لنحتفل ولكن!
محمد السقاف
أقول إنه من حق أي فصيل وطني أثبت مواقفه الرافضة للعدوان أن ينظم فعالياته وكرنفالاته الشعبية وأن يحشد ويحتفل ويمارس بقية طقوسه السياسية فوق أرض الوطن بحرية واستقلال وأن ينعم بالمزايا التي توفرها دولة الشراكة والعدالة والمساواة .. من حقه أن يفعل ما يريد بعد التنسيق مع إدارة البلد الممثلة بالمجلس السياسي الأعلى ..
من حقه ذلك بكل جزم وتأكيد لكنه ليس من حق أحد أياً كان انتماؤه أو في أي مربع كان رفض قراره أو معارضته واستهجان رغبته وإنما يجب على الجميع دعمه والالتفاف حوله وتذليل كافة الصعوبات التي تعترضه حتى يدشن احتفاله بالصورة التي تشرفه والتي تليق بمواقفه الوطنية الشريفة ..
وفي المقابل ينبغي عليه هو أن يحييها بروح الوطنية والنزاهة والإخاء و ألا يستغلها مثلا بقصد المناكفة والتحريض على أي من الفصائل الأخرى سواء بقصد التشويه أو الإساءة خصوصا ونحن نمر في هذه المرحلة الحرجة والمنعرج الخطير في تاريخ الجمهورية اليمنية ..
إذ أن الحال لا تحتمل مزيدا من المشاحنة والضغائن والبغضاء في الصدور فكما ترون فإن الوضع لا يبشر باقتراب موعد انتخابات سياسية مثلا أو ما شابه .. وكما تشاهدون مازال العدو يتربص بالجميع في الداخل من كل الجهات ومازال خيرة الرجال من أبنائنا يعودون كل يوم من الجبهات محمولين على الأكتاف ثم أنه على أي حال مازالت الأزمات تتلاحق على رؤوسنا وما زال الوضع الاقتصادي كارثيا ولا يسر أحدا على الإطلاق ..
ولا بد لكل الأطراف الوطنية أن تحسم الأمر وتتصرف بعقلانية أكثر ليس لأن الخطر يحدق بالجميع وسيعم الجميع بل لأنه في مصلحة الجميع طالما أنه لا يوجد شيء الآن يمكن تقاسمه أو الصراع عليه.. لنسيطر على أعصابنا قليلا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا لنتماسك الآن أو على الأقل حتى يأتي اليوم الذي نتأكد فيه بلا ريب أن أصوات الطائرات التي نسمعها كل يوم تدوي في الأجواء قد ذهبت ولكن لن تعود.