توحيد الجيش و الأمن نقطة الانطلاق نحو الدولة المدنية الحديثة‮


محمد العزيزي –
■ نشر ثقافة حقوق الإنسان في‮ ‬أوساط رجال الشرطة ضرورة ملحة‮. ‬

‮> ‬بين‮ ( ‬وحدة الدولة‮ ) ‬و‮ ( ‬دولة الوحدة‮ ) ‬بون شاسع‮ ‬فالأول‮ ‬يمكن تحقيقه و قد تحقق بوحدة سياسية خلال‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮ .. ‬أما الثاني‮ ‬فهو الذي‮ ‬يحتاج لجهود مضاعفة º فهو‮ ‬يعني‮ ‬وحدة المؤسسات المكونة‮ ‬لهوية الدولة‮ .. ‬و لاسيما تلك التي‮ ‬تسعى للوحدة و التوحد‮ .‬
إن إعادة هيكلة وتوحيد الجيش و الأمن‮ ‬التي‮ ‬تحققت خلال الفترة القليلة الماضية تعد أهم خطوة من خطوات دمج الجيش و أجهزة الأمن و الشرطة التي‮ ‬وقفت حجر عثرة أمام الوحدة والشعب منذ قيام دولة الوحدة في‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م º و كانت سببا في‮ ‬اندلاع حرب صيف‮ ‬1994م حين تواجه الجيش مع بعضه البعض تعبيرا للولاءات و الانتماءات‮ .‬

‮> ‬بين‮ ( ‬وحدة الدولة‮ ) ‬و‮ ( ‬دولة الوحدة‮ ) ‬بون شاسع‮ ‬فالأول‮ ‬يمكن تحقيقه و قد تحقق بوحدة سياسية خلال‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮ .. ‬أما الثاني‮ ‬فهو الذي‮ ‬يحتاج لجهود مضاعفة º فهو‮ ‬يعني‮ ‬وحدة المؤسسات المكونة‮ ‬لهوية الدولة‮ .. ‬و لاسيما تلك التي‮ ‬تسعى للوحدة و التوحد‮ .‬
إن إعادة هيكلة وتوحيد الجيش و الأمن‮ ‬التي‮ ‬تحققت خلال الفترة القليلة الماضية تعد أهم خطوة من خطوات دمج الجيش و أجهزة الأمن و الشرطة التي‮ ‬وقفت حجر عثرة أمام الوحدة والشعب منذ قيام دولة الوحدة في‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م º و كانت سببا في‮ ‬اندلاع حرب صيف‮ ‬1994م حين تواجه الجيش مع بعضه البعض تعبيرا للولاءات و الانتماءات‮ .‬
إن قرار الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي‮ ‬الأخير القاضي‮ ‬بإعادة هيكلة وتوحيد الجيش وإعادة تسمية المناطق العسكرية قد جسد بذلك القرار التاريخي‮ ‬إعادة الوحدة و التلاحم الوطني‮ ‬º لان وحدة المؤسسات‮ ‬العسكرية و الأمنية تعني‮ ‬تماسك و قوة هذه المؤسسات السيادية و الدفاعية و الأمنية التي‮ ‬تحمي‮ ‬الوطن و تصون سيادته وكرامته و عزته و شموخه و قبل كل ذلك حماية‮ ‬المؤسسات الدستورية و التشريعية و التنفيذية‮ .. ‬و انطلاقا من ذلك فإن عملية دمج و توحيد كيانات الأمن والجيش تحت كيان واحد و قائد واحد كانت المرتكز الحقيقي‮ ‬في‮ ‬بناء دولة الوحدة الهدف الذي‮ ‬ينشده كل اليمنيين في‮ ‬الداخل و الخارج º و ذلك لما‮ ‬يمثله الجيش و الأمن من أهمية لأي‮ ‬دولة تبحث عن الاستقرار و التنمية و كون هذا القطاع و المؤسسة الهامة صمام الأمان للبلاد و الحارس الأمين على مكتسباتها و أعراض و ممتلكات أبناء الوطن‮ .‬
وبدون أدنى شك فإن ثقافة حقوق الإنسان عموما لم تعد ترفا إعلاميا أو دعائيا بقدر ما هي‮ ‬حاجة ضرورية لتوعية الجمهور عامة وº والمعنيين بشؤون حماية حقوق الإنسان خاصة º و الشرطة و القوات المسلحة و الجامعات تشكل إحدى أهم الساحات المطلوب أن تنتشر ثقافة حقوق الإنسان في‮ ‬أرجائها وفق خطة منهجية و دائمة‮ .. ‬أن الوعي‮ ‬بحقوق الإنسان‮ ‬يشكل إحدى الضمانات لترسيخ الديمقراطية و حفظ الأمن و الاستقرار في‮ ‬المجتمع‮ .‬
لقد شهدت اليمن خلال العامين السابقين جملة من الأحداث حيث أثرت تلك الأحداث على و لاءات‮ ‬الجيش و الأمن‮ ‬مما أدى إلى انقسامهما إلى قسمين لا‮ ‬يمثلان الوطن والشعب‮ ..‬و هنا أكد‮ ‬اللواء علي‮ ‬سعيد عبيد الناطق الرسمي‮ ‬للجنة العسكرية و الأمنية و عضو فريق إعادة هيكلة الجيش‮ ‬أن الهيكلة انطلقت من تشخيص واقع حال القوات المسلحة وصولاٍ‮ ‬إلى إقرار الهيكل التنظيمي‮ ‬والمكونات الرئيسية للقوات المسلحة‮ ‬وموجبات انتقال القوات المسلحة إلى الهيكل الجديد‮ ‬وكذا تقسيم مسرح العمليات إلى سبع مناطق عسكرية وتعيين قيادات المناطق ورؤساء الهيئات‮.. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن صياغة المهام المحددة تسير بوتيرة عالية لضمان استكمال إعادة الهيكلة وفقاٍ‮ ‬لخطة وآلية العمل المحددة‮. ‬
فيما تطرق رئيس فريق أسس بناء الجيش والأمن اللواء‮ ‬يحيى الشامي‮ ‬في‮ ‬هذا الجانب إلى أن الشعب اليمني‮ ‬يتطلع إلى سرعة إنجاز محددات الهيكلة لبناء جيش وطني‮ ‬على أسس علمية وعسكرية مهنية‮ ‬يحمي‮ ‬السيادة اليمنية ويدافع عن اليمن الأرض والإنسان والحضارة‮.. ‬موضحاٍ‮ ‬أهمية التركيز على كافة الجوانب المتعلقة بالتنظيم والتشكيل والتمركز والتدريب بمختلف المستويات بهدف إعادة تنظيم وبناء وتأهيل جيش‮ ‬يمني‮ ‬احترافي‮ ‬لان عظمة الشعوب من عظمة جيوشها‮. ‬
و أضاف أن‮ ‬أعضاء مجموعة أسس بناء الجيش والأمن‮ ‬قدموا رؤى متعددة‮ ‬تركزت حول ضرورة استيعاب الهيكلة لعدد من القضايا والأمور أهمها إخراج الوحدات العسكرية من المدن وإعادة الانتشار للوحدات العسكرية وفق مسرح العمليات الجديد‮.. ‬والتأكيد على ضرورة استيعاب من تم تسريحهم قسرياٍ‮ ‬في‮ ‬صيف عام‮ ‬1994م وترتيب أوضاعهم خلال إعادة الهيكلة وإعادة الأسلحة والمعدات الثقيلة التي‮ ‬وزعت أو نهبت في‮ ‬السابق‮.. ‬وأنهم عبروا عن استعدادهم لتبني‮ ‬المطالب الاستراتيجية للقوات المسلحة في‮ ‬ما‮ ‬يخص تقييم المراجعة الدستورية لمنظومة القوانين المنظمة للعمل في‮ ‬القوات المسلحة وتقديمها للفريق الدستوري‮ ‬في‮ ‬مؤتمر الحوار بما فيها قانون التقاعد العسكري‮ ‬وحقوق نهاية الخدمة وغيرها من القوانين العسكرية‮ ‬
قال الشامي‮: ‬إن‮ ‬أعضاء مجموعة الجيش والأمن في‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬في‮ ‬احد لقاءاتهم مع لجنة إعادة الهيكلة أكدوا على أهمية إيجاد‮ ‬آلية وإجراءات لبناء جسور التعاون في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بتطوير وتحديث المؤسسة الدفاعية‮.. ‬أشار إلى ضرورة إتباع الأساليب العلمية العسكرية واعتماد المعايير الجغرافية والسكانية في‮ ‬آلية القبول في‮ ‬الكليات والمعاهد العسكرية‮ ‬وتحسين المستوى المعيشي‮ ‬لمنتسبي‮ ‬القوات المسلحة وضمان الحقوق التقاعدية المنصفة‮.. ‬والموجبات الوطنية التي‮ ‬تستدعي‮ ‬حرص الجميع على حيادية القوات المسلحة‮ ‬والنأي‮ ‬بها عن أية ولاءات حزبية أو مناطقية أو قبلية‮.. ‬و الإسراع في‮ ‬إزالة المظالم التي‮ ‬حدثت في‮ ‬السابق سواء في‮ ‬الجنوب أو الشمال‮.. ‬إلى جانب تفعيل الإجراءات وإيجاد لوائح تنظم الجوانب المالية والإدارية للقوات المسلحة‮. ‬

توحيد الجيش تأسيس لبناء الدولة المدنية

‮ ‬لا تقتصر أهمية الهيكلة الجديدة على توحيد الجيش اليمني‮ ‬بل تساهم في‮ ‬إعادة بناء عقيدة القوات المسلحة وإعادة تشكيلها‮ ‬وتحويلها من حماية النظام إلى حماية الوطنº‮.‬
إن‮ ‬ما جرى تنفيذه حتى الآن من خطة توحيد الجيش وإعادة هيكلته‮ ‬يكتسب أهمية كبيرة‮ ‬فهو‮ ‬يساهم في‮ ‬بناء الثقة بين القوى السياسية والاجتماعية المشاركة في‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬ويساهم في‮ ‬التأسيس لبناء دولة مدنية‮ . ‬وتطبيق النظام و القانون‮ ‬
ومع ذلك‮ ‬فإن‮ ‬هذه القرارات لا تمثل إلا مقدمة لإعادة هيكلة الجيش‮. ‬ومازال هناك العديد من الإجراءات التي‮ ‬ينبغي‮ ‬تنفيذها خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية‮. ‬وفي‮ ‬مقدمها إصدار قرار بإعادة العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني‮ ‬الإلزامية‮ ‬وتفعيل أحكام الإحالة إلى التقاعد المتضمنة في‮ ‬قانون الخدمة في‮ ‬القوات المسلحة‮ ‬وتنقية كشوفات الوحدات العسكرية من الجنود والضباط الوهميين‮ ‬وإجراء المناقلة بين فروع القوات المسلحة والمناطق العسكريةº فالتصورات الأولية للفريق المكلف بهيكلة القوات المسلحة‮ ‬تشير إلى أن‮ ‬الحجم الأمثل للقوات المسلحة في‮ ‬ظروف اليمن الحالية هو‮ ‬375‮ ‬ألفٍا‮ (‬يمثلون نحو‮ ‬%1,5-1‮ ‬من إجمالي‮ ‬السكان‮)‬‮ ‬على أن‮ ‬يكون‮ ‬%85‮ ‬منهم من الضباط والجنود المحترفين‮ ‬و%15‮ ‬من جنود وضباط الاحتياط بعد إعادة تفعيل قانون خدمة الدفاع الوطني‮ ‬وأن‮ ‬يوزع الملاك البشري‮ ‬للقوات المسلحة على الفروع الرئيسة الثلاثة كما‮ ‬يلي‮: ‬%80‬للقوات البرية‮ ‬٪10‮ ‬للقوات البحرية والدفاع الساحلي‮ ‬و٪10‮ ‬للقوات الجوية والدفاع الجوي‮. ‬وينبغي‮ ‬أن لا تتجاوز نسبة الضباط على مستوى كل‮ ‬وحدة من وحدات القوات المسلحة‮ ‬٪7‮ ‬من إجمالي‮ ‬الموارد البشرية للوحدة‮ ‬ولا تتجاوز نسبة صف‮ ‬الضباط‮ ‬٪25‮ ‬ولا تقل‮ ‬نسبة الجنود عن‮ ‬٪65‮. ‬أما على مستوى القوات المسلحة بصورة عامة‮ ‬فينبغي‮ ‬أن لا تتجاوز نسبة عناصر القيادة والسيطرة‮ ‬٪15‮ ‬من إجمالي‮ ‬عديد القوات المسلحة‮ ‬ولا تتجاوز نسبة الإداريين والفنيين‮ ‬٪15‮ ‬ولا تقل‮ ‬نسبة العناصر المقاتلة عن‮ ‬٪70‮ .‬
و‮ ‬يؤكد أهل الدراية و الاختصاص وقادة الجيش والأمن أن‮ ‬القرارات التي‮ ‬اتخذها الرئيس عبد ربه منصور حتى الآن‮ ‬تساهم بشكل واضح و جلي‮ ‬في‮ ‬توحيد الجيش وإنهاء انقسامهº فهي‮ ‬توحد القوات المسلحة في‮ ‬إطار هيكلُ‮ ‬جديد‮ ‬يتكون من ثلاثة فروع رئيسة:الفرع الأول هو القوات البرية التي‮ ‬تتكون من سبع مناطقِ‮ ‬عسكرية‮ (‬الأولى مركز قيادتها في‮ ‬سيئون بمحافظة حضرموت‮ ‬والثانية مركز قيادتها في‮ ‬المكلا بمحافظة حضرموت أيضٍا‮ ‬والثالثة مركز قيادتها في‮ ‬مأرب‮ ‬والرابعة مركز قيادتها في‮ ‬عدن‮ ‬والخامسة مركز قيادتها في‮ ‬الحديدة‮ ‬والسادسة مركز قيادتها في‮ ‬ذمار‮ ‬والسابعة مركز قيادتها في‮ ‬عمران)º والفرع الثاني‮ ‬هو القوات البحرية والدفاع الساحلي‮ ‬وتتكون من قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي‮ ‬ووحدات بحرية عائمة‮ ‬ووحدات دفاع ساحلي‮ ‬ووحدات مشاة بحرية‮ ‬وقواعد بحريةº أما الفرع الثالث فهو القوات الجوية والدفاع الجوي‮ ‬وتتكون من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي‮ ‬ووحدات طيران‮ ‬ووحدات دفاع جوي‮ (‬ألوية صواريخ وألوية مضادات طيران مواسير ولواء رادار‮)‬‮ ‬وقواعد جوية‮. ‬إضافةٍ‮ ‬إلى هذه الفروع الثلاثة تضم‮ ‬القوات المسلحة قواتُ‮ ‬لحرس الحدود‮ ‬وتتكون من قيادة حرس الحدود ووحدات حرس حدود‮ ‬ويضم‮ ‬الهيكل الجديد للقوات المسلحة تشكيلٍا سْمي‮ ‬الاحتياط الإستراتيجي‮ ‬يتكون من مجموعة الصواريخ‮ (‬ترتبط هيكليٍا بالقائد الأعلى للقوات المسلحة‮)‬‮ ‬وألوية الحماية الرئاسية‮ (‬ترتبط هيكليٍا بالقائد الأعلى للقوات المسلحة‮)‬‮ ‬والعمليات الخاصة‮ (‬ترتبط هيكليٍا بوزارة الدفاع وعملياتيٍا بالقائد الأعلى للقوات المسلحة‮)‬‮ ‬وتتكون من قيادة العمليات الخاصة‮ ‬والقوات الخاصة‮ ‬ووحدات مكافحة الإرهاب‮ ‬ولواء مشاة جبلي‮ ‬ولواء صاعقة‮.‬

قد يعجبك ايضا