بعد نزيفه العسكري بن زايد يمزق اليمن بمجلس انتقالي يطيح الفار هادي وذرائع العدوان السعودي

> ولادة ميتة لكيان انفصالي ينتهي بأعلام فوق معاشيق وبيانات تكشف الفضائح السياسية للمليشيا

> ناطق انصار الله: ما يحدث في الجنوب تهديد لوحدة اليمن  ويندرج ضمن مخطط استعماري

“الثورة” /
غداة أيام من النزيف في جبهات الساحل تكبدتها كتائب بن زايد هزائم ومرارات وخسائر فادحة، عاد شبح العدوان الاماراتي إلى المسرح السياسي في محافظة عدن بمشروع انفصالي تصدره محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي الذي أعلن أمس عن تشكيل مجلس انتقالي اعلى لإدارة المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا برئاسته ونائبه الوزير السلفي المقال قائد المليشيا العميلة هاني بن بريك، وسط ردود فعل راوحت بين التأييد والمعارضة وإعلان البراءة من هذه الخطوة التي أجمعت دوائر سياسية متعددة أنها نفذت بدعم مباشر من الحاكم الانقلابي في الامارات محمد بن زايد في اطار حربه غير المعلنة مع غريمه في تحالف العدوان السعودي محمد بن سلمان.
وواجهت الخطوة الاماراتية بفضائح من يومها الأول في مواقف علنية اعلنها قادة بعض فصائل الحراك الجنوبي الذين أكدوا عدم علمهم بهذه الخطوة التي أعلنت في هيئة قرار انعدمت فيه الارضية الدستورية والقانونية سوى في تأييد اماراتي علني ومواقف سعودية متأرجحة وسط مظاهر سخط اكتنفت القوى السياسية اليمنية حيال خطوة الانفصال التي دشنها المحتل الاماراتي فيما كان اليمنيون يستعدون للاحتفال بذكرى العيد الوطني للوحدة اليمنية 22 مايو.
وغداة اعلان عيدروس الزبيدي البيان الذي نقلته ببث مباشر وسائل الاعلام التابعة للحراك الجنوبي ووسائل إعلام إماراتية تشكل المجلس الذي شمل بعضويته 22 شخصية من السياسيين والمشائخ وأكثر محافظي المحافظات الجنوبية اعلن عدد من الاعضاء الذين وردت اسماؤهم عدم علمهم بالقرار وفي المقدمة محافظ حضرموت المعين من الفار هادي اللواء ركن أحمد سعيد بن بريك الذي أكد عدم علمه بالقرار مؤكدا دعمه لما سماه شرعية الفار المحكوم بالاعدام عبد ربه هادي وبناء دولة يمنية اتحادية قبل أن يعود بيان أصدره ليل أمس مذيلا بتوقيعه بوصفه عضوا في المجلس الانتقالي الجنوبي الأعلى مؤكدا دعمه للمجلس شرط استيعاب الفار هادي مطالبا باقليمين شمالي وجنوبي ووقف فوري للحرب ومفاوضات مباشرة من نهم “على الأرض”.
كما أكد محافظ شبوة المعين من الفار هادي أحمد لملس عدم صلته بما سمي المجلس الانتقالي مستغربا حشر اسمه ضمن قوام اعضاء المجلس دون علمه مؤكدا أن هذا الاجراء سيعمل على تقويض الشرعية المزعومة.
وابدى وزير النقل في حكومة الفار هادي مراد الحالمي الذي ورد اسمه ضمن قوام المجلس الانتقالي الانفصالي استغرابه من ورود اسمه في قوام المجلس واكد رفضه لهذا الكيان الذي قال أنه يسعى لشق الصف.
واختار الفار هادي الصمت حيال هذه التداعيات، وسط اتهامات عبر عنها مقربون منه اتهمت السلطات  الاماراتية بالسعي لتمزيق اليمن والهيمنة على الجنوب وخيراته.
وأعلن نائب الرئيس اليمني السابق الذي يقود الفصائل المتشددة من قوى الحراك الجنوبي علي سالم البيض تأييده لهذه الخطوة فيما قال نائب رئيس شرطة دبي الاماراتي من  اصول بنغالية ضاحي خلفان إن من يقف ضد ارادة الجنوب سيجد نفسه في الشمال في اشارة إلى الفار هادي وحكومته العميلة” كما هاجم الفار هادي بالقول إنه ” يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن” مطالبا بتغييره.
وتأرجحت ردود الفعل السعودية حيال هذه الخطوة بمواقف غير رسمية عبرت عنها بعض الاطراف القريبة من مراكز القرار، وسط حال ا رتباك كبيرة لدى الطرف السعودي في العدوان والذي تلقى ضربة قوية بهذه الخطوة من غريمه الاماراتي خصوصا وأن أكثر التقديرات تشير إلى أن هذه الخطوة اضعفت إلى حد كبير من مزاعم الشرعية التي تذرع بها النظام السعودي في حربه العدوانية على اليمن ناهيك عن تأثيرها السلبي على القرار الأممي 2216 والذي صار في حكم المنعدم من الناحية القانونية.
أول موقف لجماعة انصار الله
في غضون ذلك قال الناطق الرسمي لجماعة انصار الله ” محمد عبد السلام إن ” ما يحدث في الجنوب من حديث عن مجلس هنا أو هناك إنما هو تجلٍ لأهداف الاحتلال الأمريكي الموكول أمر تنفيذه إلى الإمارات لإقامة مشاريع صغيرة ، وهو ما يعد قفزا على التاريخ والحضارة، معتقدة أن الجنوب ساحة خصبة لبناء نفوذ وقوة استعمارية، وهذا وهْمٌ سينقشع غباره عما قريب”.
وقال عبدالسلام في تغريدة نشرها بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: إن اليمن شعبا وتاريخا طاردٌ لكل قوى الاستعمار في الجنوب وفي الشمال على السواء، ولتعلم تلك القوى الطامعة أن “بيع الوهم” بات – في هذه المرحلة التاريخية – بضاعة كاسدة.
وكما هي أقل من ثلاث سنوات كانت كافيةً لتلاشي ما زعم “بالشرعية”، ليظهر جليا ما كان يخفى تحتها من أهداف على شاكلة مشاريع استعمارية -فلن يطول الزمن كثيرا حتى تسقط، وتذهب -مذهبَ ما سبقها في زمن الاحتلالين البريطاني والعثماني- أدراجَ الرياح.
وحذر الناطق الرسمي لجماعة انصار الله ” مما يحدث في الجنوب باعتباره تهديدا لوحدة أراضي الجمهورية اليمنية ويندرج ضمن مخطط استعماري في انقلاب ينفذه المتشدقون بما يسمى “بالشرعية الدولية” المتمثلة في “مجلس الأمن” المتضمنة جميعها “الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية اليمنية”، وهذا إثباتٌ آخر تقدمه أمريكا والإمارات وكل قوى العدوان أنها هي الانقلابية، وهي المتمردة على شرعية الشعوب، وشرعية أصحاب الأرض وأصحاب الحق.
ونؤكد أن الشعب اليمني سيبقى شعبا واحدا موحدا وله كامل الحق في التصدي لقوى الاحتلال والاستعمار بكل الوسائل الممكنة”.

قد يعجبك ايضا