إليكِ يا توأم صنعاء
زينب عبدالوهاب الشهاري
لطالما هفا الفؤاد لصوت أمواج بحرك.. وسماع الطيور تغني عند ضفافه…اشتاقت عيناي لرؤية بحرك يحتضن الشمس فتسطع آيات الجمال للناظرين…لطالما اشتاق صدري لعبير نسائم سواحلك الندية… واشتاقت يداي لعناق حبات ثرى سواحلكِ الذهبية الناعمة…
ما لي أرى الحزن يطوق سماءك ويكسو الحزن ملامح وجهك…و كأني أسمع آهات الألم وغصات الوجع وصوت أنينك المكتوم يدمي قلبي… وأرى يديك المرتعشة تشكو إلي وتنادي بالخلاص… أغراب نهشوا جسدكِ وأوسعوكِ طعناً وأهلكِ من حددوا سكاكينهم وقربوكِ نحو مذبحهم وأطبقوا على شفاهكِ الشاهقة بالوجع…..
معشوقتي عدن… جرحك الغائر فينا يؤلمنا وآهاتكِ الحرى تكوينا… لا لن نتركك…لن ننساك… وسنعيدكِ… سنطبب جراحكِ… وسنثأر ممن آلمكِ وبأيدينا ننقش خلاصك ونحرركِ من آلامكِ.. وذاك الغريب فيك سيطرد بلا رجعه… ستعودين إلى أحضانِ عشاقك الأوفياء وستزول الظلمة من عيون أهلكِ حتماً وسيهبون لنجدتك سينظفون العفن الطافح ويكنسون الأوساخ المتراكمة وستعودين وردة تزين القلوب وتعطر المهج وستبقين الملكة المتربعة على عرش القلوب المتوجة بالسحر…المشعة بالجمال… وستظلين أنتِ تلك الحرة التي لا ترضخ لجدران سجن ولا تركع لسياط سجان.. ستحطمين الأصفاد وسيسمع الكون صرخات فرح التحرر وسيرقص الكون مبتهجاً في عرس الانتصار …القريب… القريب…