حين احترقت ابرامز أمريكا على حدود السعودية ليست مجرّد ولاعة ..!

 

يحيى الشامي

دفع النظام السعودي ، من أول يوم في عدوانه على اليمن بكل ثقله العسكري ، الى حدود أراضيه الجنوبية ، خسر أرتالاً من الآليات من كل صنف ونوع وحجم ولون ، وأخرج من مخازنه ما كان راكمه من السلاح الأمريكي والبريطاني لعقود ، واحترق منه الكثير على يد المقاتل اليمني.
وفيما كانت صفقات شراء الأسلحة الأضخم في تاريخ الجيوش تُعقد “مسبوقة الدفع” كان المقاتل اليمني بـ “ولّاعته” يحرق سمعتها ويقضي على هيبتها الأسطورية المصطنعة ، ويكشف من حيثُ لا يدري للعالم المخدوع أن تلك المدرعات والدبابات والآليات مجرد حديد منتفخ لا يدفع هزيمة ولا يجلبُ نصراً بقدر ما يُنقذ واشنطن من أزمات مالية ماحقة ، ويدر على البنوك الامريكية أمولاً طائلة.
يقول أبو شهيد مقاتل يمني مرابط في جبهة جيزان يعلق على ولاعة المقاتل اليمني بالقول لقد انحدرت الابرامز من صورتها النمطية المصطنعة كأحدث دبابة قتالية أمريكية الصنع الى مجرد صندوق موت ونعش جثامين للجنود السعوديين ، ويضيف : الجنود السعوديون باتوا يُدركون هذه الحقيقة تماماً لذا هُم يفضّلون وفق أبو شهيد عدم المواجهة وترك الدبابات في مواقعها حيث هي عند أول لحظة يصل المقاتل اليمني إلى محيط الموقع السعودي ، أبو شهيد أكّد أن المقاتلين اليمنيين يُفضلون كثيراً استهداف الابرامز من بين كل الآليات الأخرى ( برادلي ، ناقلة جند ، طقم عسكري ، ملالة).
– لا ينسب اليمني النصر لنفسه هو وفقاً لقناعته مجرّد سبب له ، ولا حتى يُجيد التفاخر برصيده الهائل من عظيم ما يُنجزه ويحقّقه يومياً من انتصارات ، ولو لم يكن منها الا انهيار أساطير الابرامز وأساطيل أرتال المدرعات؛ بتواضعه الترابي يقول لك ، مشيراً بيده القابضة على الولاعة ناحية النيران المُتصاعدة من إحدى الآليات السعودية، : هذه قوّة الله تحرق آلياتهم بنيران من ناره .. ويُنهي حديثه متوعّداً (والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً).
– قد لا تُتسع عدسة كاميرا الإعلام الحربي لاحتواء بعض أرتال الآليات السعودية المعطوبة في موقع سعودي ما خلف الحدود ، وحتى أنت كزائر تتجول في بعض جبهات جيزان مثلاً كـ ( مقبرة وادي جارة أو قرية قمر أو كعب الجابري أو حامضة ، أو مجازر المدرعات في المخروق والغاوية والفريضة وتويلق والعمود والدود الشبكة إلخ) برفقة المقاتل اليمني وإن شدهتك بعضُ محارق المدرعات ، تيقّن أن ما خفي عن ناظريك منها الكثير هناك في عمق مواقعهم حيث يصل المقاتل اليمني بولاعته وسلاحه الكتفي لتنفيذ كمين ثم لا يكتفي بالانسحاب قبل أن يُحرق مدرعة أو اثنتين ، هذا غير ما يسحبهُ الجيش السعودي معطوباً الى ورش الإصلاح وإعادة التأهيل ودون ما يتلفه المقاتل اليمني من آليات الجيش السعودي أثناء عمليات التوغل والاقتحام والسيطرة على مواقع ومعسكرات الأخير.
– لا يقوى النظام السعودي على الاعتراف بخسائره لكنه في ذات الوقت لا يتمكن من انكارها ، فالمشاهد اليومية التي ينشرها الإعلام الحربي لتلك الآليات المُحترقة والمعطوبة في جبهات القتال المحتدمة بنجران وعسير وجيزان على مدى العامين ، رسَّخت في ذهن الشعوب العربية والمتابعين والمهتمين في الأوساط الغربية واقع الجيش السعودي ومن ورائه كبريات المصانع العسكرية وعمالقة التصنيع الحربي الأحدث والأكثر تطوّراً في العالم ، ولفترة من زمن المعارك ظل كثير من المحللين العسكريين يفسرون ما يحصل للآليات الأمريكية على أنه دليل قطعي على دعم أطراف إقليمية للجيش اليمني واللجانَ الشعبية بسلاح مضاد للمدرعات الى اليمن ، إلى أن وثقت كاميرا الإعلام الحربي صدفةً وفي إحدى جبهات عسير أحد المقاتلين اليمنيين وهو يطلب من رفيقه “ولاعة” ، يُحرق بها كرتوناً سحبه من داخل الآلية السعودية ويضعه مشتعلاً أسفل المدرعة وجوفها ، ثمّ يبتعد عنها وهو يصرخ بالموت لأمريكا ولإسرائيل الى أن التهمتها النيران وتصاعدت منها الأدخنة وبعض الشظايا المتطايرة المحمّلة داخل صناديق الذخيرة ، عقب هذا المشهد توالت تعليقات الصحافة الغربية ، وشرعت في تحقيقات مطولة لم تخف فيها صدمتها مما يجري ، علقت إحدى الصحف يومها بالقول ” كنا نظن حتى وقت قريب أن اليمنيين يدمرون آليات الجيش السعودي بواسطة الصواريخ المضادة للدروع والموجّهة عن بُعد ” .. واستدركت الصحيفة : الحقيقة الصادمة أن المقاتل اليمني يُحرق تلك الآليات بالولاعة بعد اقتحامه المواقع السعودية وهروب جنود المملكة منها برغم فارق التسليح الكبير بين الطرفين المتقاتلين”، وختمت بالتذكير أن الآليات المحترقة هي أمريكية الصنع ، حينها اشتعلت من جديد حملة تبرأة للابرامز الأمريكي المُهان على يد اليمنيين بالتوازي مع سخرية تهدف لابتزاز النظام السعودي الذي لا يُجيد جيشه استخدام السلاح الأمريكي وفق تصريحات صدر بعضها من مسؤولين أمريكيين كبار وصولاً إلى الرئيس ترامب الذي تحدّث في هذا الصدد في سياق إثبات نظريته التي ترى من السعودية مجرد “بقرة حلوب” مستبشراً بعهد جديد من اللبن السعودي مقابل حمايتها وتأمين حدودها.

قد يعجبك ايضا