ألوية العمالقة وحراس الجمهورية
عبدالفتاح علي البنوس
غريب حال المرتزقة الخونة العملاء الذين يقاتلون في صف العدوان ، ويرفعون على آلياتهم ومدرعاتهم الأعلام الإماراتية والسعودية وفوق ذلك يطلقون على أنفسهم اسم المقاومة الوطنية ، غارقون في الخيانة والعمالة والارتزاق من مقصات رؤوسهم إلى أخماص أقادهم ويتبجحون باسم الوطن ويصورون قتالهم لشعبهم وخيانتهم لوطنهم بأنها دفاع عن الوطن وخدمة للشعب ، هل رأيتم كهؤلاء الأوغاد على مر العصور ؟! فأي قبح يظهر هؤلاء ؟! وأي عار لحق بهم ؟! وأي منطق يتحدثون به ؟! مقاومة وطنية تقاتل وطنها وشعبها وتتخندق في جبهة الغزاة والمحتلين ، ما سمعنا بهكذا مقاومة! وما سمعنا بهكذا وطنية .
جمعهم الغزاة والمحتلون وألحقوهم بمعسكرات تدريب تابعة لهم يديرها مدربون يتبعونهم ، تلقوا خلالها محاضرات وتدريبات تحريضية ضد وطنهم وشعبهم تحت عناوين ومسميات جوفاء خرقاء ، تسلحوا بأسلحتهم ، وتجندوا بأموالهم وتم نقلهم للساحل الغربي وبقية الجبهات لقتال أبناء شعبهم ، ظنا منهم بأن الريالات السعودية والدراهم الإماراتية ستحول دون قتلهم ، وفوق ذلك وبكل وقاحة وقلة حياء يطلقون على أنفسهم مسميات وطنية وأخرى كبيرة لا تخلو من السخف والسماجة ، فالهارب بالبراقع “ذارق” الخائن المرتزق المدعوم من حكام الإمارات يقود قطيع ما أسماها حراس الجمهورية ، ولا أعلم ما هو الخطر الذي يتهدد الجمهورية إذا لم يكن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ؟! وإذا لم يكن “ذارق” ومن دار في فلك العمالة والخيانة والارتزاق أمثاله من خدام الرياض وأبوظبي هم الخطر الذي يتهدد ليس الجمهورية فحسب وإنما اليمن بأسره ؟! ويا لها من مفارقة عجيبة اليوم ، إذ نشاهد “ذارق” في صف من تآمروا على قوات الحرس الجمهوري وعملوا على هيكلتها وتفكيكها وتغيير اسمها وتسريح قياداتها لتتحول إلى قوات الاحتياط العام ، قبل أن يتدخل من يتهمهم “ذارق” بأنهم يستهدفون الجمهورية ممثلين برئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي لإعادة مسمى الحرس الجمهوري في الوقت الذي كان فيه “ذارق” خائفا وخانعا ذليلاً لم ينبس ببنت شفه ، وها هو اليوم يدعي البطولة والدفاع عن الجمهورية ، ولا غرابة فهو وأسرته كانوا يمثلون الجمهورية ، فكانوا هم الجمهورية وكانت الجمهورية ( معصوبة في رؤوسهم ) كل واحد جمهورية لوحده ، وعندما تغير الحال وطالهم الضرر وذهبت المزايا والمناصب عادوا تحت شماعة الدفاع عن الجمهورية ، ولو أن للجمهورية القدرة على الكلام لقالت له ولأدعياء الجمهورية باليمني الفصيح ( خلوني في حالي أسلمكم وأطير ملح ) ، ومن حراس الجمهورية إلى ألوية العمالقة هذا المسمى الكبير الذي يشوه تاريخ قوات العمالقة البطلة التي أسسها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والتي كانت درع الوطن وقوته الضاربة قبل أن يتم التآمر عليها من المتلبسين بعباءة الجمهورية وكلنا يعلم الدور السعودي في محاربتها ، واليوم يأتي قطيع الصلاكيع والمأجورين ليتسموا بالعمالقة وهم مجرد أقزام حثالة يقاتلون وطنهم وشعبهم مع الغازي والمحتل ويرون في ذلك عملقة ومفخرة لهم ، فأي وقاحة هذه ؟! وأي سقوط وصل إليه هؤلاء المرتزقة ؟!
بالمختصر المفيد، إنه الخذلان الإلهي ، والإنصاف الرباني للشعب اليمني المظلوم ، الذي تحمل ما لا يطاق سابقا ولاحقا وحاليا باسم الجمهورية والتي لم يلمس لها أي أثر في حياته وفي معيشته وفي اقتصاده وفي بنيته فكانت جمهورية فقط لـ”الذارق” وخبرته فقط ، واليوم فضحهم الله وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة ، ولم تعد تنطلي على الشعب أسطوانة الدفاع عن الجمهورية والنظام الجمهوري ، فمن باع الوطن والشعب وتحالف مع الغزاة والمحتلين ، هو من يمثل الخطر الحقيقي على الجمهورية ، وهو من كان وما يزال يمثل السوس الذي ينخر في الجمهورية والوحدة والمكتسبات الوطنية التي تحققت للوطن بفضل الله وتضحيات الشهداء الأبرار والملاحم التي سطروها وما يزالون في مختلف جبهات العزة والكرامة والشموخ والإباء ، والمعارك الحاصلة في جبهة الساحل الغربي إلا خير شاهد على الجمهوريين الحقيقيين وأدعياء الجمهورية من المرتزقة الخونة العملاء ولم يعد هناك من مجال للتدليس والتلبيس على الشعب ، الذي هو مالك هذا الوطن ومالك الجمهورية ، فالوطن والشعب والجمهورية ليست هذا الرئيس أو ذاك القائد أو ذلكم الحزب وهذه حقيقة يجب أن يفهمها الجميع وكما قال الرئيس الشهيد صالح الصماد دولة من أجل الشعب لا شعب من أجل الدولة .
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً . هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .