يلهثون وراء السراب لإرضاء أسيادهم
صولان صالح الصولاني
قبل حوالي أسبوعين ظهر قائد اخواني مرتزق بإحدى قنوات الإعلام التابعة للمرتزقة والمؤيدة لتحالف العدوان السعو صهيو أمريكي على بلادنا وهو يخوض القتال ضد وطنه وأبناء جلدته في جبهة نهم بمعية عدد من المرتزقة والمنافقين، ليعلن أمام الملأ بأن ما أسماها قوات الشرعية باتت قاب قوسين أو أدنى من اقتحام ودخول العاصمة صنعاء، وأنهم بعد مدة لا تتجاوز الثلاثة أيام سيحتفلون بالنصر والفتح المبين في ساحة ميدان السبعين حسب زعمه .. وبعد مرور أسبوع من تاريخ ظهوره ومزاعمه ووعوده التي قطعها على نفسه وزملائه المرتزقة، ظهر الرجل نفسه بشحمه ولحمه وعلى نفس القناة – أيضا – ليعلن فسخ تصريحه الأول بخصوص الدخول والاقتحام والاحتفال، بتصريح آخر ووعود ومزاعم أخرى مبهمة وأكثر جرأة مما ورد في تصريحه السالف الذكر، أعلن من خلاله هذه المرة عن مفاجآت عسكرية سارة ستكون الضربة القاصمة والقاضية لمن أسماهم المجوس والروافض، مؤكداً أنه وزملاءه المنافقين والمرتزقة سيزفونها للوطن والشعب اليمني – حسب تعبيره – خلال الأيام القليلة القادمة.
ليس من الغريب في شيء أن يتناقض هذا المرتزق أو غيره من المرتزقة والمنافقين في حديثه وكلامه أو أن يمارس الكذب والدجل والزيف والتضليل أو أن يتوهم الانتصارات البعيدة المنال لأسياده الأعراب الخليجيين ومن خلالهم لأسيادهم الأمريكان والصهاينة، لأنه قد تخلى عن دينه وأخلاقه وضميره الإنساني وباع وطنه وعرضه وكرامته بثمن بخس.
لكن الأمر الذي استوقفني وأنا أشاهد وأتابع تصريحه الأخير هو أنه حشر اسم الوطن والشعب اليمني في مفاجآت ومزاعم وهمية زائفة وكاذبة وباطلة ليس لهما فيها لا ناقة ولا جمل، لأن أياً من تلك المفاجآت العسكرية السارة التي يتوهم هذا المرتزق بأنهم سيزفونها أو يحققونها غداً أو بعد غد، ليست لهم شخصياً ولا للوطن الجريح الذي يَّدعون كذباً وزوراً وبهتاناً بأنهم يدافعون عنه ويقاتلون لأجله، بينما هم في حقيقة الأمر يثقلون كاهله وينهشون لحمه وعظامه ويدمرونه ويبيعونه بثمن بخس، وليست للشعب اليمني الذي جلبوا له مصائب الدنيا وأيدوا ومارسوا ضده قتلاً ودماراً وحصاراً لما يقارب العامين بالتآمر والتحالف مع أبشع عدوان عرفه التاريخ.. ولذلك أردت هنا التوضيح أكثر حول معرفة من هو سعيد الحظ الحقيقي الذي سيزف إليه المنافقون والمرتزقة المفاجآت العسكرية السارة التي يزعمونها ويتوعدون بتحقيقها ليل نهار، وذلك بالرغم من أن معرفة ذلك بالنسبة لكل ذي عقل ومنطق ليست بالصعبة ولا تحتاج إلى تأويل أو دراسة متأنية كي يصل إلى حل اللغز بعيداً عن أية خرافات أو ادعاءات ومزاعم كاذبة وباطلة، فالمنافقون والمرتزقة الذين يُعد هذا المرتزق واحداً منهم، الكل يعرف جيداً أن مأكلهم ومشربهم وذخائرهم واسلحتهم التي يحاربون بها تأتيهم من قبل تحالف العدوان الذي تقوده مملكة قرن الشيطان ممثلة بسلمان الزهايمر، والتي تعد الحليف الاستراتيجي للأمريكان والغرب والصهاينة، كما أن المبالغ التي تصرف شهرياً لكل مرتزق منهم يستلمونها أيضا من سلمان الزهايمر، وكذلك الحال بالنسبة للاسناد الجوي في الجبهات، تساندهم به الطائرات الأمريكية بدون طيار وطائرات الـ”اف 16″ الأمريكية الصنع التابعة لتحالف العدوان، وأيضا الكذب والزيف والتضليل الإعلامي المؤيد والمساند لهم يبث عبر مختلف القنوات الإعلامية التابعة لدول تحالف العدوان، كما أنهم ينفذون الخطط العسكرية التي ترسمها لهم قيادة تحالف العدوان، ويتلقون التوجيهات والأوامر العسكرية من قبل قيادة تحالف العدوان، ويقاتلون ضمن قوات تحالف العدوان، وباسم تحالف العدوان، ويتبعون تحالف العدوان من الألف إلى الياء.. وبالتالي فإن أية مفاجآت وانتصارات عسكرية من التي يتوهم هؤلاء المرتزقة ويحلمون بتحقيقها إنماهي لأسيادهم قادة ودول تحالف العدوان السعو صهيو أمريكي دون غيرهم، ولكن أنىَّ لهم أن يتحقق ذلك طالما وهناك فينا من يحمل ذرة من حياء.