ثلاثة أعوام ملأت الدنيا رجولة وشجاعة وصموداً
العلامة : محمد بن محمد المطاع
ثلاثة أعوام برزَ الإيمان فيها كله على النفاق والكُفر كله ,ثلاثة أعوام وقفَ التاريخ إجلالا وتعظيما وتكريما لأهل اليمن المُجاهدين ,ثلاثة أعوام أخرجت الصادقين من الكاذبين والمؤمنين من المنافقين ,ثلاثة أعوام تجلت الشجاعة اليمنية وأرغمت الطُغاة والكِبر والجبروت على الخنوع والخضوع والهزيمة , ثلاثة أعوام أبرزت العمالقة في جبهات الرجال متحدية العالم ثم جعلت طغاة العالم في حالةٍ من الدهشةٍ والذهول والحيرة , ثلاثة أعوام كأن الله فيها يُدير المعركة وهو الذي يسددُ رمي المقاتلين ويُنزل عليهم السكينة والصبر والثبات , ثلاثة أعوام أراد الله ان يرينا فيها عبيد المال ورؤوس النفاق وشذاذ الأرض ,ثلاثة أعوام كانت القيادة اليمنية فيها على مستوى المسؤولية وكأن الله أراد أن تكون هذه القيادة هي المختارة لهذه المهمة الكُبرى ,ثلاثة أعوام لا يصدق فيها أحدٌ ان شعبا ضُرب عليه الحصار ومُنع من دخول حتى حليب الأطفال.
يصنعُ هذا المُحاصر صواريخ هزت عروش الطُغاة وأذلتهم وجعلت أسيادهم أمريكا وإسرائيل ومن سار في رِكابهم حائرين ومبهوتين ,ثلاثة أعوام أقنعت اليمنيين بأن اختيار الرؤوس التي تدير حياتهم لابد وان تكون صافية صفاء السماء وشجاعة تضارع عليا في شجاعته في بدر وأحد وخيبر.
وقد كانت صعدة هي الأم التي أولدت هذه الرؤوس, سلام الله عليها وبارك الله فيها , ثلاثة أعوام برزت فيها الحكمة اليمانية والإيمان اليماني وهي في المرابطين المقاتلين والذين اختاروا ان يكونوا عند ربهم يرزقون ,ثلاثة اعوام جعلت اليمنيين يقتنعون بأن يسلموا الراية لأولئك الأبطال وان تكون لهم الأوسمة في صدورهم ولا داعي للأوسمة لأناس لم يتحركوا من مرابضهم ,ولابد للإشارة للمتقاعسين عن القتال في سبيل الله وحماية الوطن والذود عن العرض والكرامة , ثلاثة أعوام أخرجت الخبيث من الطيب وذهبت إلى غير رجعة الإشادة والتكريم بضعفاء النفوس كما كان في الماضي والذين تربوا في مدرسة النفاق من أي شريحة كانت ,ثلاثة أعوام علمتنا أن الانتهازيين وعبدة المال والمناصب والذين لهم ألسنة حداد في النفاق هم معاول هدمٍ على كل ماهو جديد ونافع وكل ماهو صالح في هذا البلد, وقد مورست هذه اللعبة منذ خمسين عاما .
ثلاثة أعوام جعلت من لصوص المال تحت أقدام الشرفاء وجعلت الفاسدين يُنظر إليهم كرؤوس الشياطين ,ثلاثة أعوام لا تبقي ولا تذر,إما أن تكون شريفا أو فاسدا, إما ان تكون عفيفاً أو لصا , إما أن تكون مجاهداً أو مخادعاً ,ثلاثة أعوام هي الشعور بالمسؤولية وهي الوفاء والأمانة والصدق والشجاعة والامتثال لأوامر الله الذي خلق الإنسان وكرمه وخلق له ما في الأرض جميعا وأنعم عليه بنعم لا تحصى.
هذا الإنسان هو اليمني المجاهد الصابر المرابط الذي باع نفسه لله ووقف في الجبهات كالطود الأشم وساعده على ذلك أخوه الذي أعطى المال بسخاء وبالسلوك المشرف وأمه وزوجته وأخته هذا المجاهد المؤمن هو الذي ستلقاه الملائكة عند لقاء ربه وتقول له ولأمثاله السلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
هذا الإنسان من الرجال والنساء هو الذي يستحق منا الإجلال والتكريم أما الإنسان المتخلف والمتقاعس والذي لا يشعر بالمسؤولية والذي اختار ان يكون منافقا عاصيا لخالقه تاركا سِنام الإيمان وهو الجهاد فقد سقط عند الله وعند المؤمنين وقد شهدت الثلاثة الأعوام عليهِ بأنه مشاركٌ في القتل العمد وإن صلى وصام وشهدت عليهِ بأنه حارب الله ورسوله والقرآن الذي بين يديه والذي يصرخ بين يديه (إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه), ياللحسرة ويا للخسران وليت شعري كيف سيقابل ارحم الراحمين وقد رضي بقتل أمه وزوجته وأخته وابنته وابنهِ من المؤمنين والمؤمنات.
إن الثلاثةَ الأعوام كانت شاهدة على الرجال المجاهدين وأشباه الرجال المتقاعسين وشاهدة على أهل الحق وأهل الباطل إذ ما بعد قتل الإنسان المؤمن المسلم عمدا عدوانا إلا النار وأين هم من أُقــ “شطر كلمة”؟!
لقد شهدت الثلاثة الأعوام وشهدت المنابر التي يصعدون إليها بعض الخطباء الموتورين لا يجرأون حتى على الدعاء على الأعداء الذين يقتلونهم ويقتلون عوائلهم ويبيدون كل متحركٍ على وجه الأرض اليمنية , أليس هذا هو الخسران؟ أليس هذا هو الغفول؟ أليس هذا هو الدبور , وإذا كانت لهم مصالح مالية من العدو عليهم ان يتركوا هذه المنابر لغيرهم , إن المال إذا كان على حساب الدين أو على حساب الأوطان يجب تركه ويجب ان يوضع تحت الأقدام .
أخيرا أخاطب محمد بن سلمان المعتوه مشفقا ..أما يكفيك هذا الخزي والعار وأنت أمام الرئيس الأمريكي كالقِزم الحقير لا تستطيع ان تتحرك او ان تتفوه ببنت شفة وهو يملي عليك مخططه الذي ينوي تنفيذه في الولايات المتحدة ويلزمك بتغطية هذه المشاريع مرغما برغم أنفك ويقول لك بالحرف الواحد ماهي بالنسبة لكم الا فتات ,ويقول لك ادفعوا المال لنحميكم, وأنا أسأل يحميكم ممن؟ وأمريكا وإسرائيل هما العدو اللدود لكل عربي ومسلم, الذي كان سيحميكم هو اليمن الذي تحاربه ياعدو الله وهو الذي وقفت كالطود الأشم أمام العالم ولكن (من لم يجعل الله له نورا فما له من نور) وهكذا عندما يترأس الشعوب الأغبياء أمثالك والله قد حذرنا وقال (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) ,وحسبنا الله ونعم الوكيل .