زياد السالمي
لظى. .. أم هوى.. أم أن رؤياك أغلبُ
وللأمر أيضاً في عطائك مذهبُ
تعددت الأصوات والفم واحدٌ
وقالت لحفظ الدين يا رب تغضب
ومن أجلها الإنسان يقتل غيره
ومن أجل ماذا قد كتبت.. ويحسب ..؟
تظل .. وأما قبل إشراق مولدٍ
متاهة عيشٍ خاضها المتقلِّبُ
وأسأل أما بعدُ شكي ودهشتي
ويقتاتني حزني كمن ليس يجرِبُ.
متاهةُ أخرى للمشاهد كُرِّرَتْ
لماذا كما بكرٌ نصير وتغلبُ
إلهي أعِنِّي كي أعود لخاطري
فقد قد شعري : ريحُنا كيف تذهب..!
أفتِّشُ في كل الجهات لعلني
سألمح ظلاً نورُه متشعِّبُ
وحدقت جداً :من تهامة قد أتى
على خطوه يخضرُّ بالخير مُجدبُ
وقفت خشوعاً في المقام مردداً
أيعقل هل في كوكب الأرض كوكبُ
كأني به ما عشتُ ينبض خافقي
يدان على ظهر الغريب تطبطبُ
وجدتُ حبيباً كفكف الدمع حانياً
يطمئنني فيما سواه يصعِّبُ
جلوت به نفساً تراود لوعتي
أمرُّ إذا أجلى أخاف وأرغب
يسهِّلُ ما خُيِّرتُ .. إلا مديحَه
بشوش المحيا دونه الفَقْدُ يَطرِبُ
أسلتُ فؤادي أدمعاً متأوهاً
ومددته قولاً له أتقرَّبُ
هو البدء ..من في الكون يشهد باسمه
رسولاً يتيماً للجميع هو الأبُ
هو الطوق في خلد الرجاء وسيلةٌ
ملاذٌ على الدنيا إذا خاب مَأْرَبُ
هو الالتزام الحرُّ .. نهرُ تجلُّدٍ
شفيع البرايا لحظة الجد أنجبُ
أهيم وحيداً رغم دفء أخلتي
وأقسم أني دون طه معذَّبُ
كُفِيْتُ به قلباً رؤوفاً بأمةٍ
أضاء اكتمالاً خالداً ليس يُعْقَبُ
رميتُ همومي جانباً حين زارني
وفقت اشتياقاً وهو بالقلب مُعْشِبُ
وحالي كحال العاشقين وإنما
كأني لطي اللَّهَّوِ أسعى وأنصب
أنخت عنان الحال .. بعد مشقَّةٍ
وقد عشت عمري خائفاً أتهرَّبُ
مقاماً كبيراً مثل طه يعوزني
وكلُّ حبيبٍ للمحبِّ مُهَيِّبُ
ورحت كأني بين ظلي ومطلقي
حياةٌ عليها رِوَّحَ البالَ مُتْعَبُ
أساور روحي : هل غدا الحب خافقي
وهل بعد طه الحب ثمة خُلَّبُ ..!
فمن غيره في الخلق أولى بشاعرٍ
له من معين الحب أحمد مشرب
أتى للورى نوراً منيراً مبشِّراً
إلى الخير نهجاً للسلوك يُهَذِّبُ
له الفضل بعد الله فينا متمِّمٌ
مكارمَ أخلاقٍ من الطيب أطيب
كما المثل الأعلى لبارئها.. غدتْ
بأثاره المُثُلُ الكريمةُ تُضْرَبُ
صلاتي وتسليمي عليه وآله
فلا شيء إلاه إلى الله أنسبُ