اليمن ستبقى ولن تزول
محمد صالح حاتم
بعد ثلاثة أعوام من الحرب والقتل والدمار والحصار والجوع والمرض التي يتعرض لها الشعب اليمني العظيم من قبل تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة مملكة بني سعود ،كل هذا تحت مبرر إعادة الشرعية والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي اليمنية ،وكل قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن الذي تحدثه عن وحدة وسيادة اليمن .
فهل حققت هذه الحرب هذا لليمن؟
فالحروب دائما لا تأتي بالخير ولا تبني الأوطان ولا تحافظ على وحدة الصف وجمع الكلمة،بل تأتي بالقتل والدمار والويل والشتات والجوع والمرض ،وهذا هو ما أفصح عنه تقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير بشأن اليمن والذي كان تقريرا مطولا والذي قال (بعد قرابة ثلاثة أعوام من الصراع يكاد اليمن كدولة ان يكون قد ولى عن الوجود ) مضيفا (بدلا من دولة واحدة ،بات هنالك دويلات متحاربة ،وليس لدى أي من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية ،ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال )،فهذا التقرير يتكلم عن ما أنتجته الحرب على اليمن ،وهو تقسيم اليمن الى دويلات وكيانات صغيره،بعد ثلاثة أعوام من الحرب والقتل وهذا خلاف ما كان يتكلم عنه تحالف العدوان ويمنّيَ به اليمنيين المغرر بهم،ويكذبون به على المجتمع الدولي.
فهذا التقرير بقدر ما فضح تحالف العدوان،فإنه تحدث عن الأهداف الحقيقية للحرب على اليمن ،وهي تقسيم وتشتيت اليمن الى دويلات وكنتونات صغيرة،وذاك حتى يتسنى للعدو تحقيق أهدافه في اليمن وهو احتلال شواطئه وجزره وإقامة قواعده العسكرية على الأراضي اليمنية نظراً لموقعه الاستراتيجي الفريد ،ونهب ثرواته والتحكم بقراره السياسي .
فالعدو يعرف اليمن وتاريخها ومواقفها من قضايا الأمة العربية ،وأنها ستقف حجر عثرة امام تحقيق مخططاته ومشاريعه في المنطقة،فعمل على شن عدوانه على اليمن .
فالعدو يريد ان يحول اليمن الى دولة فاشلة، بل يهدف الى ما هو أكبر من ذاك،وهو إزالة الدولة اليمنية من الوجود.
فأي حماقة هذه !
وأي غباء هذا !
يريدون إلغاء وإزالة أصل الإنسانية وعبق التاريخ ،يريدون ان يمحوا من الوجود آلاف السنوات من الحضارة الإنسانية.
فمن لم يقرأ التاريخ ،ولم يعرف ماذا يعني اليمن هو من يفكر بهذا التفكير .
فاليمن بركان إذا ثار أو انفجر فلن يسلم من حممه أحد في المنطقة برمتها،وأن تقسيم وتفكيك اليمن الى دويلات متناحرة ليس من مصلحة احد وعلى وجه الخصوص جيرانها،فنار التقسيم لن تكتوي بها اليمن فقط،بل سيكون أول من يكتوي بنارها دول الخليج وخاصة مملكة بني سعود،فمن مصلحة العالم والمنطقة الحفاظ على وجود دولة يمنية قوية،للحفاظ على امن واستقرار المنطقة وحماية الملاحة والتجارة العالمية،فموقع اليمن حساس جدا ،ولن يقدر احد ان يسيطر على شواطئه ، أو يقيم قواعد عسكرية على أراضيه،لأن هذا يعتبر تهديداً لمصالح بقية الدول .
فاليمن لن تزول وستبقى شامخة شموخ جبالها ،رغم كيد الأعداء وأبناؤها الوطنيون الشرفاء الأحرار هم من سيحافظون على دولتهم ،ووحدتهم ،فدماء الشهداء لن تروح هدرا ،واليمني الحر والشريف لا يفرط في تراب وطنه،ولا يبيع عرضه وشرفه ،وأرضه بحفنة من المال.
فاليمنيون ليسوا من يقطنون في فنادق الرياض وابوظبي واسطنبول ولندن من العملاء والخونة الذين تريدون عبرهم تحقيق أحلامهم وتنفيذ مخططاتكم ،اليمنيون هم من يدافعون عن أرضهم وهم من يروون تراب اليمن بدمائهم.
وعاش اليمن حرا أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء.