د. محمد النظاري
هناك فرق في أن تحصل على كل فرص الإعداد من أجل المنافسة، وبين أن تكون كمالة عدداً هروبا من اي عقوبة لانسحابك…هذا بالضبط ما تتعرض له منتخباتنا الوطنية.
من تابع تصفيات المجموعة الرابعة ضمن التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات اسيا للشباب باندونيسيا، والتي اقيمت بمدينة الدمام وضمت الى جانب منتخبنا منتخبات : السعودية، وتركمانستان والهند، سيلاحظ بجلاء بأن لاعبينا قدموا اداء جيدا، مقارنة بما تم توفيره لهم .
مدرب ليس له أي سيرة ذاتية معروفة !.. دوري متوقف ! …لاعبون لم يلعبوا أي مباراة إعدادية مع اي منتخب ! … طريق غير آمن وسفر مرهق !… منسق إعلامي يختلف عليه حتى آخر لحظة ! … كل تلك مؤشرات فشل لا غبار عليها .
سافر لاعبو المنتخب وما زالت عالقة باذهانهم صور التكريمات المالية للناشئين، فكان اداؤهم امام السعودية قويا، وبذلوا مجهوداً بدنياً كبيراً في الشوط الأول، توج بهدف في الدقيقة الثانية، فاستعاد اللاعبون مشاهد تكريم الناشئين من جديد، خاصة انه لن يفصلها عنهم سوى خمس دقائق..كانت كفيلة بالقضاء على ذلك الحلم الجميل لهم .
قلناها لأكثر من مرة المبالغة في التكريم بصورة كبيرة نتيجته سلبية، وهذا ليس على اللاعبين فقط، فقد احتدم الصراع بين أعضاء الاتحاد ليرافقوا المنتخب، سعيا منهم للفوز بالغنيمة المالية في حالة التأهل، كذلك وصلت العدوى للمنسق الإعلامي، فكل مسؤول يريد تعيين احد الزملاء ليناله من الحب جانباً.
حقيقة لم أزعل لعدم التأهل بقدر ما زعلت على تحميل اللاعبين الخسارة، خاصة ممن كتبوا بأنهم باعوا المباراة في دقائقها الأخيرة..لمثل هؤلاء نقول : أنتم من بعتم اللاعبين وما قدموه بهذه التراهات .
الجماهير التي كانت حاضرة بقوة، اعطت اللقاء نكهة جميلة، ويكفي أن دوي نشيدنا الوطني كان اكثر حضورا من النشيد السعودي، وأن المباراة بدت وكأنها في أرضنا وبين جمهورنا .
لابد من المحافظة على هذه الكوكبة الجميلة، ومنحها مدرباً قديراً يستطيع أن يضيف لها، فما بدى من خلال الثلاث المباريات، ان اللاعبين هم من أضافوا للمدرب، بينما لم يكن له اي بصمة فنية عليهم ، ولم يستطع حتى الاستفادة من التغييرات ببدلاء كانوا قادرين على تقديم الأفضل .
لفنت انتباهي بأن الزميل العزيز بشير سنان دخل الملعب وهو يلبس الجنبية مجسدا الزي اليمني داخل الملعب، وهي لقطة رائعة جدا، ولا تصدر الا عن وطني يحب بلاده.. ويكفي بأن عمله المهم في الاتحاد السعودي، لم يحل بينه وبين تشجيعه لمنتخب بلاده وارتدائه لزيه الشعبي .
نفتخر ان لنا زملاء يعملون باحترافية في الاتحاد السعودي، ونتمنى أن تنتقل عدوى الاحترافية للعاملين في الاتحاد اليمني ، فما نشاهده ليس أكثر من اللهث خلف السفر ومنافعه، فيما العمل المهني الاحترافي لا وجود له.
لا تقسوا على الشباب، فدموعهم عقب الخسارة هي أكبر اعتذار سواء للجماهير التي ملأت الملعب أو التي تسمرت امام شاشات التلفزيون، وقولوا لهم بوركت جهودكم فما قصرتهم ايها الشباب