استطلاع / عبدالباسط محمد النوعة –
سنعمل على إنشاء مركز للرقوق القرآنية ونحن حريصون على الاهتمام بها
تمتلك اليمن ثروة ضخمة جداٍ من المخطوطات والرقوق القرآنية يشهد لها بذلك الأكاديمون والمختصون من اليمن وخارجه وهذه الثروة بحاجة إلى عناية واهتمام يليق بالقيمة الدينية والتاريخية لهذه الرقوق والمخطوطات ولا يمضي وقت طويل حتى نسمع عن اكتشافات جديدة في انحاء مختلفة من اليمن لا سيما في المدن والمساجد القديمة جداٍ أو لعل تلك الاكتشافات الهامة حدثت في الجامع الكبير بصنعاء قبل أشهر ولهذا الغرض وصل إلى صنعاء فريق من الخبراء الأتراك ضمن إطار التعاون بين البلدين في مجال المخطوطات والرقوق القرآنية وإمكانية الاستفادة من التجربة التركية في هذا المجال.
الثورة ألتقت الخبراء الأتراك وتعرفت من خلالهم عن أهمية ومميزات المخطوطات والرقوق القرآنية التي اطلعوا على نماذج منها في دار المخطوطات ومكتبة الجامع الكبير بصنعاء وكذا في زبيد.
■ بداية يقول رئىس الوفد الدكتور محمد سريا آر نائب رئىس وكالة تيكا في تركيا أن اليمن بالنسبة لتركيا هامة جداٍ وتسعى تركيا إلى تطوير علاقاتها مع هذا البلد وعلى. مختلف الأصعدة ولعل رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب اردوغان يولي البلد اهتماما خاصة بكل ما دعت إلى الحضارة الإسلامية بصلة في شتى بقاع العالم الإسلامي وبما أن اليمن بلد مشهور جداٍ بالمخطوطات والرقوق القرآنية فنهاك الكثير من المشاريع التي ترغب تركيا بالتعاون مع اليمن في هذا المجال ومنها مشروع لإنشاء مركز للرقوق القرآنية والمخطوطات في اليمن يتم إعدادوه وتجهيزه بكل ما يحتاج إليه من وسائل حديثة ومتطورة تضمن حفظ هذا الموروث الإسلامي الهام وحمايته من الإندثار وتمويل المشروع سيكون على الجانب التركي عبر وكالة تيكا التركية.
وأضاف: نحن على استعداد لتنفيذ هذا المشروع في حال وافق الجانب اليمني وسنعمل على وضع خبراتنا وإمكانياتنا في هذا المجال أمام الأشقاء اليمنيين الذين يمتلكون كنوزاٍ ضخمة من المخطوطات والرقوق القرآنية ووكالة تيكا إذاٍ وعدت فإنها تقوم بتنفيذ وعودها وهذه الزيارة من أجل معرفة الأفكار والمقترحات الموجودة لدى الجانب اليمني لبلورتها والاتفاق على صيغة نهائية للتعاون في هذا المجال..
مدير دار المخطوطات بمحافظة كونيا التركية السيد بكر شاهين يقول : هناك أشياء مستعجلة ينبغي القيام بها قبل كل شيء وهي توفير البيئة والمناخ الملائم لحفظ هذه المخطوطات والرقوق فطريقة الحفظ التي لاحظناها سيئة جداٍ وغير مكناسبة وبالتالي ينبغي سرعة التحرك خاصة أن الرقوق التي رأيناها وجدناها لا زالت سليمة وخالية من الأمراض وذلك نقل هذه الرقوق إلى خزانات حديدية يمكن أن يعرضها للتلف وحقيقة وما وجدناه من رقوق ومخطوطات في اليمن شيء غير متوقع سواء من حيث العدد أو العمر التاريخي ثراء على عادي نحن نفكر بعمل متحف المخطوطات القرآنية في كونيا ولكن أنا أرى أن هذا المتحف ينبغي أن يقام في اليمن وإذا ما تأسس هذا المتحف سوف يحظى بزيارات المسلمين من كل بقاع العالم..
وأكد أن الرقوق في اليمن هامة جداٍ يمكن أن تثير تساؤلات وتعطي إجابات جديدة للسياحة العلمية قد تزعج الغربيين والمستشرقين منهم تحديداٍ إذا ما تم دراستها.
مشيراٍ إلى أن المخطوطات والرقوق اليمنية أقدم بكثير من المخطوطات و الرقوق الموجودة في تركيا وتحدث أيضاٍ الدكتور حسين يلماز الخبير في مجال المخطوطات عن أهمية الرقوق القرآنية التي اكتشفت في اليمن وقدمها التي تعود إلى القرون الثلاثة الأولى وهي إرث يمني إسلامي عظيم مؤكدا أنها ثروة إسلامية عظيمة جداٍ وينبغي الحفاظ عليها وتأمين الأمكان التي توجد فيها.
وقال: علينا مسؤلية كبيرة للحفاظ على هذه الرقوق ومصادرها التاريخية فقبل أربعين عاماٍ تم اكتشاف هذه الرقوق ومرت السنوات دون أن توجد دراسات إكاديمية لهذه الرقوق ويجب أن يتم ترميم ومعالجة هذه الرقوق وتحويلها إلى بيئة الكترونية وبعدها يتم تأسيس مركزاٍ للرقوق الإسلامية في اليمن سوف يكون الفريد من نوعه على مستوى العالم العالم الإسلامي نظراٍ للإرث الكبير الذي تملكه اليمن في هذا المجال كذلك نسعى إلى إنشاء مركز للرقوق القرآنية في اسطنبول تجمع فيه نسخ من رقوق قرآنية من مختلفة البلدان الإسلامية والأصول تظل في بلدانها الأصلية وهذا هدف نسعى إلى تحقيقه بالتعاون مع كافة الدول الإسلامية الشقيقة.
من جانبه يقول الخبير في المخطوطات الإسلامية والرقوق القرآنية السيد خيرالدين: اليمن بلد عريق وذو حضارة عظيمة جداٍ وهذا شيء معروف عنه ولذلك لا غرابة أن تمتلك مثل هذه الثروات من المخطوطات والرقوق القرآنية صحيح هناك دول جاءت إلى اليمن وحكمت مثل الأتراك ولكن يظل هذا الإرث خاصاٍ باليميين وهو إرث متميز جداٍ وذو قيمة تاريخية أصيلة قد تكون أوضاع المخطوطات والرقوق القرآنية في اليمن ليست بالمستوى الذي يليق بما تملكه اليمن من ثراء إلا أننا على استعداد لتقديم كل المساعدة والدعم في هذا المجال إذا وافق اخواننا في اليمن على ذلك…
تصوير فؤاد الحرازي