“الثورة ” /
كارثة جديدة حلت على أحياء مدينة تعز الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام السعودي، بعد اقتحام مسلحين من كتائب تنظيمات ” القاعدة ، داعش ، حماة العقيدة ، كتائب حسم ، تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” مركز مكافحة مرض السل واستيلائهم على حاضنات الجراثيم المجمعة التي قال اختصاصيو المركز أن عددها بالمئات وتحوي المليارات من جراثيم السل القاتلة المقاومة للأدوية والتي تعد ثاني أخطر مرض قاتل بعد مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، في أسوأ كارثة بيئية قد تواجه سكان احياء مدينة تعز وريفها في المستقبل المنظور.
وحصلت “الثورة ” على نص رسالة رسمية موجهة من إدارة مستشفى الدرن المتخصص بمكافحة مرض السل بمحافظة تعز مؤرخة بـتاريخ 19 / ابريل/ 2017م وموجهة إلى محافظ تعز المعين من الفار عبد ربه هادي ومكتب وزارة الصحة بالمحافظة وقيادة محور تعز ، أكدت اقتحام مرتزقة العدوان السعودي من المليشيا الإرهابية لمركز الدرن لمكافحة السل وكسر أبواب ونوافذ الغرف الخاصة بالمزارع الجرثومية من قبل مسلحين اتخذوا المركز ثكنة عسكرية.
وجاء في رسالة ممهورة بتوقيع رئيس مركز الدرن أن مسلحين ممن يسمون بـ “المقاومة ” بمدينة تعز “اقتحموا الغرف الخاصة بالمزارع الجرثومية في مركز الدرن بعد أن كانت إدارة المركز قد اغلقتها بتلحيم ابوابها ونوافذها تحسبا لئلا يطال العبث المزارع التي هي عبارة عن مزارع جرثومية لمرض السل والتي اغلبها مقاومة للأدوية وعددها بالمئات وتحتوي على مليارات من جراثيم السل القاتلة اغلبها لجراثيم مقاومة للأدوية”.
وطبقا للرسالة فقد كانت هذه الجراثيم “معدة لعمل دراسات وأبحاث لمعرفة مدى مقاومتها للأدوية والبعض الآخر تم التأكد من مقاومتها للأدوية وكانت معدة لإرسالها إلى المختبر المرجعي في صنعاء ومنه إلى مختبرات السل الإقليمية في القاهرة وذلك قبل أن يتم تحويل المركز إلى ثكنة عسكرية” في إشارة إلى احتلال المركز الطبي من قبل مسلحي المرتزقة المسيطرين على أحياء المدينة.
وأشارت الرسالة إلى أن ” إدارة المركز ابلغت أفراد المقاومة هناك بواسطة لجنة طبية مكونة من د. عبدالله الفياضي وآخرين وتم تنبيه أفراد المقاومة بخطورة الاقتراب من هذه الغرف وعندها قام الأخ سعيد عشال بتلحيم الأبواب وعمل شبك (سياج حديدي ) للنوافذ حتى تكون في مأمن من الأيدي العابثة لكن ذلك لم يدم طويلا”
وقبل يوم الـ( 17 / ابريل / 2017م) تم ابلاغنا أنه قد تم تكسير اللحام واخذ حاضنات المزارع وقد ذهبنا إلى المركز فتأكدنا من اختفاء حاضنات المزارع الجرثومية مع المزارع التي كانت بداخلها وقد وجدنا قائد اللواء 170 متواجدا هناك وابلغناه باختفاء الحضانات وما بداخلها وهذا يعتبر كارثة بيئية بكل المقاييس ستدفع مدينة تعز ثمن هذا التصرف الهمجي على المدى القريب والبعيد إذا لم تشكل لجنة متخصصة على وجه السرعة لاحتواء انتشار التلوث الجرثومي ومعرفة أين تم إخفاء المزارع الجرثومية وتقويم المكان قبل انتشار الجراثيم بواسطة الرياح إلى كل أرجاء المدينة والريف على حد سواء وذلك على وجه السرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
لذا فقد تم الرفع إليكم لكي تقومون بواجبكم حيال هذه المشكلة وإحالة المتسببين بها إلى الجهات المختصة وإنقاذ المدينة من خطر الكارثة وبراءة للذمة اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
ولكم جزيل الشكر .
وأبدى اختصاصيون مخاوف كبيرة من جراء تسرب هذا الوباء البيولوجي إلى أيدي مسلحي التنظيمات الإرهابية المدعومين من السعودية والإمارات ولا سيما بعد محاولات محمومة شرعت فيها مراكز قوى نافذة من حزب الإصلاح والناصريين المتحالفين مع مليشيا الفار هادي، لإخفاء معالم الجريمة وانكارها خلال الأيام الماضية قبل أن يسرب متطوعون الرسالة الرسمية التي أكدت وقوع الجريمة من دون أن تحدد الأطراف المسؤولة عن الجريمة ربما بداعي الخوف من الانتقام.
وتساءل مراقبون عما إذا كانت لدى التنظيمات الإرهابية نيات لاستخدام أسلحة جرثومية من تلك المندرجة ضمن الأسلحة البيولوجية وتنفيذ هجمات إرهابية على المناطق السكنية كما حصل في مرات عدة في سوريا في جرائم الحرب التي راح ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء.
ويشير هؤلاء إلى أن تسلل العشرات من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش ” وبينهم إرهابيون فارون من سوريا وصلوا إلى محافظة عدن برحلات جوية تركية وقطرية، إلى محافظة تعز أشاع مخاوف كبيرة من وجود مخططات من هذا النوع في إطار المساعي المحمومة لدى العدوان السعودي الإماراتي لتسجيل انتصارات ميدانية في الجبهات.
وواجهت المحاولات المحمومة من قبل قيادات في حزب الإصلاح والناصر بتعز، لإخفاء معالم جريمة السطو على الحاضنات الجرثومية للسل، انتقادات واسعة من قبل ناشطين لكل من مدير مكتب الصحة ونائبه والدكتورة أبلان خصوصا بعد إصدارهم بيانات ومنشورات تنفي وجود خطر بيئي وأنه قد تم احتواء الأمر عبر لجنة خاصة، متهمين أعضاء اللجنة بمحاولة طمس معالم الجريمة.
وطبقا لهؤلاء فقد شكلت لجنة من قبل السلطة المحلية التابعة لحكومة الفار عبدربه هادي قالت إنها نزلت إلى المستشفى للوقوف على الجريمة، ووجدت انابيب مكسرة خاصة بالبكتيريا وقامت بإتلافها بمادة الفرمالين، فيما اعتبره اختصاصيون إجراء خاطئاً سعى لإخفاء معالم الجريمة.
واعتبر هؤلاء إجراء اللجنة بإتلاف الأنابيب التي وجدت مكسورة دون تحقيق أو مطابقة بأنه كشف أن الهدف من تشكيل اللجنة والنزول الميداني هو إتلاف أدلة كان يمكن الاستدلال بها للوقوف على الجريمة وكشف خيوطها.
وطالبوا ناشطون واختصاصيون طبيون منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية التدخل لوقف وقوع كارثة بيولوجية في مدينة تعز معبرين عن خشيتهم من مخطط بارتكاب عمل إرهابي جرثومي يجري الاعداد له بمحافظة تعز.
وفي حين لم يكشف حتى اليوم عن هوية المقتحمين لغرف المزارع الجرثومية فقد أكدت مصادر متعددة جرى التواصل معها بالهاتف أن العديد من المقتحمين على صلة ببعض التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على أحياء مدينة تعز منذ نحو عام ونصف، مشيرين إلى ضغوط كبيرة حالت دون إجراء الأجهزة الأمنية تحقيقا بشأن الجريمة أو ملاحقة مرتكبيها، محذرين في الوقت ذاته من امكان استخدام المزارع الجرثومية أسلحة بيولوجية من قبل التنظيمات الإرهابية أو على أقل تقدير استخدامها من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي لإثارة حملات ضغط دولية عن طريق الايعاز لكتائبها الإرهابية المسيطرة على أحياء المدينة لتكرار النموذج السوري في قصف الأحياء السكنية بأسلحة بيولوجية ما قد يؤدي إلى كارثة بيئية ستعانيها احياء مدينة تعز وريفها لعدة سنوات قادمة.
ويقول اختصاصيون إن هناك حاجة ملحة وبشكل عاجل للقبض على المتورطين الضالعين في اقتحام غرف حاضنات الجراثيم ومعرفة مكانها وحصر الكميات الخارجة من المركز بصورة عاجلة كون تسربها واخفائها واردا خصوصا وأن الحاضنة الواحدة لا يتجاوز حجمها حجم القلم وتحوي مليارات الجراثيم القاتلة.
Prev Post
Next Post