بلومبيرغ: أثرياء السعودية يحاولون نقل أموالهم للخارج ومستثمرون في الخليج باعوا 92.5 مليار في سوق دبي المالي
“الثورة” / متابعات
حملت صحيفة” الجارديان” البريطانية على ولي العهد السعودي الانقلابي محمد بن سلمان ووصفته بأنه ” شاب عديم الخبرة وسياسته الخارجية المضللة تراجعت بشكل مذهل في اليمن وسوريا وقطر وهي دليل على اتخاذ القرار المتسرع”.
جاء ذلك في إطار عاصفة انتقادات غربية لسياسة بن سلمان الداخلية التي تكللت بموجة اعتقالات عشوائية طاولت العشرات من الأمراء والوزراء السابقين والحاليين والناشطين ورجال الدين المعارضين لسياسته والمعارضة لإجراءات تنصيبه ملكا وتجميده مئات الحسابات المالية لرجال أعمال ومسؤولين سعوديين وأمراء، وكذلك سياسته الخارجية التي اشاعت حال احتقان واسع بالتهديدات التي اطلقها بن سلمان ضد لبنان وإيران وفرضه المزيد من إجراءات ا لحصار غير القانوني على اليمن.
وعرضت الصحافة الغربية تداعيات خطيرة على مستوى الداخل السعودي جراء سياسة بن سلمان وقال موقع “بلومبيرغ” إن المليارديرات السعوديين بدأوا سحب حساباتهم وأموالهم وإخراجها من السعودية؛ خوفا من تجميدها .
ونقل الموقع المعني بالقضايا الكبيرة على مستوى الشرق الأوسط عن ستة أشخاص لديهم اطلاع على هذا الموضوع، قولهم إن المليارديرات يريدون سحب أموالهم من بلادهم ودول مجلس التعاون الخليجي بعد زيادة حملة القمع في السعودية التي بدأت يوم 4 نوفمبر، واستهدفت أمراء ووزراء ورجال أعمال تحت مظلة مكافحة الفساد.
وكشف الموقع أن الأثرياء يتواصلون مع البنوك ومديري أرصدة ومستشارين؛ من أجل نقل أموالهم وأشكال أخرى من الأموال السائلة خارج المملكة ومنطقة الخليج، وسط مخاوف من تجميدها وتعرض أصحابها لاعتقالات.
وقال إن المصرف المركزي طلب بعد حملة الاعتقالات الأولى من المقرضين تجميد عشرات الحسابات التابعة لأفراد لم يتم اعتقالهم، مشيرا إلى أن النائب العام السعودي أعلن يوم الاثنين عن أن عمليات الاعتقال ليست سوى المرحلة الأولى في حملة الملاحقة.
ويشير الموقع إلى أن الحملة دفعت المستثمرين في المنطقة للبيع بشكل خفض من مؤشرات الأسواق المالية، حيث بلغت كلفة البيع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي 17.6 مليار دولار بحلول يوم الأربعاء الماضي بشكل جر قيمة السوق الجمعية إلى حدود 900 مليار دولار، لافتا إلى أن مستثمرين في الخليج باعوا 92.5 مليار في سوق دبي المالي، وهو الأعلى منذ فبراير 2017م.
وبحسب الموقع فقد كان من أكثر أسواق المال المتراجعين مؤشر “اس إي برايس” في الكويت، الذي خسر نسبة 6.1% حتى الساعة 11.40 صباح أمس، ويليه مؤشر “دبي دي أف أم جنرال”، الذي سجل 5.1%.
وينقل التقرير عن خبير، قوله إن نقل الأرصدة ليس مدهشا في ضوء عملية تنظيف الفساد التي قد تتوسع أبعد من أحداث نهاية الأسبوع، وأشار إلى أن البنك المركزي لديه علاقات واسعة مع المصارف العالمية، ويمكنه استعادة أي حساب تم نقله للخارج في حال ظهرت اتهامات فساد.
وتحدث الموقع عن تحركات إماراتية مشابهة شرع فيها النظام الوراثي العائلي في الإمارات برئاسة الانقلابي محمد بن زايد وقال إن البنك المركزي الإماراتي طلب من المؤسسات المصرفية الإماراتية توفير معلومات عن 19 مواطنا سعوديا، وطلب من الهيئات الرقابية الإبلاغ عن حسابات وأرصدة واستثمارات ووسائل مالية وائتمانات، أو أي شكل من أشكال التحويل المالي، بحسب الأمر الصادر، الذي شاهده “بلومبيرغ”.
ويجد التقرير أن عمليات الملاحقة تؤكد التكهنات حول قيام الملك سلمان بتهيئة الطريق أمام صعود ابنه محمد بن سلمان للعرش، وتأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد من مشكلات بسبب انخفاض أسعار النفط، فيما ارتفعت نسب البطالة بين السعوديين.