همجية العدوان
عبدالله الاحمدي
مئات الآلاف إن لم يكونوا ملايين احتشدوا في ميدان السبعين لوداع رئيس اليمن المغدور به من قبل العدوان الشهيد صالح الصماد ورفاقه. ذلك ليس غريبا على شعب وفي، يقابل الوفاء بالوفاء، ويقدس تضحيات المناضلين، ومن يقدمون خدمات جليلة لشعبهم.
الغريب أن يقوم طيران تحالف العدوان السعو/ امريكي الهمجي الحاقد بالاعتداء على هذه الجماهير التي خرجت لتعبر عن إرادتها، وضرب الصواريخ على تلك الجماهير التي جاءت تؤدي واجب العزاء، وتودع ابنها البار المجاهد الصماد.
اعتقد انه لا توجد همجية ودناءة في الأرض تساوي همجية ودناءة بني سعود وأسيادهم الصهاينة الذين يشاركونهم جرائمهم. هذه الهمجية ليست غريبة على أسرة أقامت مملكتها على الدم والعدوان والتوسع كما هو حال إخوانهم بني صهيون. لقد فاق هؤلاء في أفعالهم العصابات الصهيونية في الهمجية والعدوان، ولم نسمع في تاريخ إسرائيل أنها استخدمت الطيران والصواريخ ضد المتظاهرين.
وللحقيقة أن اليمنيين اثبتوا أنهم شعب حضاري يعلم الآخرين معاني الرقي والسلوك الإنساني الرفيع، يمتلك كثيرا من أخلاقيات الحروب، وآدابها، والنبل والفروسية، وأخلاق الفرسان الأصيلة.
اقسم بالله أن اليمنيين شعب عظيم وجبار لا يهاب الموت، ولا يهاب العدوان، وصواريخه.
درس يوم السبت الماضي في ميدان السبعين يجب أن تتعلمه كل الجماهير المناضلة ليس فقط في اليمن، بل في كل بلدان العالم التي تتعرض للعدوان.
جماهير وجيش وقيادة تقوم بواجب عزاء شهدائها العظماء تحت الصواريخ، ولم تهتز لها شعرة، بل علت صرخاتها مدوية في الآفاق، حتى جعلت طيران العدوان يفر هاربا من سمائها.
كان الميدان بحرا يتلاطم بأمواج البشر، وصواريخ العدوان تتفجر بجوانب الميدان، والناس يهزجون بالصرخات المزلزلة، ويلتحمون بجثامين الشهداء.
لقد سمعت أحد المعمرين يخاطب من كانوا بجانبه : ( لا تخافوا لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) انضم شهيد إلى القافلة وعديد جرحى، لكن بأس اليمانيين لن يفل، وإرادتهم لم ولن تقهر. كان طيران العدوان قد بدأ تحليقه في أجواء العاصمة منذ مساء الجمعة، محاولا إثناء الناس عن المشاركة في تظاهرة التشييع، لكن هذه الجماهير لقنت العدوان درسا في الشجاعة. أقولها ناصحا لأمراء البعران؛ إن النظام السعودي باغتياله الرئيس الصماد قد فتح على نفسه أبواب جهنم، فهذه الجماهير التي تتصدى للصواريخ بصدور عارية لن تسامحكم، ولن تترك ثأرها لديكم، فقد طعنتموها في اعز ما تحب، ولم تبقوا شيئا تحترمكم عليه، فالقصاص قادم لا محالة، وما عليكم إلا أن تستعدوا للزلازل المهلكة التي ستلحق بكم. يجب أن تتأكدوا أن هناك محطات، ومواقف في تاريخ الشعوب لا يمكن نسيانها، واغتيال الصماد واحدة منها.
دم الشهيد الصماد ليس كدم سابقه الحمدي الذي باعه من كانوا حوله في السلطة؛ الصماد له رفاق أوفياء، وشعب وفي، ولا يوجد من يستطيع التضليل عليهم، كما حصل في اغتيال الحمدي.
لقد ذهب الصماد إلى جوار ربه، بعد أن ابر بقسمه تجاه شعبه، ذهب وكل الشهداء مكللا بالأمجاد، وذهب القتلة بالخزي، والعار والمذلة.
والقول الفصل: إن هذه الجريمة لن تذهب دون حساب كما اكد على ذلك قائد الثورة، السيد المجاهد عبدالملك الحوثي حفظه الله.