جماعات الموت والدمار !!
عبدالله الاحمدي
على طول الساحة العربية والإسلامية ابتداء من أفغانستان، مرورا بمصر وسوريا والجزائر والعراق وليس انتهاء باليمن ، فشلت الجماعات المتأسلمة في صناعة أي مشروع مفيد للناس، ومازالت تقوم بتسويق الأوهام بإدخال الناس جنات الذبح والقتل والدمار، مما يثبت أن هذه الجماعات تقود مؤامرة ضد شعوب الأمة.
لم ينتج هؤلاء غير مشاريع القتل والموت والدمار لكل ما على الأرض من أناس وحيوان وشجر وحجر ، وتعدى ذلك إلى غير المسلمين من مسيحيين وازيديين في العراق وسوريا، بل أعادونا إلى عصور السبي والنخاسة والاستعباد والرق.
لقد أثبتت هذه الجماعات أنها رسل الموت والدمار، وإنها لم تدخل بلدا إلا دمرته، ونهبت ممتلكاته، وقتلت أبناءه، واقتلعت كل بناه الحضارية والإنسانية، وقضت على كل عوامل الخير والأمن والاستقرار، وشردت الناس، وأخرجت السكان من بيوتهم. وصنعت المقابر الجماعية، وانحرفت بالقيم والمقدسات، وداست على كل التراث الإسلامي والإنساني. وحللت المحرمات، وشرعت للزنا وهتك الإعراض واختطاف النساء والأطفال ، تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان، ولم يسلم من أذاها حتى الأموات في مراقدهم.
لقد أصبحت الإباحية في عرف هذه الجماعات جهادا من اجل وصولها إلى مبتغاها في صناعة الموت والدمار، وبث الرعب والخوف فيما يسمونه منهج التوحش لصناعة الخوف. لقد وصلت هذه الجماعات الإرهابية إلى إحراق الناس أحياء كما حدث للطيار الأردني (الكساسبة) وغيره من ضحايا هذه الجماعات الإرهابية الهمجية التكفيرية.
تثبت هذه الجماعات بالملموس، ويوما عن آخر أنها طابور خامس للاستعمار والصهيونية والاستبداد، وعلى رأس هذه القوى الشيطان الأمريكي الذي يمني هذه الجماعات بحكم شعوب الشرق الأوسط بالتحالف مع العدو الصهيوني، بل ويستخدم هذه الجماعات لتنفيذ أجنداته المشبوهة.
الكل يعلم أن من انشأ وأسس لهذه الجماعات ( الاخوانية ) في عشرينيات القرن الماضي هو الاستعمار البريطاني بواسطة شركة قناة السويس التي مولت تكاليف تأسيس جماعة الإخوان في مصر على يد اليهودي المغربي الأصل حسن البناء، ثم رعت هذه الجماعات، وفتحت لها المجال العام، وقدمت لها التسهيلات في كل المجالات، وخاصة في الجانب الاقتصادي، واحتفظت بقياداتها في العواصم الغربية ، ومنحتهم حق اللجوء السياسي لاستخدامهم حين الاحتياج.
وجاء الدور عليهم في حروب افغانستان التي قادتها المخابرات الأمريكية ضد السوفيت، ومولتها السعودية والخليج، وكان ابطالها جماعات الإخوان والوهابية، والتي أعيد إنتاج وتصدير منتسبيها إلى الداخل بما سموا حينها بالأفغان العرب الذين خرجوا من معطف الإخوان، ومن هذا المعطف خرجت القاعدة وداعش اللتين خطط لهما الغرب ومولهما البترو/دولار في السعودية والخليج.
عرف عن هذه الجماعات تفلتها من قيم الإسلام المحمدي الذي يحرم القتل والذبح للأسرى والتمثيل والسحل للقتلى، واكل الأكباد. لقد تخلت هذه العصابات الإرهابية عن قيم الإسلام وصنعت لها تدينا دمويا فاسدا غير قابل للتطبيق. وها هي اليوم تغرق بالدم تنفيذا لأجندة المستعمر الأمريكي وتحالفه الغربي، وأدواته في المنطقة.
من السهل جدا على من لا يمتلك مشروعا، أو لا يحمل قضية أن ينحرف خاصة إذا كان تمويله بيد غيره، في هذه الحالة يتحول إلى مرتزق حقير، ومبتذل، وقاطع طريق، يستخدم كل الأساليب الدنيئة لارضاء أسياده ومن يجزلون له العطاء، ومستعد أن يقتل اقرب الناس إليه.
ما يحدث في اليمن من جرائم ترتكبها هذه العصابات المنحرفة وبالذات في عدن وتعز لهو اكبر دليل على همجية عصابات الإرهاب ومليشيا العدوان ، فهذه الجماعات المأزومة حين لم تجد من تقتل، ذهبت لقتل أمثالها، وليس من الغريب أن يقتتلوا فيما بينهم لأن القضية كلها ارتزاق، وسباق على المال والنهب والمناصب، وليس للشعب، أو المواطن مكان في قاموس المرتزقة.
الإرهابي سيظل إرهابيا، والمرتزق سيظل مرتزقا، حتى وان تدثر بزي الوطنية، وادعى زورا انه في صف المواطن، أو صف الشعب، أو لبس بدلة باسم الجيش، وعلق رتبة عسكرية على كتفيه.
يبقى أن ندون للتاريخ اضطهاد هذه الجماعات للنساء، وتحقيرهن، وفرض النقاب عليهن في طول البلاد وعرضها، وتهديد من لا ترتدي النقاب بالموت والإحراق بمادة الاسيد حامض النيتريك، وقد حدث مثل ذلك في منشور انزلته داعش في عدن في بداية شهر أغسطس.
وتتباهى الجماعات المتأسلمة بمشروع النقاب وقهر المرأة ومنعها من التعليم كما حدث للنساء الأفغانيات ابان حكم طالبان الفاشي.
لقد عملت هذه الجماعات على ضرب وتفكيك النسيج الاجتماعي للأمة بالطائفية والتكفير، وحان الوقت لإيقاف هذه المشاريع التدميرية، ويكفي ما قد حصل.