الرئيس حي في قلوبنا ..
مبارك حزام العسالي
الشهيد المجاهد الرئيس صالح الصماد اختار دائما أن يكون من العظماء الذين يرحلون شهداء أعزاء كرماء لا يليق بهم إلا أن يكونوا شهداء في مثل هذه الظروف التي تمر بها اليمن، ففي المرحلة الصعبة التي كان فيها رئيساً للمجلس السياسي للبلاد بتوافق كل المكونات السياسية في اليمن وفي اللحظة التي لاح في أفق اليمن مستقبل أفضل ومتطور، تجرأ العدو الظالم الغازي على ارتكاب هذه الجريمة التي سيكون الرد عليها قاسياً جدا، فما قبل استشهاده ليس كما بعده بل سنزداد قوة وبأساً، وستكون أقوال الشهيد التي منها:
(أبينا إلا أن نحضر بين أوساطكم في حفل تخرجكم فليست دماؤنا أغلى من دمائكم لأن جوانحنا بين جوانحكم) دافعا كبيرا للتوجه إلى جبهات الشرف والبطولة والعزة والكرامة لردع العدوان والاقتصاص منه لدماء كل الشهداء.. هكذا كان الشهيد الرئيس صالح الصماد حاضراً مع كل دفُعات التخرج ومع كل تطور للقوة العسكرية ومع كل حدث إنساني سواء كان عزاء أو صلحاً أو لقاء مجتمعياً أو أي حدث عام لم يغلق بابه أمام أحد بل كان فاتح اليدين أمام كل الناس،،،
ومن أقواله أيضا (واحد يخجل يقف معاكم ويتحدث وأنتوا أهل جهاد ومواقف)
تواضعه أمام أعماله العظيمة وأمام دور المجاهدين في كل الجبهات زاد من حب الشعب له وزادت من حقد الحاقدين عليه ، فكان يرى كل أعماله صغيرة رغم عظمتها وسموها وبصمتها الواضحة لأكثر من ثلاث سنوات.. ومن أقواله التي تجعلك تنحني إجلالا واحتراما لتواضعه المعهود (مسح الغبار من نعال المجاهدين اشرف من كل مناصب الدنيا).
هكذا كان رئيسنا الخالد في قلوبنا وعقولنا لم يكن المنصب له سوى منصب تكليف وليس تشريفاً عرف واجبه أمام الشعب اليمني العظيم فكان عظيماً بعظمة هذا الشعب معطاءً بقدر عطاء هذا الشعب مجاهداً مقداماً فاستشهاده في جبهة من أعظم الجبهات التي يراهن عليها العدو بحد ذاته يرعب العدو من شعب عشق الجهاد وانتظر الاستشهاد فكما هو الرئيس مجاهد وشهيد سيكون شعبه من بعده..
ومن أقواله التي آلمتني كثيرا ولامست قلبي عند سماعها (لو استشهد صالح الصماد غدا في نهاية الشهر لن يلقى أولاده مكاناً يسكنون فيه، لديهم فقط العودة لمسقط رأسهم)
هذه كلمات الشهيد الرئيس التي لامست قلبي وتركت بصمة لملامح الرئيس الشهم الذي حرص على أمن البلاد في ظل عدوان غاشم فأحس قلبي بعدها بأن مكروهاً سيصيبه ولكن الله كان أكرم من خوفي وتوجسي فاختاره شهيداً حراً كريماً صامداً أبياً ، لم يأخذ مال أحد ولم يتجرأ على أحد ولم يكن ماله يجعله بحجم الاثرياء كما تعودنا من كل من حكمونا مسبقاً ولكن كان مواطناً يأخذ ما يسد رمقه وأسرته ولايزيد عن ذلك ،،،
سيسجل التاريخ اسم الشهيد الرئيس صالح الصماد من أعظم الزعماء الذين حكموا اليمن في أحلك الظروف و المواقف الصعبة التي مرت بها اليمن، فكان منذ استلامه لهذا المنصب كمجاهد في ساحة القتال ليلاً ونهاراً في جبهة النضال الوطني مع وقوفه في فترة الفراغ السياسي الذي حدث في اليمن أدى واجبه بمسؤولية واقتدار فقد كان “رحمه الله” حريصا على استتباب الأمن والعمل على بناء الوطن وحمايته في أخطر الظروف والأوقات التي لم يقف أمامها موقف المتفرج بل كان السباق والمتقدم في كل المواجهات وفي كل الجبهات الأمامية حتى أنه قدم روحه فداء لهذا الوطن وفداء لهذا الشعب وفداء للقضية الوطنية والدينية أمام هذا العدوان الذي طال كل شيء ولم يستثن أحداً، ماذا تريد أن ترى قوى الاستكبار العالمي بعد هذا الاستهداف هل تظن بأنها سترانا خانعين راكعين ضعفاء النفوس مشتتي المواقف ، نقول لهم (لا) بل ستروننا حيث تكرهون وسترون جحيم حقدنا ومقتنا لكم بل سترون شراستنا وبأسنا وسترون الجيوش الكبيرة في مسيرة الحسم العسكري ولن نترككم تهنأون في أوكاركم بل سنجعل الموت لكم راحة منا .. رئيسنا استشهد لأنه مجاهد عرف تجارة الحق فسار في ركبها وباع نفسه لله والله اشتراه فنعم تلك التجارة ، التي قال عنها الله عزوجل (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) صدق الله العظيم.
المجد والخلود لكل الشهداء
والخزي والعار والموت للمعتدين والعملاء
ولا نامت أعين الجبناء