العدو واحد والقضية والأهداف واحدة
زيد البعوة
كل نصر وإنجاز عسكري أو امني أو إعلامي ضد دول العدوان والاستكبار وعلى رأسها أمريكا والسعودية وداعش في أي بقعة من هذا العالم هو نصر للمسلمين جميعاً وخاصة الذين لهم مواقف مناهضة للمشروع الاستعماري الصهيوامريكي في المنطقة وكل هزيمة للمعتدين في اليمن أو العراق أو سوريا أو غيرها تمثل حافزاً ودافعاً للمستضعفين على الاستمرار في الجهاد والدفاع عن أنفسهم وعن دينهم ومعتقداتهم وأوطانهم، ومثلما انتصر الشعب العراقي في الموصل والشعب السوري في حلب سينتصر الشعب اليمني في كل المحافظات لأن هناك إرادة وعزيمة وصموداً وصبراً واستمراراً في الجهاد..
غبي ولا يعرف ما حوله من لا يستطيع الربط بين ما يجري في قطر والعراق تحديداً الموصل وسوريا وبين العدوان على اليمن صحيح أن داعش سيطرت على الموصل في عام 2014م قبل سنة من العدوان وصحيح أن الأحداث في سوريا منذ حوالي خمس سنوات، قبل ثلاث سنوات من العدوان وصحيح أن الأزمة مع قطر حدث جديد بعد عامين من العدوان لكن كل هذه الأحداث لها ارتباط وثيق من عدة اتجاهات أهمها أن العدو واحد أمريكا ودول الخليج وإسرائيل وداعش والمستهدف طرف واحد في العراق وسوريا واليمن أما قطر فقضيتها لوحدها إلا أن الأحداث مرتبطة ببعضها فنحن نعلم أن داعش التي كانت تستوطن الموصل تحظى بدعم أمريكي وسعودي وتركي وكذلك الحرب على سوريا حرب أمريكية سعودية إماراتية قطرية إسرائيلية تركية وكذلك العدوان على اليمن وكل هذا يهدف إلى قمع واستئصال إن استطاعوا كل الأحرار والشرفاء والمؤمنين والثوار ومن يتمتعون بقيم الحرية والاستقلال ويحملون في صدورهم عداوة حقيقية لأمريكا وإسرائيل ..
المعركة واحدة وان اختلف الزمان والمكان وان كانت في العراق أو في سوريا أو في اليمن والعدو واحد والأهداف واحدة في سوريا يسعى العدو الصهيوني والأمريكي والسعودي إلى استئصال نظام الأسد الممانع والمقاوم الذي يدعم المقاومة في فلسطين ولبنان والذي لا يخضع لهيمنة وسياسة أمريكا والذي يمثل خطراً على الكيان الصهيوني والذي له تحالف وعلاقة قوية مع إيران لأهداف إيمانية وسياسية وعسكرية تصب في مصلحة قضايا المسلمين فكان لابد من العدوان على سوريا بطريقة مدروسة وهي إنهاكها من الداخل من خلال داعش التي صنعتها أمريكا ومولتها السعودية واستطاعت أن تفتك بسوريا وان تنهكها عسكرياً واقتصاديا وان تسيطر على مساحة جغرافية كبيرة في سوريا ولكن مع مرور الأيام وتكشف الحقائق حصلت صحوة شعبية في المجتمع العربي وبدأ الكثير يتفاعلون مع سوريا ضد داعش وضد من يمولها ويدعمها، فالشعب اليمني خرج في مظاهرات كبيرة تساند الشعب السوري وقيادته وحزب الله أرسل مجاميع عسكرية للدفاع عن سوريا وإيران أرسلت خبراء وأسلحة وأموالاً وفي الأخير شاركت عسكريا في سوريا والمهم هنا أن الشعب اليمني الذي يكره داعش ويصرخ في وجه أمريكا وإسرائيل ويؤيد محور المقاومة والممانعة كان ولا يزال يمثل خطراً على دول الاستكبار فقرروا العدوان عليه لكي تغرق المنطقة في صراعات حتى لا يستطيع هذا أن ينصر ذاك ويغرق الجميع في الدفاع عن أنفسهم والمستفيد إسرائيل وأمريكا..
كذلك العراق لنفس الأهداف ولنفس المقاصد تم إرسال البغدادي ليعلن فيها ما يسمى بدولة الخلافة ويستوطن الموصل والفلوجة وبعض مناطق العراق باسم الإسلام ويقتل المسلمين ويمزقهم كل ممزق وينسى الصهاينة الذين يدنسون الأقصى ويسومون أهل فلسطين سوء العذاب وكل هذا خصوصاً في العراق وسوريا بهدف تهيئة الساحة للانقضاض فيما بعد على حزب الله وحينها يمكن لليهود أن يعيشوا بسلام ويبنوا دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات إلا أن الإسلام وثقافة الجهاد والاستشهاد التي تسيطر على مشاعر وتصرفات وأعمال الكثير من المؤمنين في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية لن تجعل اليهود والنصارى يصلوا إلى أهدافهم مهما استمر الصراع وطال الزمان، فالله وعد المؤمنين بالتمكين في الأرض ووعده لا يتخلف.