ترامب بين إشعال الحروب …وتدمير الشعوب … وابتزاز البقرة الحلوب
محمد صالح حاتم
ترامب منذ أن أعلن نيته الترشح في الانتخابات الامريكية، وهو متقلب الطباع ذو شخصية مزاجية ،يجري ويلهث وراء المال والثروة، فكان فوزه في الانتخابات الأمريكية مفاجئاً للكثير من المراقبين ،ولكنه يعتبر مدعوما من اللوبي الصهيوني، الذي يختار من سيكون سيد البيت الأبيض فهذا الشخص كان في حملته الانتخابية ،رجل معاد للعرب والمسلمين ،يعني اتى ليظهر الوجه الحقيقي لأمريكا تجاه العرب والمسلمين، فبرنامجه الانتخابي لا يؤهله للفوز بالانتخابات، كونه كان يهدد كوريا الشمالية وايران والصين وروسيا ،فهذا الشخص، لا يدعم السلام ولا يسعى لاستقرار العالم بل جاء ليشعل فتيل الحرب، بخلاف المرشحين الآخرين الذين يعلنون انهم يسعون الى تحقيق الامن والاستقرار في العالم ،وهذا واضح ما ان وصل الى البيت الأبيض حتى اصدر قانونا بمنع دخول المواطنين من عدة جنسيات عربية واسلامية بدعوى محاربة الارهاب، وكذلك بناء جدار عازل على الحدود الأمريكية المكسيكية، اعلن ان بلاده لن تقوم بإنشاء اي قواعد عسكرية في أي دولة ما لم تقم الدولة بالدفع مقابل الحماية لها.
فهذا الشخص يتعامل بعقلية التاجر وليس رئيس اكبر دولة في العالم، فهو يسعى وراء المكسب ،وفعلا فقد وجد ضالته في بن سلمان او بالأصح كما وصفها هو نفسه أي ترامب بالبقرة الحلوب، فقد اعلن اذا أرادت دول الخليج ان تبقى قواعدنا في المنطقة لحمايتها فعليها ان تدفع، وهذا هو ما حصل في جولته الى الرياض في شهر مايو 2017م،وعقد صفقة القرن، فقد عاد الى امريكا وفي جعبته 460مليار دولار ،والتي تعتبر اكبر صفقة في التاريخ، وهذا مقابل تولي بن سلمان العرش، وضمان بقاء حكم هذه الأسرة، حماية امريكا لدول الخليج من اي اعتداء خارجي او ثورات داخلية.
وعندها ازداد طمع ترامب بالمال فاستمر في ابتزاز دول الخليج ،وتهويل الخطر الإيراني على آمن ممالك ودويلات الخليج حتى يجني الكثير من الأموال.
فترامب كل يوم يظهر انه مسعر حرب وانه يريد اشعال المنطقة العربية ليعلن عن قيام الدولة اليهودية وهذا هو ما يسعى اليه فعلا فها هو يعلن نقل السفارة الامريكية الى القدس، انه سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران، وهذ كله من اجل خدمة المشروع الصهيوني.
فترامب يشن حربا مدمرة على سوريا بهدف حماية المدنيين، ويتحدى روسيا، ويعلن دعمه للأكراد في سوريا وتركيا، ويشارك في الحرب على اليمن بدعوى حماية الأمن القومي العربي من الخطر الإيراني، ويصدر عقوبات على الشركات والمنتجات الصينية، وكذا الروسية ،ويهدد كوريا الشمالية بتوجيه ضربة قاضية ضدها، مالم تتوقف عن تطوير برنامجها النووي.
كل هذا لا يخدم السلام العالمي ولا يهدف الى استقرار العالم ،بل يؤجج الصراعات ويشعل فتيل الحروب، بل ينذر بحرب عالمية ثالثة.
فمن مزاجية وعشوائية ترامب انه اعلن انه سيسحب قواته من سوريا، والهدف هو ابتزاز مملكة بني سعود ليس اكثر ،حتى تدفع وهو ما صرح به ترامب نفسه عندما اعلن إذا ارادة السعودية بقاء القوات الامريكية في سوريا فإن عليها ان تدفع .
ولكن بعد ان اصبحت الهزيمة تلاحق ترامب في سوريا بخسارته هو وتحالفه بعد ان تمكنت القوات الجيش العربي السوري من تحرير معظم الأراضي السورية في حلب وحماه والغوطة ودوما من الجماعات الإرهابية المدعومة امريكية وخليجيا، وبعد ان ضمن المال الخليجي، نرى ترامب من جديد يعلن ان قواته ستوجه ضربات عسكرية ضد سوريا ورئيسها الأسد، بمشاركة بريطانيا وفرنسا واسرائيل ،وكل هذا بدعوى استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين السوريين ، وكل هذا سيكون طبعا بأموال سعودية خليجية .
فترامب يسعى الى اشعال الحروب في المنطقة العربية بل والعالم ،ويدمر الشعوب وخاصه العربية المقاومة والرافضة للمشروع الصهيوني ويبتز البقر الحلوب في الخليج ،ويجني المليارات من السفهاء الخليجيين، وينعش الاقتصاد الأمريكي ويقضي على البطالة في امريكا.