الثورة نت../
إتهم تقرير سري للأمم المتحدة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية بقتل مئات الأطفال اليمنيين في الحرب التي يواصل شنها على اليمن منذ مارس/آذار 2015، مصنفا إياها ضمن القائمة السوداء للبلدان المنتهكة للحقوق والتي تقتل الاطفال.
وكشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن مستشاراً كبيراً في الأمم المتحدة سيوصي بوضع التحالف العربي الذي يضم عدة دول بقيادة السعودية على اللائحة السوداء بسبب قتل وتشويه الأطفال في الحرب.
وكشفت فورين بوليسي التي حصلت على التقرير المسرب، أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويشن غارات جوية في اليمن اقترف “انتهاكات جسيمة” لحقوق الإنسان ضد الأطفال العام الماضي، مما أدى إلى قتل 502 طفل وإصابة 838 طفلا آخر، وفقا لمسودة تقرير أعده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وتكشف مسودة التقرير الأممي المؤلف من 41 صفحة وحصلت المجلة على نسخة منه عن أن عمليات قتل الأطفال وتشويههم في الحرب السعودية على اليمن لا تزال الأكثر انتشارا.
وتضيف المجلة أن الهجمات التي نُفذت عن طريق الجو في الفترة المشمولة بالتقرير كانت سببا في وقوع أكثر من نصف مجموع الإصابات بين الأطفال، حيث أدت إلى قتل 349 طفلا على الأقل وإصابة 333 طفلا آخر.
وأشارت إلى أن السعودية وحلفاءها يحاولون، منذ انطلاق عاصفة الحزم المدعومة من أميركا في مارس/آذار 2015، دحر حركة أنصارالله وإجبارها على الخروج من السلطة في اليمن.
واستدركت بأن الغارات الجوية التي يشنها التحالف السعودي في الحرب على اليمن منذ هذا التاريخ تتعرض لانتقادات شديدة، لأنها تتسب في قتل المدنيين وفي تعطيل البنية التحتية وتدمير التراث المعماري والحضاري للبلاد.
وأشارت المجلة إلى أن الممثلة الخاصة للأمين العام بشأن الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة في زمن الحرب فرجينيا غامبا هي المُعدّة الرئيسية لهذا التقرير السري.
وأضافت أنه وفقا لمصدر مطلع فإن غامبا أبلغت كبار مسؤولي الأمم المتحدة الاثنين الماضي أنها تعتزم التوصية بإضافة التحالف الذي تقوده السعودية إلى قائمة البلدان والكيانات التي تقوم بقتل الأطفال وتتسبب في تشويههم.
وأشارت المجلة إلى أنه سيتعين على غوتيريس اتخاذ هذا القرار، حيث سيقوم بإعلان التقرير النهائي في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وأضافت فورين بوليسي أن التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن كان مسؤولا عن إيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف الأطفال، وقالت إن طيران “التحالف السعودي” قام بتدمير 28 مدرسة في اليمن.
وأشارت المجلة إلى أن المسؤولين السعوديين حثوا بشكل سري الأمم المتحدة على الدخول في مناقشات رفيعة المستوى قبل نشر التقرير، وأن السعوديين ضغطوا على الولايات المتحدة، التي بدورها حثت الأمم المتحدة على عدم إدراج “التحالف السعودي” كما تصفه المجلة، بدعوى أنه يعد من الظلم توريط جميع الدول الأعضاء في هذا التحالف، بمن فيهم من لم يشارك في هذا الأعمال الوحشية، وذلك وفقا لاثنين من المصادر المطلعة.
وأضافت المجلة أن الولايات المتحدة ضغطت بعد ذلك على الأمم المتحدة كي تدرج فقط أسماء الدول الأعضاء في التحالف المسؤولة بشكل مباشر عن هذه الفظائع، لكن مسؤولين قالوا إن تحديد أسماء دول بعينها على أنها متورطة يعد عملا معقدا، وذلك لأن التحالف لا ينشر معلومات بشأن دور كل دولة في عمليات محددة في الحرب على اليمن.
وأشارت إلى أن التحالف يضم كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والكويت والسودان.
واستدركت بأنه إذا لم يقم الأمين العام بهذه الخطوة فإنه سيواجه اتهامات بتقويض التزام الأمم المتحدة بحقوق الإنسان.