الصماد: للأمم المتحدة دور مخيب ولم نعد نعول عليها في رفع المعاناة عن اليمن

 

*خلال لقائه نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة
*حصار مطار صنعاء تسبب في وفاة 12 ألف مواطن و90 ألف يمني عالقون في الخارج

 

التقى الأخ صالح الصماد مساء أمس الأول نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن معين شريم والوفد المرافق له .
وتحدث الرئيس الصماد خلال اللقاء بكلمة فيما يلي نصها :
أولاً: نرحب بكم ونحن سعداء بهذه الزيارة في هذا الظرف الاستثنائي والحسّاس وفعلاً كانت هناك ظروف استثنائية مرّت بها البلاد كما تعرفون أننا منذ ما يقارب الثلاثة أعوام في ظل العدوان والحصار، وكنا نأمل من الأمم المتحدة أن يكون لها الدور البارز في حل هذه الازمة.
نحن لا ننكر الدور الإنساني، والذي نستطيع أن نقول: أن الأمم المتحدة كان موقفها موقفاً إنسانياً في السلك الإنساني من خلال المساعدات الإنسانية، ومن خلال استمرار التواصل، ومن خلال كذلك بعثات الأمم المتحدة في اليمن، وما كان لها من جوانب إنسانية وما كان لها من مواقف إيجابية.
إلا أنه على المستوى السياسي كان للأمم المتحدة وللأسف دور مخيب للآمال وربّما بعض التعقيدات التي حصلت الفترة الماضية، هي: أننا وصلنا إلى مرحلة لم نعد نعوّل على الأمم المتحدة إطلاقاً أنها ستمثل حلاً سياسياً في اليمن، وذلك من خلال المعطيات التي شاهدناها في الميدان.
أولا: مع بداية العدوان، الأمم المتحدة كانت هي المشرفة على الحوار القائم بصنعاء، وكانت برعاية المندوب “ابن عمر” وكانت مشرفة على الحوار، وعلى اتفاق السلم والشراكة كما تعرفون برعاية المبعوث الأممي، إلا أن تغيير البوصلة الخليجية غيّر موقف الأمم المتحدة، وتم نسف كل تلك الحلول التي كان قد اتفق عليها جميع الأطراف السياسية، وفيما يتعلق بالسلم والشراكة والذي كان حاضراً قبل بداية العدوان.
لقد تغير موقف الأمم المتحدة تماماً، كما موقف الخليجيين تماماً، وبالذات النظام السعودي الذي أنكر اتفاق السلم والشراكة واعتبره اتفاقاً تحت التهديد كما يقال، بالرغم من أن سفراء الدول العشر رحبت بالاتفاق، ورحبت به الأمم المتحدة، ورحبت به الجامعة العربية، وباركته جميع المنظمات الإقليمية والعربية والدولية، فلا يعقل أن هذه المنظمات كلها تحت التهديد، لكن عندما تغيرت البوصلة الخليجية وبدأت السفارات وبالذات السفارة الأمريكية؛ لتعطي إشعار خروج من صنعاء، بالرغم من أنكم تعلمون أننا لم نحصر أي توجه سياسي على حكومة الوفاق الوطني، وتركنا سياسة اليمن الخارجية على ما كانت عليه ولم يحصل من جانبنا أي تغيير، إلا أن إصرار النظام السعودي على شن العدوان غيّر تلك الموازين، وحتى القرار الأممي الذي أتى بعد العدوان بأكثر من سبعة عشر يوماً.
ولم يكن هو المطلب الرئيسي، بل بعد العدوان أتى قرار مجلس الأمن الدولي، ثم أتى تنفيذ القرار الدولي، أنتم تعلمون أن هذا القرار الدولي لاحقاً للتغطية على العدوان.
كنا نأمل أن يكون هناك دور للأمم المتحدة في وقف هذا العدوان، ووقف هذا الصلف، إلا أننا تفاجأنا بتغيير المواقف تماماً، وتغيير المبعوث السابق بالمبعوث الجديد، الذي لا يزال حالياً يمثل الأمين العام للأمم المتحدة، وهو ولد الشيخ والذي لعب دوراً سلبياً أوصلنا إلى مرحلة من اليأس والإحباط أن الأمم المتحدة ما يعول عليها إطلاقاً، بل استطاع أن يثير فتنة في عدن، وكان أمام أي تصعيد للعدوان، كانت تتدخل الأمم المتحدة لتذر الرماد في العيون من خلال هُدن لا تحيي ولا تميت…
فاستطاعوا اجتياح عدن من خلال الهدنة الأولى، واجتياح مأرب خلال الهدنة الثانية، واجتياح فرضة نهم خلال الهدنة الثالثة، التي كان يعطيها ولد الشيخ ويتباها أمام العالم أنه في إطار هدنة، بينما نرى التصعيد في الواقع.
الأمم المتحدة هذه المظلة الدولية التي كنا نأمل أن تكون هي الحاكم لهذا العالم، أن لا يعيش في حياة الغاب “يأكل القوي الضعيف” أصبحت هي المشرعن للقوي ليأكل الضعيف تماماً، هذا الذي وصلنا إليه .
حتى أننا نتحاشى بالظهور أمام شعبنا أننا نجلس مع الأمم المتحدة في هذا الوضع الحساس التي لم تستطع أن تفك مطار صنعاء؛ لخروج عشرات الآلاف من المرضى الذين هم ضحية الحرب ويوجد أكثر من 12ألفاً وفيات بسبب عدم استطاعتهم الخروج للخارج، هذه الأمم المتحدة التي لم تستطع هي ومبعوثها فتح مطار صنعاء في استقبال أكثر من 90ألف عالق في الخارج نفدت مصاريفهم ونفدت أموالهم وأقواتهم، وهم الآن يعيشون في الحدائق في كثير من بلدان العالم، لم يستطيعوا أن يعودوا إلى أوطانهم، وبعضهم كان مسافراً ليس معه إلاّ مصاريف تكاليف السفر، ومصاريف تكاليف العلاج، ومع ذلك لم يستطع العودة إلى أرض الوطن، ولم تستطع الأمم المتحدة أن تعيدهم، لم يستطع هذا المبعوث والأمم المتحدة التي كنّا نأمل فيها أن تعيد أكثر من 400 جريح من جرحى الصالة الكبرى، والتي أخرجتهم بإشراف الأمم المتحدة، والتي لم تستطع أن تعيدهم، لا زالوا عالقين حتى الآن في مسقط وفي إيران، وفي دول متعددة، وكانوا بإشراف الأمم المتحدة، لم يستطع المبعوث الأممي هذا أن يعيد الوفد الوطني الذي خرج بإشراف ورعاية الأمم المتحدة إلى مفاوضات الكويت، وعلق في مسقط أكثر من أربعة أشهر دون أن يستطيع المبعوث الأممي أن يعيدهم إلى “صنعاء” وهم كانوا تحت إشرافه بخروجهم من صنعاء وتكفّل بذهابهم وإيابهم من وإلى صنعاء.
الأمم المتحدة لم تستطع أن تدخل رافعة إلى ميناء الحديدة .. الأمم المتحدة لم تستطع أن توقف أبسط الأشياء.. أي دور ستلعبه هذه المنظمة الدولية؟ نحن نتفاجأ تماماً، كنّا نعول على هذا الدور الأممي أنها ستمثل ولو الحد الأدنى أو البسيط في رفع المعاناة عن الشعب اليمني، أنا أتحدث عن الجانب السياسي للأمم المتحدة في اليمن.
بالنسبة للجانب الإنساني فالأمم المتحدة كان لها دور بارز من خلال ممثليها، ومن خلال اهتمامها وتعاونها مع بقية المنظمات، ما لمسناه هو: أنه كان هناك دور سلبي للغاية أوصلنا إلى مرحلة من اليأس، مرحلة من الإحباط، مرحلة من التعويل على أي دور أممي، وكلما رأينا أي تحرك أممي نحو الأزمة في اليمن، استعددنا لتصعيد ولتحرك جديد لقوى العدوان.
ونحن الآن نتوقع بعد زيارتكم هذه وإن كان ليس بمستوى كل مرة؛ لأنه اختلف الوضع واختلف الواصل إلى صنعاء، لأننا نتوقع أن هناك تصعيداً كبيراً جداً سيتلو هذه الزيارة ويتلو غيرها.
كان ولد الشيخ يأتي كل مرة إلى اليمن فقط ليستغل هذه الزيارة في تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن، نحن لسنا أغبياء، ولسنا حمقى، ولسنا سُذّج أمام ما يدور حولنا.
نحن كنا نعرف أنه أتى إلى صنعاء ليقدم رسالة في إحاطته للأمم المتحدة، ليقول أنه لا يزال في تواصل مع الأطراف الدولية والأطراف الداخلية في اليمن، وأنه مستمر في هذا الحوار وأن الحوار مستمر ليتخلص من موضوع الإحاطة، وكذا أتى وقال: إن المرتبات بدأت تصرف لجميع اليمنيين ونحن لم نر شيئاً أكثر من (600 مليار) طبعت بدون غطاء، أدت إلى انهيار كبير في العملة اليمنية، ولم تدخل حتى إلى البنك المركزي في عدن، وزعت إلى أيدي نافذين، ووصلت إلى القاعدة و داعش لتدعم بها في المحافظات الجنوبية، أدت إلى حالة تضخم كبيرة، أدت إلى انهيار العملة، أدت إلى استبدال الكثير من المتنفذين عليها.
فلا هم من دفعوا الرواتب في الجنوب، ولا هم من دفعوا الرواتب في الشمال، ولا هم من أسلموا العملة من التضخم والترهل والانهيار، أي دور قامت به الأمم المتحدة في سبيل ذلك؟ ومع ذلك مع احترامنا ولد الشيخ وهو يقول: أنه لم يعد من صنعاء إلا وقد سلمت الرواتب من قبل حكومة المرتزقة، نحن لا نقول أنهم شرعية، ربما بعض الإخوة يتأدب ويقول حكومة شرعية، نحن نعتبرهم ليسوا شرعية إطلاقاً، هم في الرياض، ونحن الشرعية هنا، شرعيتنا هي مجلس النواب الذي يعتبر الممثل الرئيسي للشعب اليمني ومن خلال الجماهير الذين خرجوا من الشعب.
إذا كان هذا يستند إلى شرعية هادي، فهادي لا يستند إلى شرعية، ومجلس النواب هو الممثل الشرعي للشعب، وقد انتهت مدة هادي مع أيام الحوار والتمديد له بدون موافقة أغلب أطراف الحوار، وقدم استقالته ، فقط المجتمع الدولي لأجل النظام السعودي حاولوا أن يجعلوا لهادي شرعية.
لكن ما أريد أن أصل إليه: أننا من خلال المحطات السابقة في دور الأمم المتحدة ودور مبعوثها وصلنا إلى مرحلة من اليأس والإحباط وعدم التعويل على أي دور على هذه المنظمة في هذا الإطار، وما دام الأخ إسماعيل ولد الشيخ، نحن نعتبره مرتبطاً بمسار معين، مسار تصعيدي، متى ما انتهي هذا المسار وهناك توجه جاد من قبل الأمم المتحدة سنلحظ أن هناك تغييراً في المبعوثين، وتغييراً في الأداء؛ لأن هناك توجهاً في استمرار مخطط واستكمال عملية في اليمن والعدوان.
نحن وصلنا إلى هذه القناعة؛ لذلك نحن حباً واحتراماً أولاً في مقامكم ومن خلال ما سمعنا منكم ومن خلال مواقفكم الطيبة في النظر بعين واقعية إلى ما يحصل في اليمن آثرنا استقبالكم وأيضاً اللقاء بكم ، ونأمل إن شاء الله أن تكون بادرة طيبة في سبيل معرفة ما يدور في الكواليس وما يدور داخل الشعب اليمني وما يحصل من معاناة وكارثة ربما لم تحصل في تاريخ البشرية جمعاء.
هناك تناقض كبير في المواقف الدولية تجاه اليمن أسقطت الكثير من الأقنعة حيث يلحظ أنه كانت هناك مزاعم كبيرة في وقوفهم مع الشرعية هناك في سوريا هم واقفون مع الإرهابيين، الأمم المتحدة تلبي المعارضة وتهتم بمندوب المعارضة، استقدم مندوب في المعارضة في مجلس الأمن مقابل المندوب الذي تابع للنظام السوري، ولم يعتبروا ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية، واعتبروا ذلك أمام مشروع أن يكون للمعارضة السورية مندوباً.
بينما نحن هنا: العكس تماماً، لولا الموقف الروسي الضاغط والقوي في مجلس الأمن مع النظام السوري لكانت المسألة بالعكس تماماً، لكانت الأمم المتحدة واقفة إلى جانب المعارضة تماماً، لكانت الأمم المتحدة واقفة إلى جانب المعارضة والتي سقطت بالقاعدة وداعش في غالبية أعمالها وغالبية نشاطها ضد النظام الشرعي السوري، بينما نحن هنا يدعون العكس تماماً يكون مع ما يسمى الشرعية التي لا شرعية لها وضد الشعب أو الزخم الجماهيري الحاشد ورغم هذه المظلومية ورغم هذا الإنصاف، أقصد أننا لا بد أن نكون واقعيين وهذه فرصة ان نوصل صوتنا من خلالكم عسى ولعل ان يصل الى المجتمع الدولي هذا الصوت.
وإلا فالموقف الذي سمعتموه منا في جنيف هو الموقف الذي سمعتموه في الكويت وفي مسقط وهو الموقف الذي ستسمعونه منا اليوم، وهو الموقف الذي ستسمعونه منا بعد ألف عام من اليوم، حتى لو حوصرنا حتى لو لم يبق معنا سوى مربع واحد أو مديرية واحدة في الجمهورية اليمنية، لأننا نمتلك مشروعاً وقضية واحدة سيكون نفس الموقف الذي سمعتموه منا.
ونحن في عدن ونحن في حضرموت ونحن في جميع أرجاء الوطن الذي احتلتها السعودية والإمارات.
لذلك أردت أن أقول لك من خلال هذه المقدمة أن الدور السلبي الذي حصل من قبل، سواء كان المبعوث ينقل غير الواقع أو كان توجه للأمم المتحدة لا نعلم، هذا يعود إلى القائمين على هذه المنظمة والتي كنا نأمل أن تكون راعية للمستضعفين، وان تكون مظلة لهذا العالم، ان لا يعيش حالة الغاب وتترك القوي يلتهم الضعيف بشكل لا يرضي الضمير الإنساني، لذلك كما أسلفت لكم أننا أمام فتح المطار وقفوا عاجزين أمام إعادة الجرحى، وقفوا عاجزين أمام إعادة الوفد الوطني، وقفوا عاجزين أمام إعادة العالقين في العالم، وقفوا عاجزين أمام إدخال الرافعات إلى ميناء الحديدة.
يعني ماذا بقي حتى ما يدّعونه؟ والحصار الواقع الآن على ميناء الحديدة والذي يدّعون أنهم فتحوه، لم يفتحوه حتى الآن، هم سحبوا حتى السفن من داخل الميناء، وما يحصل عبارة عن كلام وهرطقات إعلامية لا أساس لها من الصحة، وكما ترون المشتقات النفطية وصلت أسعارها إلى أسعار خيالية في الشارع اليمني بسبب الحصار على الشعب اليمني، ليس كما يدعون بسبب السلاح، لديهم آليتهم لتفتيش السفن وليس لهم مبرر لتواجدهم في ميناء الحديدة إطلاقاً.
نحن لدينا الكفاءات ولدينا القدرات ولدينا معايير السلامة المعترف بها دولياً في كل أنحاء العالم، وفي ميناء الحديدة من أقوى المعايير للسلامة في العالم وباعتراف الجهات المختصة عالمياً بهذا الشأن، والسفن لا تدخل إلا بتفتيش حتى على مستوى الأرز، القمح، الأدوية حتى كل شيء يمر بتفتيش دول التحالف تماماً وتمر السفن عبر جيبوتي.
فكل ما يدعونه هي مبررات للهيمنة على ميناء الحديدة فنحن لا نستطيع أن نقول أكثر مما قاله إخوتنا في الفترات الماضية.
نحن نؤكد لكم أننا مثل ما بذلنا منتهى التفاهمات في الماضي سنبقى نمد أيدينا إلى السلام، لكن سلام يحفظ للناس الحق المشروع من الكرامة، سلام نعيش فيه كرماء مع بقية أبناء شعبنا.
نحن لا نقصي أحداً، ولا نهمش أحداً، ولن نستبد بالسلطة لوحدنا، ولا نستطيع أن نحكم اليمن لوحدنا، نحن شركاء مع جميع أبناء شعبنا متى ما جاءوا للتفاهم على طاولة الحوار، بعيداً عن محاولة الإقصاء والتهميش والشطب من على الخارطة.
كنا قد شارفنا على الوصول إلى اتفاق سياسي كبير في موفنبيك أثناء الحوار مع “جمال بن عمر” في ذلك الوقت، ولكن دول التحالف أسهمت في نقض ذلك الاتفاق وفي إسقاطه، وفي شن العدوان وكذلك نظرتنا للسلام واضحة، كما أكدنا لكم في الماضي، ونؤكد لكم في الحاضر أننا مع أي خطوات أو مبادرات تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة الحوار دون شروط مسبقة، لنضع ما لدينا، لدينا اتفاق “مَسقط” كاتفاق موقع وبإشراف “العمانيين” وبإشراف “السفير الأمريكي” أيضا و”الأمم المتحدة” وكان هناك اتفاق على وقف إطلاق النار والاتفاق على تشكيل الحكومة، والاتفاق على ترتيبات تراتبية معينة، اتفاق “مسقط ” كان في السابع عشر من نوفمبر 2016م وتم توقيعه من قبل رئيسي الوفد الوطني “محمد عبد السلام، وعارف الزوكا” وتم نشره في وسائل الإعلام والاتفاق على وقف إطلاق النار من يوم السابع عشر من نوفمبر، وممكن أن أعطيكم صور الاتفاق الموقع من قبل الوفدين، وتم الاتفاق على ذلك، وكان المفترض أن يتم توقيع الاتفاق ليتم إيقاف إطلاق النار، ولكن تم توقيع الاتفاق، وتلاشت وتغيرت الإدارة الأمريكية، وقالوا: انتهى دور “جون كيري” وبدأ دور الإدارة الجديدة بقيادة “ترامب” وألغي ذلك الاتفاق، كان هناك اتفاق موقع أيضا في العاشر من فبراير، وتم تشكيل لجان تهدئة وكنا مبادرين وسباقين، وكنا حاضرين في كل الميادين للقبول بأي فرص للسلام، كذلك في الكويت توصلنا إلى تفاهمات في اتفاقيات الكويت الأولى والثانية.
ويدردشوا ثم يعودوا إلى الفنادق ولا يحصل أي نتيجة، حتى تم الضغط عليه في الفترة الأخيرة في مشاورات الكويت، ووصلنا إلى إطار رئيسي وإطار محدد للتفاهم عليه، ومع ذلك تم إنهاء المفاوضات، وتم تجاهل الموضوع والاستمرار في تصعيد العدوان مما نريد أن نؤكده لكم في هذا اللقاء وتنقلوه من خلالنا كممثلين لهذا الشعب: أننا مع السلام، ونريد السلام ومع أي فرص للسلام، وأي دعوة جادة يمكن ان تفضي إلى حوار بدون شروط، ولدينا ما لدينا من المرجعيات التي تم التفاهم عليها في الحوارات السابقة يمكن الجلوس عليها والخوض في التفاصيل، لكن من حيث المبدأ لن نمانع أبداً، وسنكون مبادرين ومسارعين، لكن في نفس الوقت إذا كان لدى العدوان ودول التحالف إصرار على استمرار العدوان، فنحن أيضا مثلما نحن حاضرون للسلام فنحن أيضاً حاضرون للصمود والتصدي إلى أن يقضي الله بيننا وبين هذا التحالف الذي يريد أن يذل شعبنا، وأن ينتهك سيادتنا، هناك الكثير من الإشكالات التي كان من المفترض أنها قد اتضحت للكثير، نحن نعتبر أن الأمم المتحدة بسكوتها بتواطؤها، سواء كانت بتوجه دولي أو من خلال مبعوثها أنهم شركاء حتى في ما يحصل في الجنوب.
الجنوب الآن تلتهمه القاعدة وداعش، الجنوب الآن أصبح مسرحاً للقاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية وفي جميع المناطق التي سيطرت عليها ما تسمى” الشرعية ” التي سيطرت عليها قوى الغزو والاحتلال، نحن من خلال مواجهتنا في عدن تم أسر المئات من أبنائنا، من أبناء اللجان الشعبية والجيش داخل مدينة عدن، ثم في الأخير رأيناهم يُذبحون على أيدي القاعدة وداعش، ونحن تقاتلنا مع التحالف ومع ما يسمى “المقاومة” التي كانت تحت راية السعودية والإمارات، فكيف وصلوا أسرانا إلى أيدي القاعدة وداعش؟ بعضهم ذبحوهم بالسكاكين، بعضهم فجروهم بالكاتيوشا، وبعضهم وضعوهم في القوارب وتفننوا في قتلهم، مما يدل على أن هناك تنسيقاً وارتباطاً وثيقاً بين القاعدة وداعش، وبين هذه الجماعات التي دخلت إلى عدن، ولدينا أدلة توثق ذلك، لا ندري هل هذا خافٍ على الأمم وعن مدى الارتباط؟ أين هذه القوة الجبارة التي تقاتلنا بشراسة بينما القاعدة تسرح وتسيطر على مناطق الآن في حدان وعزان ومناطق في الصعيد بشبوة وغيرها، كمناطق في البيضاء بكثرة، ثم نراهم بهذه الشراسة ضدنا وضد هذه المناطق بينما القاعدة تسرح وتمرح في مناطق سيطرتهم؟
إذا هذه النقطة الأولى التي طرحتها: نحن مع السلام ولدينا من المرجعيات التي تمت في المراحل السابقة، ومستعدون للتفاهم والنقاش والدخول في تفاصيل أكثر عمقاً وتعمقاً، فيما لو جلسنا على طاولة الحوار.
موضوع العدوان والحصار يجب أن يكون هناك موقف قوي وصريح منه، بعد ذلك يمكن بالنسبة للرواتب كما أسلفتم الرواتب كما تعلمون أن الأمم المتحدة ممثلة بولد الشيخ كان يطرح الحديدة مقابل الرواتب كان يقول: “إذا أردتم أن ندفع الرواتب فسلموا لنا الحديدة” مما يدل على أن للأمم المتحدة دور في موضوع الرواتب وهذا شيء أثار استغرابنا عندما يطرح موضوع إذا أردتم الرواتب فسلموا لنا الحديدة.
يعني هل الأمم المتحدة لها دور في انقطاع الرواتب؟
هم يعرفون أن البنك المركزي في صنعاء كان يسلم الرواتب على مستوى محافظات الجمهورية جميعاً، من يقاتل معنا ومن يقاتل ضدنا، ولكن مع ذلك عندما جاءوا ونزلوا إلى عدن لم يستطيعوا حتى الآن أن يُؤمّنوا مقراً للبنك المركزي في عدن، إنما بسبب التواطؤ الدولي والتعمد لجعلها ورقة اقتصادية، كان يقول السفير الأمريكي: أننا إذا لم نقبل بشرعية هادي وبعودة هادي فإن عملتنا التي نتداولها ستصبح بعد ثلاثة أشهر لا تساوي الحبر الذي عليها، يعني: أنها كانت ورقة اقتصادية يسعى التحالف ويسعى العدوان لجعلها ورقة اقتصادية لاستسلامنا، وهذا الكلام موثق من قبل الإخوة في الوفد الوطني، يعني ذلك أنّها ورقة اقتصادية يحاورون بها.
أغرقوا السوق حتى لا نستطيع أن نشتري حتى الدقيق والقمح، فكيف نستطيع أن نستورد المواد الأساسية للشعب من خلال الرصيد في الخارج، وأوقفوه وبدأوا يوزعوه بأيدي المرتزقة لم يستطيعوا أن يجعلوا هناك بيئة حتى في عدن نحن كنّا نطالب أن تكون الأمم المتحدة مشرفة على الموضوع ومستعدون، كنا في رسالة بعثناها إلى ولد الشيخ عن طريق الأخ رئيس الوزراء، ووزير المالية، ومجموعة من الخبراء اجتمعوا مع ولد الشيخ قبل زيارته الأخيرة لصنعاء، وقال لهم: قدموا لنا رؤيتكم فقدموها له بعدة خيارات، من ضمنها: أن تشكل لجنة مشتركة تشرف عليها الأمم المتحدة تورد إليها جميع الإيرادات، وتسلم الرواتب للجميع بدون استثناء، باعتبارها عملاً إنسانياً وباعتبارها أضرت بقوت كل فرد من أبناء هذا الشعب.
من المهم جدا أن يكون للأمم المتحدة دور فيه، وأن تذكر بعين الاعتبار حتى تلك الأموال التي طبعت في روسيا أكثر من (600 مليار) بدون غطاء وأدت إلى انهيار العملة، وإلى تردي الاقتصاد وإلى ارتفاع الصرف، وأيضاً إلى أين ذهبت هل ذهبت في تسليم الرواتب؟ هل سلمت حتى لمن في الجنوب؟ بعضهم له أكثر من تسعة أشهر لم يسلم لهم رواتب، مع أن من في المحافظات الجنوبية لا يمثلون 25% من إجمالي الرواتب؛ لأن المناطق الأكثر كثافة هي المناطق الشرقية والمناطق الشمالية والمناطق الغربية.
بالنسبة لخطوات بناء الثقة من أهمها وأبرزها إبداء حسن النوايا من قبل دول العدوان، ووقف الغارات الجوية، والجلوس على طاولة الحوار والنقاش حول التفاهمات نشكل الوفد الذي سيطرح، أعتقد أن الوقت مبكر، وهذا ليس من أولوياتنا في هذه المرحلة، القيادة السياسية في صنعاء بالتشاور مع المكونات السياسية هو نفس الموقف، والمؤتمر الشعبي العام حاضر بقوة وأنصار الله حاضرون بقوة، القوى الوطنية حاضرة، نحن سنتشاور في هذا الموضوع، وكما تعرفون عندما تطرقتم لموضوع الأحداث في صنعاء هي حصلت عارضة، واستمرت لثلاثة أيام من بداية الأحداث تماماً قيادة المؤتمر الشعبي العام كانوا حاضرين أمس بقوة وإعادة ترتيب أوضاع “المؤتمر الشعبي العام” رغم محاولة الخارج ومحاولة الإمارات والسعودية الضغط عليهم لإخراج المؤتمر الشعبي العام بشكل نفس مؤتمر هادي وابن دغر في الرياض، لكن المؤتمر الشعبي العام حاضر بقوى عدة، بجماهيره داخل الوطن، ولسنا بحاجة إلى أن يتدخلوا في هذا الموضوع، وهذا شأن المؤتمر المرسوم لهم، أدبياتهم وقواعدهم والمعادلة لم تتغير، وإن شاء الله ستكون هناك لقاءات مستقبلاً لحسم هذه المواضيع للقوى في الداخل.
بالنسبة لأولاد الرئيس الأسبق: الأمم المتحدة مع احترامي لكم، ولاستشعاركم للمسؤولية، لكن إذا كانوا حريصين على أولاد الزعيم فليرفعوا عن أحمد علي العقوبات تحت البند السابع أولاً، أما منهم عندنا نحن رافعون عنهم وفاتحون لهم، ولديهم عندنا أرقى الفلل، والزيارات متوفرة إليهم باستمرار، وقيادة المؤتمر يزورونهم باستمرار، والحجز عليهم ليس إلا حجزاً تحفظياً بعد الاضطرابات التي حصلت، واليوم سيتم الإفراج عن أغلب المعتقلين على ذمة الأحداث بحضور إعلامي وحضور منظمات المجتمع المدني، وقيادة المؤتمر الشعبي العام، وقيادات السلطة المحلية في الساعة العاشرة اليوم، سيتم إطلاقهم على مستوى محافظة صنعاء، وعمران، والمحويت، ومن تبقى أيضاً سيتم إطلاقهم وأعتقد أن العدد ربما سيكون محدوداً لا يتجاوز أصابع اليد من القيادات التي شاركت سيكون للقيادة السياسية نظرها في التشاور مع الإخوة في قيادة المؤتمر الشعبي العام، فلا يوجد شيء من هذا التهويل، وربما أنتم تجولتم في شوارع صنعاء ونرى أن تقوموا بزيارة مفاجئة دون أن يكون هناك احتياطات أمنية .
حتى ما يقال عن صنعاء وعن إرباك فيها وعن اختلالات أمنية ليس كما ذكر بعض أمراء إحدى عواصم الخليج بأنه يتمتع بالأمن والاستقرار التي تتمتع به العاصمة صنعاء نحن نلحظ أن هناك حالة استقرار وانضباط رغم المعاناة ورغم الحصار لم تنتشر الجريمة لم تنتشر السرقة ولكن كرامة وإباء وعظمة هذا الشعب وحالة التكافل الاجتماعي فيما بينهم ثبت الوضع والاستقرار.
من المهم أن يكون لكم اطلاع على هذا الشأن حتى تنقلوا الصورة الحقيقية عن الواقع في صنعاء نحن لم نرتب قبل أن تأتوا أو عندما أتيتم ولا بعدما أتيتم هذا هو الوضع في صنعاء منذ بداية العدوان مرتب ومستقر الوضع الأمني على ما هو عليه حصلت هذه المشكلة وكان يراد أن تكون بالتزامن مع التصعيد القوي في الحديدة وفي الساحل وفي البقع وفي غيرها.
هم يتوهمون من خلال تصعيدهم أننا سنرفع الراية البيضاء، وهذا مستحيل إطلاقاً، ونأمل أن يدركوا مهما طال الوقت أو قصر ليس معهم إلاّ التعب، والأفضل أن يختصروا الطريق الآن بالعودة إلى طاولة المفاوضات للحوار ولحقن المزيد من الدماء، وأيضاً لسلامة واستقرار أمن المنطقة، نحن إذا استمر العدوان فإننا سندخل في خيارات كالمَثَل الذي يقول: “عليَّ وعلى أعدائي”، أما أن نراهم مستمرين في عتوّهم نحو الحديدة نحن لدينا خيارات، لكن هذا الخيار نعتبره عندما نصل إلى طريق الّلا عودة مع الجميع.
خياراتنا سنتركها إذا وجدنا أننا قد نصل إلى طريق لا حول له، لأنه خيار ما بعده سندخل في خيارات ضاغطة، ومن توكل على الله فهو حسبه، وبعدها يحصل ما حصل وإن أرادوا أن نعود إلى طاولة المفاوضات فالوضع لا زال في أيدينا ونحن جاهزون ومستعدون لتقديم منتهى التفاهمات، وسيجدون منا أفضل مما وجدوه في الماضي، ليس تنازلاً وإنما حرصاً منا على حقن دماء هذا الشعب وأيضاً على أمن واستقرار المنطقة.
حتى دول الخليج ليست بعيدة عن الربيع العربي، وعن ما حصل في إيران من احتجاجات هم يفتخرون بما حصل هناك.
نحن لدينا خيارات حتى داخل السعودية لدينا ارتباطاتنا داخل السعودية لدينا ارتباطات كبيرة لدى دول أيضاً محور المقاومة إذا كان ولا بد من هذه الخيارات فسيحصل في السعودية وغيرها ما حصل في اليمن وما حصل في سوريا وما حصل في غيرها وكلما استمرت الأزمة هم سينهار اقتصادهم وسيصلون إلى مراحل ربما لا يستطيعون الحركة حينها فإن شاء الله نتمنى أن يكون من خلالكم ومن خلال هذه الزيارة بداية انفراجة في العملية السياسية وما نؤكد عليه أنكم ستجدوننا حاضرين بمنتهى التفاهمات وبما نستطيع أن نقوله من كلمات تعبر عن حرصنا على السلام وعن مد أيدينا إلى السلام وإن شاء الله بإذن الله تعالى أن يكون ما بعد هذه الزيارة ليس كما قبلها.
وكنا نفضل عدم اللقاء بالأمم المتحدة وذلك احتراماً للشعب وتجنباً لغضب الشعب؛ لأننا قد صيّحنا على الشعب بأننا محبطون من الأمم المتحدة ولا عاد نريد أن تقوم بأي دور في ظل هذا التصعيد، إلا إذا كان دوراً حقيقياً دوراً يفضي إلى وقف العدوان أو أقل شيء إلى فتح المنافذ ويخلونا نتحارب و نأكل ونشرب إحنا وإياهم جميعاً، ونتحارب ولو إلى يوم القيامة، لكن أن يأتي يغلق على خمسة وعشرين مليون وبتواطؤ دولي أيضاً، وأمام أعين الناس على مستوى المريض وعلى مستوى الجريح، وعلى مستوى الزائر، وتستمر الحرب، هذا نعتبر فيه وصمة عار في جبين العالم جميعاً أن يستمر هذا الصمت على هذا الشيء.
أعتقد إذا أنا أغفلت بعض النقاط التي طرحتموها، أنا ركزت على موضوع نظرتنا للسلام نفس موقفنا السابق والمبدئي والواضح، ولدينا من التفاهمات والأطر التي حصلت في المراحل السابقة والتفاصيل يمكن أن نقدمها في لقاءاتنا التفصيلية.
ميناء الحديدة ومخاوف السلام لا يوجد أي سلاح، وإذا كانوا جادين فليضبطوا آليتهم في التفتيش حسب قرار مجلس الأمن ويتركوا الغذاء والسلع والمواد الأساسية للدخول، ليس لديهم مبرر إطلاقاً أن يمنعوا دخول السفن من أي ما يسموه السلاح، وهم يفتشون السفن في جيبوتي وفي السفن الواقفة في أطراف البحار وغيرها.
بالنسبة لخطوات بناء الثقة كما أسلفنا لكم يوقفوا العدوان والحصار هذا من اختصاصات الوفد داخليا وسنتشاور مع الوفد حول هذا الموضوع وبالنسبة للتسهيلات فنحن نقدر دور الأمم المتحدة في الجانب الإنساني أكثر من غيره ونحن خاطبنا الإخوة في الأجهزة الأمنية وبحضور الأخوة المعنيين أن يقدموا كامل التسهيلات وكذلك أي شيء يخص الأمم المتحدة لاعتبارها المنظمة الواحدة التي مازالت باقية في صنعاء مع بقية المنظمات الإنسانية، وإذا كان هناك من عوائق فيمكن أن يتم التنسيق مع بعض الإخوة في مكتبنا وفي وزارة الخارجية يقدموا كامل التسهيلات ويذللوا كامل الصعوبات والعوائق التي قد تعترض بعض في بعض المنعطفات، وبعض المراحل ولكم منا كل الشكر والتقدير على اهتمامكم وزيارتكم ونتمنى إن شاء الله أن تكون بداية طيبة لمرحلة جديدة … وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد يعجبك ايضا