عبدالحفيظ حسن الخزان
عامانِ يا وطني مضى عامانِ
وبنوك تحت غوائل العدوانِ
عامان والعدوان في إمعانه
يزداد في الإجرام والشنآنِ
عامان والأعراب في غلوائها
تزداد بعدا عن بني الإنسانِ
تغري الصهاينة اللئام وترتجي
ألا يكون على الحياة يماني
تغري برابرة الغزاة بمالها
وتمارس الطغيان في البلدانِ
يا دولة حملت بذور فنائها
في أسرة جُبِلت على الطغيانِ
سيدور حكم الله دورة ناقم
بالعدل حكمته وبالميزانِ
ونراكَ يا “سلمان” فوق طلولها
تبدي نعيق الشؤم كالغربانِ
عامان من وجع البلاد تقضّيا
حفلا بأهوال من الحدثانِ
لاملة الإسلام لاح نذيرها
كلا ولا غضبٌ من العربانِ
صَمَتَ الجميع كصمت أصحاب البلى
وتطايروا بالذعر كالجرذانِ
تركوا بني الإيمان رهن حصارهم
أشلاء تحت غوائل الطيرانِ
إسلامهم زيف وزعمٌ مفترى
دين الهوى ونوازع الشيطانِ
ما في الأعاريب اللئام موحدٌ
إلا وفي دمه “أبو سفيان”
وطني تأمركتِ المآذن والرؤى
وتداخلت بمآرب الخسرانِ
وبدا اليهود أئمة وأحبة
أما العدو فإنه الإيراني !!
وبدا “لعشقي” ألف سوق عمالة
وإذا “نتنياهو” من الأخوانِ
وإذا بأقصانا يباع ويشترى
وإذا اليهودي مسلمٌ نصراني
وإذا “سعود” مردخيُّ الانتما
وإذا “بمكة” أصلها عثماني !!
عامان يا وطني وجرحك غائرٌ
والشعب في القتل الذريع يعاني
عامان في ظل الحصار وفتكه
والظلم من عرب وأمريكانِ
لكن أبطال الذِّمَارِ تسربلوا
همم الشهيد الثائر المتفاني
من كلّ أصيدَ لا يشق غباره
في عمر سوسنة من الريحانِ
دخلوا خطوط النار صوب جنانهم
يبغون وعد الخالق المنّانِ
واستلهموا في الله رضوان الهدى
من بعدما ضربوا بكلّ بنانِ
هم صفوة البشر الكرام وسادةٌ
لبوا نداء الله دون توانِ
واستوعبوا هدي الرسول “محمد”
والآلِ من نهلوا من القرآنِ
يا أيها الشهداء إنّا بعدكم
نخشى الحياة بذلةٍ وهوانِ
وعلى طريقتكم قطعنا عهدنا
أن نحمل الرايات في الميدانِ
ما في بني الدنيا مثيل رجالنا
أو أنجبت في غابر الأزمانِ
لن يهنأ الغازون فوق ترابنا
مادامت الأرواح في الأبدانِ.