد الحقيقي من بلد المنشأ والمواد الخام المستورة للتصنيع وآلية النقل والتخزين.
وأشار إلى أن عمل وزارة الصحة والهيئة العليا للأدوية لم يرتق للمستوى المطلوب في الرقابة على الأدوية والتأكد من سلامة النقل والتخزين وكذلك غياب التأمين على السلامة الدوائية .. مؤكداً ضرورة تضافر جهود الجهات المعنية في الفحص والتحليل وضبط الجودة والرقابة والتشديد على الأدوية المهربة والمزورة والتي تضر بالصحة والاقتصاد الوطني خاصة المبيديات الزراعية السامة المحظورة عالمياً.
وأكد وزير الصحة أن هناك مبالغة في ارتفاع سعر الأدوية في ظل العدوان والحصار، ما ينبغي على شركات ومصانع الأدوية الوطنية أن تجد البدائل بأسعار معقولة خاصة وأن الدواء الوطني ينافس المستورد والذي يؤكده حصول بعض الشركات على جوائز دولية في إنتاج بعض أصناف الأدوية وفقا للمعايير الطبية العالمية.
بدوره أكد نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الرازي الدكتور طارق النهمي أن انعقاد المؤتمر في ظل المخاطر التي تهدد صحة المجتمع يأتي استشعاراً للدور الذي ينبغي أن تقدمه الجامعات من خلال دعوة الباحثين للقيام بدورهم العلمي في إيجاد حلول للسلامة الدوائية وتخفيف المعاناة الإنسانية التي لحقت بالمواطن جراء تدهور مستوى الخدمات الصحية .
وأشار إلى أن الجامعة سعت لعقد المؤتمر في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لتسليط الضوء على السلامة الدوائية في اليمن الواقع والتحديات وسبل التغلب عليها .. لافتا إلى دور الجهات المعنية والشركات ومصانع الأدوية الوطنية في تحقيق السلامة الدوائية، إضافة إلى التعريف بمفهوم السلامة الدوائية وأهميتها وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والجهات ذات العلاقة في مجال السلامة الدوائية.
وأوضح الدكتور النهمي أن المؤتمر سيتناول نحو 17 بحثاً علمياً مقدما من نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في مجال السلامة الدوائية والمفاهيم والمبادئ الخاصة بهذا الشأن واستعراض آلية التخزين الجيد للأدوية والمستلزمات الطبية، والوصف الآمن والاقتصادي للأدوية وتأثير الدعاية في السلامة الدوائية.
وأعلن عن إشهار وتدشين الخطة الإستراتيجية الأولى لجامعة الرازي 2019- 2023م، والمرتكزة على القيم النوعية في التعليم والتطوير المستمر للبرامج والتزامها بالمسئولية المجتمعية وتحسين القدرة المؤسسية للجامعة بما يتوافق مع معايير الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة والتوسع في البرامج الجامعية والدراسات العليا لتلبية احتياجات سوق العمل.
في حين أشار أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الدكتور أحمد الرباعي إلى أن العالم اليوم أصبح فيه المعرفة دالة الثروة ومصدراً أساسياً للنمو ومحركاً فاعلا للأنشطة الاقتصادية .. مؤكداً أن تطور وتنمية المجتمعات المعاصرة تقاس اليوم على درجة امتلاكها لمصادر المعرفة وقدرتها على إنتاجها بعدما تأكد عد جدوى المادية لوحدها.
ولفت إلى أن اليونسكو اعتبرت التعليم الركيزة الأولى في تحقيق التنمية المستدامة وأجندتها في أنشطة 2030م، حيث تسهم مؤسسات التعليم الأساسي في تعظيم القدرة المعرفية للمجتمع بحثاً واستخداماً وتطبيقاً .
وأكد أن نجاح المؤسسات مرتبط بإعداد الرأس المال البشري المؤهل القادر على الإنتاج وتطوير القدرات الإبداعية والرفع من مستوى تأهيله لتلبية مختلف حاجات المجتمع.
حضر التدشين وزيرا التعليم الفني والتدريب المهني غازي أحمد والدولة حميد المزجاجي ونائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين ومستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب وقيادات وزارتي التعليم العالي والصحة العامة والسكان والجهات ذات العلاقة وعدد من رؤساء ونواب وممثلي الجامعات الحكومية والأهلية وممثلي الهيئات والأجهزة الرقابية وأكاديميين وباحثين من مختلف الجامعات ومراكز الدراسات وممثلي الشركات ومصانع الأدوية والمنظمات المحلية والدولية والإقليمية.
وكان رئيس الوزراء ومعه وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب والصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، طافوا بأجنحة معرض الصناعات الدوائية الوطنية وكذا عرض نماذج من مشاريع وإبداعات طلاب كلية الصيدلة في الجامعة .
كما اطلع رئيس الوزراء ومرافقوه على مستوى الأداء الأكاديمي والتعليمي بجامعة الرازي بصنعاء ومستوى البنية التحتية والتجهيزات التقنية والمعامل في كليات العلوم الطبية، والعلوم الإنسانية والإدارية والحاسوب وتقنية المعلومات.
واستمعوا من نائب رئيس مجلس الأمناء إلى شرح موسع حول مدى تطبيق الجامعة لمعايير الاعتماد الأكاديمي ومستوى الجودة في البرامج العلمية والتعليمية خاصة في معامل الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية، والتحاليل الصيدلانية، والاطلاع على أقسام التخدير والعناية المركزة ومعامل الحاسوب والعلاج الطبيعي والتمريض والقبالة ومعامل العقاقير، فضلاً عن التعرف على مستوى الجودة الشاملة والتقييم الذاتي لخطط الجامعة وألية تنفيذها.
وأشاد رئيس الوزراء بمستوى التجهيزات والمعامل الحديثة والإمكانيات المتوفرة بجامعة الرازي ومدى التزامها بتطبيق المعايير الأكاديمية والتقييم الذاتي والذي سيسهم في تحسين مستويات الأداء وتطوير البرامج وجودة المخرجات في الجامعة.
بعد ذلك بدأت أعمال المؤتمر، حيث ناقشت الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور أحمد عثمان ثلاثة أبحاث علمية تتمثل في” الهيئة العليا للأدوية ودورها في تحقيق السلامة الدوائية قدمها الدكتورة أكرام صبرة والدكتور فايز سكران .
فيما استعرض البحث الثاني دور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز السلامة الدوائية مقدم من الدكتور محمود البريهي، وتطرق البحث الثالث إلى مستوى الوعي بالسلامة الدوائية لدى طلبة المستوى الرابع صيدلة بجامعة صنعاء قدمته الدكتورة نبيلة محسن الحيمي.
في حين ناقشت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور أحمد السباتي وعضوية الدكتور علي اليحوي والدكتور مختار الغرافي، محور التصنيع والتخزين الدوائي واختبارات ضبط الجودة بعد التسويق في السلامة الدوائية.
حيث استعرض البحث الأول الذي قدمه الدكتور عمار ضبعان آلية التصنيع الرشيق، التجربة اليابانية نموذجاً، فيما تطرق البحث الثاني إلى التخزين الجيد للأدوية والمستلزمات الطبية للدكتور محمد الكبودي وتناول البحث الثالث الذي قدمه الدكتور سمير السنفي الجودة الصيدلانية لما بعد تسويق الأصناف اتروفاستين اليمنية مقارنة بالصنف الممتاز.
بينما استعرض البحث الرابع آلية ضبط الجودة ما بعد التسويق لمجموعة من الأصناف التجارية لدواء البندازول أقراص والمقدم من الدكتور جميل الذيباني .
وسيناقش المؤتمر غدا الخميس عشرة أبحاث علمية تتركز حول ثلاثة محاور متمثلة في دور الصيادلة في السلامة الدوائية وكيفية الوصف الآمن والاقتصادي للأدوية وتأثير الدعاية في السلامة الدوائية، ودور التخليق الكيمائي والنباتات في تقليل السمية الدوائية.
سبـأ