“عاقبة الظلم والطغيان”
د. أسماء الشهاري
عندما أرسل الشهيد القائد السيد حسين الحوثي سلام الله عليه لجنة للوساطة وهو من تم الاعتداء عليه ظلما وبغيا ودون وجه حق إلا من تلفيق التهم الباطلة والإدعاءات الزائفة التي ظهر زيفها وكذبها بعد ذلك، كان الرد من قبل سفير الإجرام عفاش : سنسلط عليه من لا يرحمه.
ففعل به وبأهله ما لم يسبقه إليه أحد، وأدخل أبناء الجيش وصعدة في ست حروب عبثية ظالمة قُتل فيها آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء من أبناء شعبه، ليس لشيء إلا تنفيذا لأوامر أسياده من صهاينة وأمريكان واعترف هو بعظمة لسانه بعد ذلك بأنها كانت حروبا عبثية لا داع لها ولا جدوى منها إلا تنفيذا لمخططات الأعداء واستجابة لأوامرهم.
وهكذا هو حال العملاء من يرتهنون لأعداء الله وينسلخون من كل قيم للدين والأخلاق والإنسانية وحتى من ينسلخون من يمنيتهم الذين شهد لهم رسول الله بالإيمان والحكمة وأنهم الأرق قلوبا والألين أفئدة وليسوا أهل الإجرام والخيانة،ولا ننسى حرب الجنوب وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره من مشاهد دموية وإجرامية ومن عبث بمقدرات الدولة وعدم الاهتمام بأي تنمية حقيقية إلا تحقيق أكبر قدر من المكاسب الشخصية والتغني بالجمهورية وهي من أكبر الكذبات فلا يوجد نظام جمهوري على وجه الأرض تم الحكم فيه لمدة 33 عاما دون أن يشاركه فيه أحد بل أراد تصفير العداد، وسعى بكل جهده لتوريث أبنائه وأقاربه وطيلة فترة حكمه كان عتاولة الفساد من انتهازيين ومجرمين هم من يتصدرون المشهد ويتولون شؤون الدولة أمثال علي محسن الأحمر وعبده ربه منصور هادي وغيرهم الكثير وكان الفساد ينخر في كل مؤسسات الدولة ، وكان حزب الإصلاح والإخوان المسلمين أقرب ما يكونون منه وقد وصلوا في عهده إلى أعلى المراتب والمستويات في مختلف المجالات وكان الفكر الوهابي هو المسيطر على المشهد وعلى المناهج التعليمية آنذاك، وتمت إتاحة الجو المناسب لترعرع الفكر التكفيري وجماعات القاعدة الإجرامية وغيرها التي كانت متواجدة حينها في الفرقة الأولى مدرع لعلي محسن الأحمر وجامعة الإيمان وغيرها، فكل عمليات الاغتيالات التي تمت كان له النصيب الأكبر فيها.
كانت نسبة الجهل والبطالة والفقر والحرمان في تزايد مستمر بين كافة أبناء الشعب بينما كانت أرصدته هو والمسؤولين والمتنفذين في تزايد مستمر حتى أصبحوا من أغنى أغنياء العالم بينما تم تصنيف اليمن على أن أكثر من نصف شعبه تحت مستوى خط الفقر وأن هناك تهديدا كبيرا بالمجاعة وتردي الأوضاع أكثر مما هي عليه في السنوات القليلة المقبلة وهي لا تزال تحت حكمه الذي نسمع البعض كثيرا ما يتباكى عليه اليوم ولا نعرف على ماذا!
حتى الأمن فقد كانت هناك حروب في صعدة وتدهور كبير للأوضاع في المناطق الجنوبية غير حرب الجنوب الظالمة، فإن الكثيرين منهم بدأوا يطالبون بالانفصال على الرغم من أنهم جميعا دخلوا في الوحدة حبا وطواعية وذلك بسبب السياسة الإقصائية والجوع والفقر وتردي الأوضاع الذين كانوا يعتقدون أنه ينطبق عليهم فقط وأن أخوتهم في المناطق الشمالية يعيشون في ترف من العيش وينظرون إليهم بأنهم ينهبون ثرواتهم ولا يعود شيء منها عليهم، ولم يكونوا يعلمون حينها أن الجميع يرزح تحت وطأة الفقر ذاته والتردي في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات إلا عدد من المسؤولين والمتنفذين التابعين لعفاش وزمرته، وفي الحقيقة كانت هذه المشاكل من أهم الأسباب لإشعال فتيل الفتنة والسير بالبلد نحو الهاوية دون أن يتم إلقاء الضوء على حقيقة ذلك وأنه يساهم بشكل كبير ومباشر في زعزعة الأمن!
لم يكن هناك اهتمام حقيقي بالتنمية وتحسين دخل الفرد والنهوض بالبلد فقد كانت مجرد حديقة خلفية للسعودية وتحت وصايتها بشكل كامل طالما هم راضون عنه وعن بقائه في الكرسي الذي لم يخدم غيره طيلة فترة حكمه ووصلت البلاد في عهده إلى اسوأ مستوياتها في كل المجالات وعلى مختلف المستويات رغم كل ما تمتلكه من مزايا وخيرات!
إننا لم نجد إنجازات حقيقية ومشاريع عملاقة ومهمة لعفاش بعد 33 سنة من حكمه، بل على العكس الكثير من المشاريع هي عبارة عن هِبات ومنح من دول أخرى ترأف باليمن وحاله المزري وكأنه لا يمتلك ذلك الكم الهائل من مصادر الاقتصاد والاستثمار لو تم الاهتمام بها فعلا أكثر من الاهتمام من تجميع أكبر قدر من الأرصدة ورؤوس الأموال، والسماح لشركات الدول الأجنبية من استخراج النفط وتصدير الغاز وفي الوقت ذاته تقدم الفتات لليمن وشعبه إلى جانب النهب والسلب للمال العام من أصحاب النفوذ.
على سبيل المثال في يوم فعالية المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام كان من المفترض أن هناك حدائق ومنتزهات على الأقل في العاصمة بعد تربع على الحكم لمدة 33 سنة، لكن عندما لم يجد أفراد الشعب غير جامع الصالح الذي يعد أهم منجزاته ليتفيأوا ظلاله، رأينا كيف تم التعامل مع الأمر،
فقد كانت أموال الشعب من ممتلكاتهم وأي جامع أو منشأة كأنه من ممتلكاتهم الخاصة وليست من أموال هذا الشعب وليس له حق في أي حياة كريمة لا أثناء تربعهم على سدة الحكم ولا بعدها!
ولأنهم قد أوغلوا كثيرا في دماء هذا الشعب ولا يهمهم أمره بالمرة فقد شاءت إرادة الله أن تزيل أقنعتهم وأن تكشفهم على حقيقتهم لكل من لا يزال مخدوعاً بهم وبأساليبهم الملتوية الكاذبة، فعلى الرغم من علم المجاهدين الصادقين بأنه ليس لهم أي يد ولا فضل في التصدي للعدوان بل على العكس فقد كانوا يطعنونهم في الظهر ويتآمرون عليهم وعلى الوطن من تحت الطاولة ولم يألوا جهدا في ذلك ولم تطب أنفسهم بأن يطلقوا حتى رصاصة واحدة ضد العدوان رغم كل ما يمتلكونه والذي هو من فضل الله والوطن والشعب عليهم، إلا من ظاهرة صوتية وادعاءات زائفة، فكانوا يتباهون ويتغنون بما ليس لهم فيه أي يد أو فضل إلا أنه ولعظمة أولئك العظماء الصادقين مع الله والوطن والمستضعفين تركوهم يفعلون ما يشاؤون ولم يريدوا أن يزيلوا الستار عنهم ويعروهم على حقيقتهم أمام جمهورهم، ولكن إرادة الله هي النافذة وأمره الغالب، فكان من عدله وحكمته أن جعلهم يكشفون عن حقيقتهم بأنفسهم لمن لا يزال في قلبه ريب نحو حقيقتهم،
ومن سوء الخاتمة أيضا أنهم أرادوا لشعب الحكمة والإيمان أن يقتتل فيما بينه وبصورة لم يسبق لها مثيل رغم كل صبره وتضحياته والمخاطر والتحديات المحدقة به، وأرادوا إشعال نار الفتنة في كل محافظة وحارة وشارع وأن يقدموا البلد على طبق من ذهب لدول العدوان بعد كل هذا الصمود الإسطوري والتضحية الباهظة ليس لشيء سوى مقابل مكاسب شخصية رخيصة لشخصه فقط غير آبه بالبلد والشعب بأكمله ولا حتى مؤيديه،
وعلى الرغم من أن العظماء أمثال السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله أرادوا له أن يبقى عظيما في نظر أتباعه وأن يحفظ ماء وجهه وهم يعلمون يقينا أنه لا يستحق، لكن الله ما كان ليضيع دماء الشهداء والمظلومين حتى يأخذ بحقها وقد ثبت تآمره مع دول العدوان بشكل مباشر فهو مشارك في حصار هذا الشعب وكل قطرة دم سقطت منه طوال فترة العدوان وما قبلها ، ونستطيع الآن أن نقول لسيد الشهداء السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه: نم قرير العين يا سيدي أنت وكل الدماء المظلومة والمغدورة لأن وعد الله حق وهو المنتقم من كل الطغاة والمستكبرين.
ولأن النصر من عنده وحده سبحانه وما هو من عند الله لا يأتي إلا طاهرا نقيا خالصا من كل درن أو شائبة، فقد أراد الله أن يطهر الساحة ويهيئها لعباده الصادقين المخلصين ليتم لهم الفضل ويقرب لهم النصر وهذا جزاء الصامدين الصادقين مع الله وشعبهم وفي سبيل المستضعفين المظلومين وأن تسقط آخر ورقة من أوراق العدوان هذا السقوط المدوي وبشكل لم يكن يتخيله أحد وهذا إنما هو بفضل الله وتأييده لعباده المؤمنين وأنه يريد أن يتم فضله ونعمته عليهم لثباتهم وصدقهم معه ومع شعبهم ووطنهم وليمحق الظالمين ، والآن نستطيع القول إن النصر الأكبر قد أصبح قاب قوسين أو أدنى “وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون”.