حسان أبين مصنع النجومية.. مفقود.. مفقود .. مفقود


قصة انهيار حسان يرويها/نايف الكلدي –
أبين »منجم« النجوم.. وانهيار رياضتها خسارة على الرياضة اليمنية
أبين فقيرة المال وغنية الرجال.. فهل ينقذون رياضتها
الإدارة الجديدة استقالت.. والنادي في ضياع.. والمحافظ لا يجيب

ظلوا نجوم حسان يحملون راية فريقهم وناديهم لسنوات عجاف ذاقوا فيها الأمرين.. وعانوا.. الحاجة للمال الذي كان السبب الرئيسي في الانهيار والسقوط إلى قاع المظاليم.
ظل الحسانيون النجوم.. يضحون بالغالي والنفيس من أجل ناديهم بيتهم الذي احتضنهم ورباهم وعلمهم وصنعهم نجوماٍ مشهورين متألقين بارعين في سماء معشوقة الملايين.
واصلوا بالصبر والتضحيات تلو التضحيات عانوا من التعب والارهاق و«البهذلة» والجوع والألم وهم يتنقلون من محافظة إلى أخرى دون بدل سفر أو مصروف جيب أو مكافآت أو حوافز كانوا يستغلون مبالغ للمواصلات إلى المحافظات من أجل أن يلعبون المباريات لأن حافلة النادي الكحيانة كانت تتعطل بهم في الطرقات بين المحافظات من حين لآخر كان اللاعبون يلعبون المباريات بعد أن يذهبون لاستعارة أدواتهم الرياضية.. وأحدهم يتسلف الحذاء وغيره «فانلة» وآخر شرت وهكذا.
تدهور الوضع المالي داخل النادي من موسم إلى آخر نحو الأسواء.. وفي المواسم الأخيرة قام أحد اللاعبين بصرف مبلغاٍ كان يدخره لشراء (العجل) لزواجته.. من أجل أن ينتقل فريق حسان إلى أحد المحافظات لخوض مباراة في الدوري العام.. هكذا لاعبو حسان ظلوا أوفياء صادقين مخلصين لناديهم رداٍ للجميل لهذا النادي الذي منحهم الشهرة والنجومية وحب الناس.
ظلوا وحيدين صابرين مثابرين بتضحياتهم على حساب حياتهم ومستقبلهم وأسرهم لا أحد يهتم لأمرهم ولأمر ناديهم وأقصد أبناء المحافظة من رجال المال والأعمال القادرين على الدعم وانقاذ النادي.. وازداد الوضع سوءاٍ ورغم هذا ظل اللاعبون متمسكين بناديهم والبقاء معه رغم العروض المغرية والعديدة التي تنهال عليهم من أندية هنا وهناك إلا أن حبهم واخلاصهم ووفاءهم لناديهم لم يجعلهم يغترون بتلك العروض رغم حاجتهم الماسة للمال لتحسين وضعهم المعيشي لكنهم رفضوا كل ذلك.. وكل الاغراءات وصمدوا مع ناديهم وفريقهم حتى اللحظات الأخيرة.
لحظات الانهيار
مع تواصل التراجع الحساني وانعدام المال وعدم وجود موارد للنادي بحيث يستطيع النادي لملمة أوراقه واستعادة انفاسه والوقوف على قدميه بثبات كان لابد من التأرجح بين لحظة وأخرى وعدم ثبات وضع النادي.. فتعرض النادي للحظات هبوط.. وبدأ الفريق الكروي الحساني الأول في فقدان توازنه وصموده وسقط منه التصنيف الأول أي الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية ولكن بوفاء واخلاص أبنائه استطاع الفريق وبشكل سريع ترتيب أوراقهم والعودة مرة أخرى إلى مصاف أندية النخبة.. ولكن ظلت المشكلة قائمة وهي المال وظل وضع الفريق والنادي كما هو من سيئ إلى أسوأ.
وتعرض الفريق إلى هزات أخرى عديدة وهكذا ظل أبناءه ونجومه المخلصون يناظلون من أجل ناديهم ولكن الوضع تأزم أكثر وهم يقفون في وجه العاصفة لوحدهم والكل يتفرج على العاصفة وهي تقتلع كل شيء جميل من جذوره.. هنا كانت الضروف أكبر من قدرة صمود الشباب ضف إليها الأوضاع السيئة التي مرت بها المحافظة أبين والتي ساعدت على تسجيل تاريخي لانهيار التماسك والترابط والصمود بين أبناء النادي وإلى جانب ذلك قرار الاتحاد العام لكرة القدم بتهبيط فريق حسان إلى الدرجة الثانية.. وهنا كتبت لنادي وفريق حسان المأساة المريرة والمؤلمة ليسقط بعدها الفريق إلى الدرجة الثالثة وتنهار مع هذا الهبوط كل الآمال والطموحات الحسانية.. ومن هناك بدأت مرحلة الضياع الحساني.
لاعبوه تفرقوا وتشتتوا بين الأندية بحثاٍ عن تحسين وضعهم المعيشي وبقي النادي مقفل الأبواب والفريق مجرد أسم لأنه لم يعد لديه لاعبون من النجوم المعروفين يحملون رايته وهنا التوقعات تنبأت بأن القادم سيكون أسوأ وأسوأ من الماضي ومرحلة الضياع ستطول إذا لم تكن هناك حلول سريعة وجذرية والتفاف جميع أبنائه المخلصين له وفوات التدخل السريع لإنقاذه.
الإداره الجديدة .. تهرب
الإدارة الجديدة للنادي المنتخبة مؤخراٍ حاولت معالجة الأوضاع وطرقت الأبواب هنا وهناك وفي مقدمتها السلطة المحلية بالمحافظة لم تجد الاستجابة منهم أو من أبناء المحافظة رجال المال والشخصيات الاجتماعية المعروفة والوضع داخل أسوار النادي في سوء مستمر ولم تجد أمامها أي حلول سوى مغادرة أسوار النادي وتركه دون رجعة بعد أن قدم أعضاؤها استقالاتهم من مجلس الإدارة وقد يكون ذلك هروباٍ لكنها استقالت مبررة لهم كونهم لا يمتلكون شيئاٍ يقدمونه للنادي لإنقاذه.
المحافظ لا يجيب
الأخ جمال العاقل محافظ محافظة أبين الذي يعتبر أحد شباب هذه المحافظة وأحد القيادات المسؤولة التي تقع على عاتقها مشاكل المحافظة بصورة عامة ومشكلة نادي حسان بصورة خاصة باعتبار هذا النادي هو الممثل والسفير الوحيد لمحافظة أبين في دوري الأضواء.
الأخ المحافظ حاولنا – وأنا شخصياٍ – الاتصال به عبر تحويلته الخاصة للحديث معه وطرح عليه المشكلة التي يعاني منها النادي لكن للأسف الأخ المحافظ يتعذر بأنه سيتحدث لنا في وقت لاحق رغم أنني أبلغت تحويلته باسمي واسم الصحيفة «الثورة» وفي آخر مرة اتصلوا بي من التتحويلة يسألون عن صفتي في الصحيفة وبعدها التحويلة الخاصة بالأخ المحافظ لم ترد على اتصالاتي وعلى ما يبدو أن الأخ/المحافظ لا يرد إلا على اتصالات محددة..ودون ذلك منصبه لن يسمح له.
حسان خسارة على الرياضة اليمنية!!
> نادي حسان ومحافظة أبين تعتبر منبع صناعة النجوم.. هذه المحافظة وهذا النادي رفدوا الرياضة اليمنية وخصوصاٍ لعبة كرة القدم بأبرز وألمع النجوم بل ومعظمهم من أبناء محافظة أبين منذ القدم.. وحتى اللحظة ليس هناك نادياٍ يمنياٍ إلا ويضم في صفوفه عدداٍ كبيراٍ من أبرز النجوم ولو راجعنا حتى المنتخبات الوطنية سنجد أبرز وأعظم نجوم اللعبة بل ومعظمهم من المدرسة الكروية الأبينية التي اثبتت أنها مدرسة كروية راقية وأرض خصبة لصناعة النجوم وثرية بالمواهب الربانية التي يتوقف عليها مستقبل تطور الكرة اليمنية وضياع وإنيهار الكرة الأبينية تعني خسارة للكرة اليمنية وليس لمحافظ أبين بصفة خاصة ولهذا فيجب على القيادات الرياضية والحكومة ورجال المال والأعمال والأعمال داعمي الرياضية دعم الكرة الأبينية حتى تظل دائماٍ منجم النجوم وتمول الأندية في جميع المحافظات بأفضل النجوم وكذا المنتخبات الوطنية بمختلف أعمارهم.. ولهذا فالرياضة أو كرة القدم الأبينية مسؤولية الجميع إذا أرادوا استمرار ولادة النجوم بالمواصفات الراقية ذات الجودة العالية.
المطلوب لإنقاذ حسان!!
> صحيح محافظة أبين فقيرة بالمال لكنها غنية برجالها وأبنائها شخصيات سياسية واجتماعية لها وزنها وثقلها في المجتمع.. وأول هؤلاء الأبطال فخامة الأخ رئيس الجمهورية المناضل/عبدربه منصور هادي وكثير من القيادات الأخرى المحترمة القادرة على إعادة ممثل الرياضة الأبينية بصورة أجمل وأفضل من صورة البأس الذي عرف بها حسان.
مطلوب من الأخ المحافظ التحرك باهتمام وجدية لإعادة الروح لحسان وحل جميع المشاكل التي يعاني منها.. والتواصل مع القيادات والشخصيات ورجال الأعمال من أبناء المحافظة لدعم النادي.. ولماذا لم يعمل المحافظ على فتح قنوات تواصل مع كبار الشخصيات والداعمين من أبناء المحافظة القادرين على إيجاد موارد تدعم النادي وتحل كل مشاكله وإعادته إلى المكامة التي يجب أن يكون فيها يشرف المحافظة ويشرف كل أبنائها.. نتمنى أن يكون لحديثنا هذا صدى في قلوب كل أبناء المحافظة الغيورين على رياضة المحافظة وتاريخها العريق المشرف.

قد يعجبك ايضا