عبدالله عبدالرحمن محمد الكبسي
إلى روح الشهيد العظيم الرئيس (صالح علي الصَّمَّاد) خالداً في ملكوت الله ورضوانه .
من مبتدا الموت جاء الفارسُ البطلُ
إلى ذرى المجد يحدو خطوَهُ الأجلُ
من سفح ضحيان– حيثُ الموت محتدمٌ
والأفقُ دمدمةُ بالنار – تشتعلُ –
قد جاءَ شاجعنا – الصمَّاد –ممتطياً
عزمَ الرَّجالِ عَداهُ الوهنُ والكللُ
في رفقةٍ من رجال الصدق أدَّبهمْ
يقـودهم بعـدهُ باليـُمْنِ سـيـدنا
حُسينُنا الملهمُ العلامةُ الكَمَلُ
-عبـدُالمليكِ-ونعـمَ الخـالف الرجلُ
جازُوا دروباً من الأخطار يحفزهمْ
وَعْدٌ من الله بالتَّمكين مشتملُ
وكان – صالحنا الصَّمَّادُ – رائدهمْ
إلى أَوُجِّ العلا يرقى وينتقلُ
حتىَّ تبوَّأ في مرقى الجهاد مَدَىً
عن دَركهِ تحسرُ الأعناقُ والمُقلُ
في جانحيهِ يقينٌ ليس تنكرهُ
من روحه همَّةٌ بالنّصَر تعتملُ
يا سيَّدي – يا أبا فضلٍ وكمْ فَضُلتْ
أيَّامُكَ الغُرُّ وانْسَدَّتْ بكَ الخللُ
إنْ يقتلوكَ فقبلَ اليوم قد قتلوا
في خِسةٍ رِيْعَ منها السَّهلُ والجبلُ
زعيمنا الخالدَ الحمديَّ – ما حَمِدتْ
مِن بعدهِ غيركَ الأجيالُ والدُّولُ
كلاكما مهجةٌ للشعب عاشَ بها
رغم الصعاب أَبّياً ليس ينخذلُ
وسوف يحيا بها عزماً ومنطلَقاً
-إلى أقاصي- المُنى يمضي ويرتحلُ
يا ثالثاً من (بني الصَّمَّادِ) قد رُفعوا
إلى السَّماء ونعمَ الجنَّةُ النُّزلُ
فيها لأمثالكم خيرُ الجزاء إذا
حانَ المَعادُ وخابَ المجرم العُتُلُ
كم ذا يُعدّدُكً المُحصيُّ مكرمةً
وكم يطول بكَ المسعى ويتصلُ
خُضتَ المكارهَ صَمَّاداً لساحتها
وفي مَظَنَّاتها تمشي وتحتفلُ
لم تخشَ من فوقك الأرصاد طائرةً
ولا أعترى العزمَ من جرائها الوَجَلُ
وزِدَّت – ياصالحُ الصمَّاد – مكرمـةً
هيـهات أمثـالها تُـؤتى وتُفْتَـعلُ
ما جاءها قط منْ ساواك مرتبة ً
ولاحَكَتْ – نحوها – أجيالُنا الأُوَلُ
فذاكَ لَمَّا تحاشيتَ اللُّجوءَ إلى
لَمَّا تَيَـقَّنْتَ أنَّ الـرَّصْـدَ مرتقـبٌ
حيـثُ الأناسِ لهـمْ مَسْعَىً ومشتـغلُ
ممشاكَ حينئذٍ والموتُ محتملُ
فَديْتَ ناسَكَ – يا صَمَّادُ – مقتنعاً
أن الحياةَ بهذا الختمِ تكتملُ
وأن شعباً بهذا الموتِ أخْلقُ أنْ
يحيا بحريَّةٍ ما إن لها بدلُ
يا قرنَ إبليس لا تفرحْ بصالحنا
واحسبْ لقابلك المشؤوم يا ثُعَلُ
فصالحٌ في جِنَانِ الخلدِ منزلهُ
وأنتَ في كُربةٍ تشقى وتشتغلُ
أليس قد نالَ إحدى الحسنيينِ رِضاً
وما حصادكَ إلاّ الخزي والفشلُ
تاهتْ أمانيكَ عن إدارك بغيتها
كما اعترى الرَّأي منكَ الحُمْقُ والخَطَلُ
فصرتَ تخبطُ في قفرٍ بلا أملٍ
ينجيكَ منهُ وأنَّى بعدهُ الأملُ
كذاكَ عاقبةُ المغرورِ مقتحماً
مَهاوِياً حاذرتها الأسدُ والوَعِلُ
وهاهنا – مهدي المَشَّاطُ– مُعْتَقِبٌ
مِن – صالحٍ – مَوْقعاً ما شابهُ الخللُ
ما زالَ ممتلئاً فكراً ومقدرةً
ونحو أهدافهِ بالحزمِ يشتعلُ
فَمُتْ بغيظكَ واغضُضْ أصُبُعَي ندمٍ
إنْ يتسعْ لكَ في مضمارنا الأجلُ
يا قرنَ إبليس في نجدٍ أمَا اتَّضحتْ
فيكَ النَّبوةُ واستشرتْ بكَ العِللُ
وزَّعتَ شرَّك في الإسلام قاطبةً
وغير ملتهِ منكَ الرّضا بدلُ
فللقرابةِ حقدُ الدهرِ تمحضهمْ
وللصهاينةِ الأحضانُ والقُبَلُ
وكلُّ ذا – خدمةً للدَّين تزعمها
يا خائنَ الدينِ بئس الفِعلُ والقوَلُ
واليْتَ شَرَّ طغاةِ الأرض مُتَّضعاً
لهمْ بما منهُ يُغضي التَّابعُ الخَوَلُ
جعلتهمْ قِبلةً من دون قبلتنا
ونحوها لم تزلْ تهويْ وتبتذلُ
يا سوأةً لك في الدنيا خِزايتهُا
قبلَ المَعادِ، وفيه الفادحُ الجللُ
غداً ستعلمُ أيَّ المنحنى انزلقتْ
رِجلاكَ في – قَعْرِهِ – تهوىْ وتنجدلُ
فلا (مَناةَ) التي تحميكَ- قُبَّتُها –
وليس – يُنجيكَ – من – بركاننا – هُبَلُ
ولا جيوشُ الدُّني تكفيكَ سطوتنا
أو يفتديكَ بنفط الأرضِ مُهتبلُ
فإنّما أنتَ بالشيطان منتصرٌ
ونحن باللهِ نستقويْ ونتكلُ.
* صنعاء في الثلاثين من شعبان 1439هـ الموافق 15 /5 /2018م