لماذا هذه الثقافة المدمرة ؟!!

أحمد يحيى الديلمي

لا شك أن الجريمة المنظمة التي تتخفى خلف العهر السياسي بدأت تتسع ويتقبلها الناس بإسلوب مخالف تماماً لشرعية الوجود في هذا الحياة ، الجميع كلهم صامتون يترقبون ما سيحدث ، أو يبادر البعض إلى اتخاذ مواقف  هزيلة لا تليق بمجريات ما يحدث وقد تكون مدفوعة الأجر مسبقاً ، كيف تقبلنا مثل هذه الثقافة الظالمة ؟ ولماذا أصبحت شيئاً مألوفاً عند الناس جميعاً ؟ على مستوى الأسر أو على مستوى الدول الكل صامتون .
ثقافة مساعدة الجاني على الإفلات من العقاب باتت فعلاً محموداً عند البعض ، طالما أنه سيستفيد ، ووجوه الضحايا بائسة محملة بتساؤلات  تبحث عن إجابة  لماذا العالم محاصر بمثل هذه الأفكار والمظاهر و الثقافات البائسة ؟ كلها نزوات جعلته يعيش حروباً مدمرة ونزغات شيطانية هدفها الإبادة لكل كائن حي في هذا الوجود .
تحت ركام المنازل المحطمة تموت الأفكار الجميلة ، وتُدمر الحواس الفاعلة ، والأعمال الإجرامية تحلق في السماء كأنها وصلت إلى مُبتغاها في ظل تفشي العصبية ووجود أفكار ضالة تشر عن للعنف والقتل والدمار ، بدأنا بشماعة الإرهاب التي تحولت إلى ظاهرة ووسيلة تمكن أصحاب النفوذ والقوة بشقيها المالي والعسكري من انتهاك حرمات الآخرين ، دون أن يرف لمن يشاهدون الموقف جفن ولا يتحرك لهم ضمير وكأن الأمر عادي ، وهكذا اتسعت المظالم كلها تمارس باسم الجماعات الإرهابية التي لا تستثني شيئاً في الحياة حتى دور العبادة بتوجيه وإرشاد ورعاية من دول كبرى ، ونعني بكبرى هنا ليست دائمة العضوية في مجلس الأمن فقط لكن أيضاً التي تملك الإيديولوجيا والمال فهي التي رعت مثل هذه الجماعات وحددت سيرها ، وعندما لم تصل إلى المبتغى النهائي لها جاءت لتمارس الفحش بنفسها وتعتدي على الشعوب المستقلة ذات السيادة ، تنتهك كل شيء فيها ، والعالم كله يتفرج ، طالما أنها في النهاية ستوزع العطايا والهبات على أي شكل من الأشكال لهذه الدولة أو تلك .
أمام هذه الوقائع والشواهد تتضح الحقائق الكلية لمسار الإجرام في هذه الحياة وغياب العدالة تماماً ، الكل يتصرف بملء إراداته طالما أنه قادر على الدفع والمساكين يُسحقون وتُدمر آمالهم وأحلامهم تحت وقع غطرسة وغرور من يملكون ، إنها فعلاً مآس لا يمكن السكوت عليها ، والمشكلة أن ما يسمى بالأمم المتحدة هي الأخرى التي يعول عليها فعل شيء في هذا الجانب التزمت الصمت ، وكما أشار الرئيس صالح علي الصماد في خطبة الجمعة في الجامع الكبير بصنعاء: لم يثبت إطلاقاً أن للأمم المتحدة موقفاً مشرفاً تجاه اليمن وتجاه أي دولة من الدول  فلسطين ، العراق ، سوريا ، ليبيا ، أفغانستان ، المعتدون يتصرفون كيفما شاءوا طالما أنهم يتملكون القوة والمال والأمم المتحدة تتفرج ، بدعوى الخوف على انقطاع التمويل المادي ، كما حدث مع السعودية التي بادر أمين عام المنظمة السابق إلى سحب اسمها من قائمة العار تحت هذا المبرر ، مع أنه لم يتم إدراج اسمها إلا بعد وجود القرائن والأدلة الساطعة التي صدرت عن منظمات وهيئات تابعة لنفس المنظمة أكدت أنها تستحق إدراج اسمها في هذا القائمة ، إلا أن المحاباة والظلم الجائر جعلا بان كي مون يذرف دموع التماسيح ويبرر أسباب شطبه إسم هذه الدولة المارقة من قائمة العار ، وكما يقول المثل السائد “إذا غريمك القاضي من تشارع ” لماذا أصبحنا نسلم بمثل هذه الثقافة ونرضخ لمضمونها القاتل .. أليست معضلة كبرى وانحدار في الأخلاق والقيم والمبادئ ؟! فنحن في اليمن نواجه دول العالم قاطبة إلا من رحم الله ، فالجميع يقبضون والجميع يتآمرون ومن لم يقدم السلاح أيد بالكلمة ، والأكثر حياءً التزم الصمت ، ماذا نقول أمام مثل هذه الوقائع ؟ وكيف نتصرف ؟ ليس أمامنا إلا الرجوع  إلى الله سبحانه وتعالى ، ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون .. ومن الله نستمد النصر والهداية والتوفيق ..

قد يعجبك ايضا