سأكسر صمتك يا قلم
رجاء الكحلاني
في ظل المجريات الأخيرة من تلاعب في كل شيء ودمار ونزوح وتهديم وتشريد وتجويع لكل ما بنيناه خلال السنوات الماضية قام بافتعاله على أيادي ملوك وحكام دول مجاورة لا تعرف سوى العبث والطيش ولا تمتلك أي مقومات للملوك أو المشائخ العرب الأصيلة وما هي إلا أدوات أرادوا من خلالها تدمير كل شيء حتى السنة النبوية واختلقوا الفرق والأحاديث الكاذبة ليلعبوا لعبتهم تحت غطاء الشرعية .
ما أريد أن أقوله :
كيف وصل بنا الحال إلى هذا المستوى ? ولماذا نحن بالذات وفي هذه الفترة الزمنية القياسية?
فقد عادت بي الذاكرة إلى ما كان يعرف بالتعاون العربي الذي ضم اكبر دول عربية التي بدأناها بالعراق وأحداث العراق وتدمير العراق إلى أن وصل الحال لبيع نساء العراق في سوق النخاسة !!!
ودارت الأحداث إلى أن وصلوا في الخريف العربي ودمروا ما تبقى من هذا المجلس التعاوني في مصر وليبيا وسوريا والآن نحن في اليمن نمثل لهم العمود الرابع إذا سقط سوف تسقط كل الأعمدة الفرعية للكرامة العربية !
العراق كان يمتلك أيادي عاملة ومواد خام وقوة ضاربة وعقولاً مفكرة.
ليبيا كان يمتلك الأموال والبترول وتفكيراً انتعش بلاده اقتصاديا لدرجة انهم وصلوا الى عمل النهر الصناعي لكي يشرب منه الليبيون.
ودمروا سوريا التي كانت تصدر للعالم من مهاراتها المحلية والحرفية والفنية والإعلامية والإبداعية وأصحاب العقول النيرة التي ترتقي بها تلك الدول .
مصر هذه الدولة العملاقة من حيث العقول المفكرة والجيش والأيادي العاملة وثورة الصناعة فيها، اما الأردن فقد كان الوالي المنتظر يقبع على أيادي المربيات الأجنبيات في البلاط البريطاني فلم يتعبوا في تربيته فقد قدم الولاء والطاعة واخلص النية ليعتدي ويدمر أبناء عمومته في كل البلدان العربية.
اليمن دولة لا يستهان بها فكل منافذها تشكل الرعب لكل أصحاب المصالح ورؤوس الأموال الدولية في كل الوطن العربي وشعب يتعايش ويتكيف مع كل الظروف لا تهان عليه كرامته وجيش لا يقبل الانهزام وعقول مفكرة ممكن تصنع المعجزات إذا أراد لها .
فكل ما ذكرته سابقا هو السبب الحقيقي في تدميرنا فمن يصنع الأسلحة ويصدرها إلى الوطن العربي هو نفسه من يدافع عن حاخامات القداس أصحاب رؤوس الأموال العالمية والتجارات المفتوحة ويرتدون عدة أقنعة وتحت مسميات وشعارات براقة.مرة باسم السلام الدولي ومرة باسم منظمة الغذاء العالمي وتارة أخرى باسم حقوق الإنسان الذي اضاعوا من خلاله الإنسان العربي .
وكل هذا من اجل ضياع ملف القضية الفلسطينية الذي ظلوا لسنوات عديدة يبحثون عن حل لتلك القضية واصبحت قضية القدس المحتلة تبحث لها عن أدراج أخرى في مكاتب أصحاب الامة العربية .
واليوم تم إغلاق المسجد الأقصى في وجوه كل العرب المتأسلمة ليعبث بها اليهود المتاصلة وكل العرب المتأسلمة تطالع على شعبها وهو يضرب ببندقية صناعتها إسرائيلية وكما تضرب بها بقية الدول العربية.
وهنا عرفت أنها ماتت القضية وقبرت بعدها كل القضايا العربية .