سنة ثالثة عدوان ومسؤوليات المرحلة

عباس غالب

* مع تباشير خيوط يوم 26 مارس الجاري تكون الحرب العدوانية على اليمن قد استنفدت عامين كاملين ودلفت عاما جديدا من هذا العدوان الذي أثبت فيه اليمنيون القدرة على التماسك والمجابهة رغم وحشية ضربات العدوان المدعوم عربياً و دولياً في صورة لا تخطئها الدلالة عن عظمة هذا الشعب وهو يعاني الأمرين جراء بشاعة وجبروت هذه الحرب والحصار الجائر الذي بات يهدد حياة الملايين من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال ودون إحساس من الأسرة الدولية بخطورة وأبعاد هذه المعاناة.
وإذ ندلف هذه السنة الجديدة من العدوان وتعاظم انعكاساتها السلبية على الأوضاع الداخلية إلا أن ثمة إرادة قوية على الصمود .. ربما تمثلت هذه الإرادة في الحشود الملايينية التي خرجت إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء الأحد المنصرم لإحياء هذه المناسبة بكل تراجيديتها ومأساويتها وذلك في تحدً لمجمل المخططات الرامية إلى استهداف اليمن أرضاً وإنسانا .
وإدراكا من القيادات السياسية في الداخل إزاء استمرارية قوى العدوان المضي في مخطط استهداف اليمن سارعت هذه القيادات إلى تعزيز جبهة التحالف بالتأكيد على خيارات تفعيل دور المؤسسات القائمة باستقلالية ودون تدخل من أية جهة كانت حتى تتمكن هذه المؤسسات التي تشرفت بإدارة شؤون الدولة وحظيت بثقة قيادات الأحزاب من تأدية مهامها في الدفاع عن الوطن وخدمة المجتمع .
وأعتقد جازماً بأن هذه الرؤية الواقعية بين شركاء العملية السياسية ستقوي جبهة الصمود في وجه تحالف العدوان وستمنح المؤسسات القائمة فرصة التعاطي مع تأثيرات العدوان بصورة فاعلة ..وأعني هنا تحديداً اتخاذ هذه المؤسسات لجملة من الخطوات ومنها العمل سريعاً على صرف مرتبات موظفي الدولة في السلكيين المدني والعسكري والتحرك أيضاً في اتجاهات معالجة أضرار وتداعيات العدوان .
إن هذه المسؤولية وفي هذا الظرف الاستثنائي تفرض تحديد أولويات المرحلة المتمثلة في مساندة الجبهة العسكرية وكذلك التعاطي مع استحقاقات السلام المشرف الذي يعمل على إيقاف العدوان وفك الحصار .
والخلاصة فإن التأكيد على استقلالية المؤسسات القائمة سيعطي جرعة إضافية للشعب في مواصلة الصمود وتحدي الأخطار ،خاصة إذا ما كان هذا الأداء السياسي والتنفيذي للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ يتسم بالفاعلية والشفافية إزاء الراهن من تراكم المشكلات والتعقيدات .. وبالتالي سيمنحها القدرة والتحرك بمعزل عن تدخل أو ضغوط هذا الطرف أو ذاك ،فضلاً عن أن فاعلية هذا الأداء ستغلق الأبواب أمام بعض الواهمين في إحداث شرخ بين الأحزاب والتنظيمات القائمة على إدارة شؤون البلد.

قد يعجبك ايضا