الثورة / عبدالباسط النوعة
غارات كثيرة نفذتها طائرات العدوان الغاشم على مواقع التراث اليمني في معظم المحافظات اليمنية منذ بدء هذا العدوان الغاشم قبل ثلاثة أعوام .
وبرغم أن الجهات ذات العلاقة بالتراث الثقافي تنشر احصائيات للخسائر التي مني بها هذا القطاع الحضاري والحيوي جراء هذه الغارات القذرة التي لا إحصائيات لعددها .
وبالرغم من الاحصائيات التي تطلقها الجهات ذات العلاقة وعبر وسائل الإعلام المختلفة الا أنها تظل إحصائيات مبدئية وليست مبنية على مسح وتوثيق فني من قبل لجان هندسية فنية متخصصة سواء في المعمار التقليدي في جانب حصر الاضرار في المدن التاريخية التي استهدفها طيران العدوان أو الخبرات الأثرية لحصر ومسح الاضرار في المواقع والمعالم الأثرية .
مسوحات ودراسات
وفي هذا الجانب ومن خلال لقاءاتنا المستمرة والمتواصلة مع الجهات المعنية سواء في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية أو الهيئة العامة للآثار والمتاحف حيث يؤكد مسؤولو تلك الهيئات ان ما ينشر من إحصائيات بشكل مستمر سيما عقب كل استهداف لمواقع ومعالم الموروث الثقافي تعد احصائيات مبدئية وأولية وليست دقيقة بشكل كبير .
فرئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية محمد فارس يؤكد ان الهيئة تعمل ما بوسعها وبحسب الإمكانيات المتوفرة لديها للقيام بمهامها في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يواجهها البلد نتيجة العدوان والحصار ؛ حيث تعمل في كل مرة تتعرض فيها المدن التاريخية اليمنية الى استهداف من قبل طائرات العدوان وخاصة صنعاء القديمة الى انزال فريق فني لحصر الأضرار ورفع تقرير أولي بالخسائر . مشيرا الى ان رفع تقارير بإحصائيات دقيقة لكل الأضرار التي لحقت بالمدن التاريخية جراء قصف العدوان يحتاج إلى وقت وإمكانيات مالية وهذا ما سيتم بالفعل وتسعى إليه الهيئة والتي تسعى إلى القيام بمسوحات دقيقة للمدن التاريخية التي قصفها العدوان الغاشم ومن المؤكد ان تكون الأضرار في الواقع أكثر بكثير من الإحصائيات المرفوعة أو المعلنة .
الإحصائيات مبنية من الواقع
وبدورها تتفق وكيلة هيئة الحفاظ على المدن أمة الرزاق جحاف مع رئيس الهيئة وتضيف أن قيادة الهيئة وبرغم الظروف الصعبة التي تعيشها الهيئة والبلد بشكل عام قامت بالنزول الميداني الى عدد من المدن التاريخية في عدد من المحافظات سيما تلك التي تعاني من صعوبات أو مشاكل أو تعرضت للعدوان الغاشم ؛ وعن الإحصائيات أكدت الوكيلة جحاف أن الإحصائيات التي تعلن عنها الهيئة هي جاءت نتاج لنزول فريق فني للاماكن والاحياء التي تعرضت للقصف خاصة في صنعاء القديمة وتكون الاحصائيات بشكل مقارب أو مبدئي لان الاحصائيات تكون مطلوبة سريعا خاصة لوسائل الإعلام .
ولفتت الى ان وجود إحصائية عامة ودقيقة للأضرار التي لحقت بالمدن التاريخية في ظل استمرار العدوان وتواصل غاراته على تلك المدن أمر يحتاج الى توفير الإمكانات المالية والوقت لعمل دراسات ومسوحات شاملة ودقيقة لكل المدن التاريخية التي تعرضت للقصف .
جغرافيا واسعة
ومثلهما تؤكد الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن استمرار هذه الأوضاع الصعبة والقصف والاعتداءات المستمرة على تلك المواقع والمعالم التراثية الهامة وأن عملية المسح والتوثيق الدقيق للأضرار في تلك المواقع والمعالم التي تقع في نطاقات جغرافية واسعة والعديد منها تحت سيطرة عملاء الرياض وأخرى في اماكن مشتعلة بالمواجهات .
ويقول مدير عام حماية المواقع والممتلكات الأثرية في هيئة الآثار عبدالكريم البركاني ان الهيئة تتابع باستمرار أوضاع المعالم والمناطق الأثرية في المناطق المشتعلة أو تلك المواقع والمعالم التي تعرضت للقصف سواء المباشر أو غير المباشر من طيران العدوان ويتم تباعا منذ بداية العدوان امدادكم كوسائل إعلام بالاضرار التي تلحق بتلك المعالم والمواقع عقب كل استهداف الا ان تلك الاضرار تظل غير دقيقة بسبب صعوبة الوصول لتلك المواقع والمعالم من قبل كوادر الهيئة وفروعها فالبعض ربما بعيدة أو في أماكن لازالت ملتهبة عسكريا أو في نطاقات عسكرية، مشيرا الى ان الهيئة كانت قد شكلت غرفة طوارئ للتعامل السريع مع أي استهداف أو مشاكل تتعرض لها تلك المواقع وتتضمن أيضا النزول الميداني وتقييم وحصر الاضرار ورفع موازنة تشغيلية بسيطة وضرورية لهذا الغرض الا انها لم توفر نظرا للإمكانات والموارد الشحيحة للدولة بشكل عام.