عامان من الصمود اليمني الأسطوري
صولان صالح الصولاني
لا يمكنني أن اختزل عامين من صمود شعبنا الأسطوري بوجه أبشع عدوان عرفه التاريخ في سطور ومساحة مقال كهذا، لا تكفي حتى لكتابة واستعراض جزء يسير من عناوينه القوية والبارزة.. لكنني سأكتفي هنا بالقول إنه مثلما أراد قادة تحالف العدوان السعو صهيو أمريكي وعلى رأسهم ملوك وأمراء العهر والعنجهية الأعراب – خلاوجة العصر، أن يجعلوا من تاريخ الـ26 من مارس 2015م موعداً لإعلان بدء انطلاق عملياتهم العسكرية “العاصفة” والخاطفة – لغزو واحتلال اليمن أرضاً وإنساناً، وذلك بالرغم من أنه لم يتحقق لهم ما أرادوا على مدى عامين من عدوانهم على اليمن، نتيجة الفشل الذريع والهزائم المتلاحقة التي منيت بها جحافل مرتزقتهم الذين استجلبوهم من شتى بقاع الأرض وجيوشهم الضاربة والقوية عدة وعتاداً التي طاطأت رأسها وعجزت صاغرة عن تحقيق الهدف والمهمة التي وضعوا في حسبانهم أنها لن تستغرق سوى أسبوع إلى أسبوعين فقط..لقد أراد شعبنا اليمني الحر الثائر أن يجعل من تاريخ الـ26 من مارس 2017م موعداً لإعلان بدء انطلاق عملية العد التنازلي لإسقاط عروش الظلم وممالك الطغاة والمستكبرين في جزيرة العرب الذين طغوا في البلاد العربية والإسلامية وأكثروا فيها الفساد، لينالوا جزاءهم جراء ما اقترفوه من مجازر دموية بشعة وجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية بحق الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا اليمني المسلم المسالم، وتخليص الأمة العربية والإسلامية من فسادهم وبطشهم وجبروتهم، وسيكون لشعبنا اليمني ما أراده ويريده بقوة الله وإرادته وبعزيمة وبسالة المجاهدين الأحرار من أبطال جيشنا البواسل ولجانه الشعبية الفتية ورجال القبائل اليمنية الشرفاء، فهناك انهار من دماء اليمنيين الأبرياء “أطفالاً ونساء وشيوخاً” التي سفكت غدراً وظلماً وعدواناً على مدى العامين الماضيين، أصبح غليانها يثور ويثور تدريجياً ليشكل ثورة بركانية ستقذف عما قريب حممها باتجاه عروش الظلم والطغاة والمستكبرين الذين سيعلمون أي منقلب ينقلبون، شاء منهم من شاء وأبى من أبى.
وبالتالي فإنه يحق لشعبنا اليمني المجاهد البطل، اليوم وبعد مرور عامين من صموده الأسطوري بوجه العدوان البربري الغاشم والظالم، أن يخرج خروج الأبطال إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء الشموخ والاباء والكبرياء، منتصب القامة ومرفوع الهامة، شامخاً شموخ الجبال الرواسي، وفي حشد جماهيري مهيب، لإحياء الذكرى الثانية لصموده الأسطوري في مواجهة أبشع عدوان عرفه التاريخ، ويحق له أيضا أن يفاخر بين الأمم والشعوب، فهو من أسقط كل رهانات دول الهيمنة والاستكبار العالمي وافشل مخططاتها وحيلها ومكائدها الخبيثة والرامية إلى احتلال أراضيه ومصادرة حريته ونهب ثرواته وانتهاك حرماته وسلب إرادته، واستهدافه في دينه ووحدته، كما أن لشعبنا اليمني الثائر البطل كذلك الحق في أن يدشن عاماً ثالثاً من الصبر والثبات والصمود مستهلاً بذلك فصلاً جديداً من فصول التاريخ اليمني التليد الذي سيدوّن فيه بقيادته الحكيمة وجيشه البطل ولجانه الشعبية الفتية ورجال القبائل اليمنية الشرفاء، بشائر النصر العظيم والمؤزر لليمن أرضاً وإنساناً على قوى تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي وجحافل مرتزقته، معتمداً في ذلك على الله تعالى – قاهر الجبارين، وناصر المظلومين.. الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء للجرحى، ولا نامت أعين المعتدين الجبناء ومرتزقتهم الأنذال.