اعذرنا ايها الوطن

سارة المقطري
لا يمكن أن يكون هذا العالم منصفاً, وكيف يكون كذلك وفيه من يقتل وينتهك ويدمر ويذبح الأبرياء والمدنيين .
كيف يمكن أن نتحدث عن إنصاف وتوازن ومساواة وعدالة اجتماعية وهناك من يرتضي بأن يقتل أهله وناسه بتلك الطريقة الوحشية التي تابعناها بحق نازحي الجراحي بالحديدة وساكني حي البريد في عمران .
عن أي شرعية يتحدث هذا العالم وهناك جماجم حقيقة صورتها عدسات الكاميرا بعد أن ذاب الجلد وانفصل عن العظم نتيجة ضربة اعتباطية لطائرة تسيرها دولة معتدية لاتعرف من الحقوق إلا شعاراتها ومن الإنسانية إلا إسمها .
أقسم لكم أن ما تشاهدونه ليست صور ا لغلاف رواية (الموت القادم من اليمن)أو مشهداً لفيلم (الضحية ) إنها اليمن أيها العالم .. إنه وطني الذي تكشفت عوراتكم ودناءة أطماعكم عند جثث أطفال تجرأتم على قتل براءتهم .
لن نستنجد بعروبة البعض ولن نستجدي قومية العرب فالإنسانية لا تحتاج إلى نصرة , وصوت الحق لن تكممه أيد خذلت وطناً بأكمله، وطننا أكبر من أن يسقط بيد أيدي حفنة من المرتزقة، وطننا أعظم من أن يستسلم لعدو يتكبر ويتجبر هنا وهناك، سيبقى اليمني شامخاَ حتى وهو جثة هامدة، سيبقى اليمني الأصيل كريماً حتى وإن حاول ( الإخوة العرب ) ان يهينوه على أرضهم وفي مطاراتهم .
سيحتفظ التاريخ بصوركم أيها الشهداء وسيكتب عن دناءة قاتلكم.
أما أنتم أيها الجرحى فهنيئا لكم لأن أوجاعكم يشفى بها وطن بأكمله واعذرنا أيها الوطن فلا نملك لك إلا الكتابة وكثيراً من الفخر والاعتزاز.

قد يعجبك ايضا