حكومة من رحم الشعب
عارف الشرجبي
تستند حكومة الإنقاذ برئاسة الدكتور عبد العزيز بن حبتور إلى جملة من المرتكزات الوطنية والمرجعيات الدستورية والقانونية التي تضمن لها الاستمرارية والنجاح في مهمتها الاستثنائية. لا أبالغ إذا قلت إن حكومة بن حبتور خرجت من رحم الشعب فحملت همومه وتطلعاته في العيش الكريم بأمن وسلام واستقرار.
الركائز التي تستند عليها حكومة الإنقاذ الوطني تتمثل في دعم وتأييد مجلس النواب الذي وحده المخول بمنح الثقة لأي حكومة وفقا لنصوص الدستور النافذ، ناهيكم عن الحاضنة الشعبية العريضة التي تقف خلف الحكومة والمجلس السياسي أيضا، وهي شرعية شعبية لا يمكن القفز عليها أو تجاهل دورها الساند للمؤسسات الدستورية، وبالتالي فان الحديث عن ادعاء هادي أو بن دغر أي شرعية من دون توفر هاتين القاعدتين (البرلمان والشعب)يصبح أمرا غير مقبول وغير منطقي .
المخجل أن هؤلاء الأدعياء لا يتورعون عن تزييف الحقائق والكذب على أنفسهم والناس بأنهم يحكمون الشعب اليمني ويمثلانه في الوقت الذي يدرك العالم اجمع أنهم ومن معهم هم من استجلب عدوانا دوليا لتدمير اليمن وشعبه العريق منذ عشرين شهرا مع سبق الإصرار والترصد، وبرغم ذلك لازالوا وإعلام العدوان يتحدثون عن “شرعية” هي في الأصل خرافة ما انزل الله بها من سلطان بل أن المضحك المبكي حين يزعمون أن حكومة الدكتور بن حبتور المتواجدة في العاصمة صنعاء ويقف خلفها برلمان دستوري ومجلس سياسي واردة شعبية عارمة بالانقلابية.
وأمام هذا التدليس والغباء المستفحل الذي أصاب عقول هؤلاء النفر القابعين في فنادق الرياض/ يجدر بنا أن نسألهم ومن يصدق زيفهم: هل الشرعية أن تتآمر على الشعب وتحاصره برا وجوا وبحرا وتقتل الأطفال النساء والشيوخ وتدمر البنى التحتية والتاريخ والحاضر والمستقبل وتقول للشعب الرافض لها إما أن أحكمك أو أقتلك:
هل الشرعية الحقيقية هي التي تقف اليوم شامخة بكل صلابة واستبسال وحس وطني يبذل الروح في سبيل الدفاع عن الوطن ضد العدوان والغزاة أم التي تتاجر بمصيره من أجل حفنة من المال المدنس.
إنها مفارقة غريبة لا يجيد القفز عليها إلا الخونة مدعو الشرعية في فنادق الرياض والدوحة واسطنبول!!؟ ولأدعياء الشرعية وحكومة فنادق الرياض نقول إن حكومة الإنقاذ لم تأت على ظهر دبابة العدوان الغاشم بل خرجت من رحم الشعب لتحقيق آماله في الأمن والاستقرار والسلام بعد أن أرهقته المعاناة، في ظل عدوانكم الظالم فأصبحت حكومة الإنقاذ الملاذ الحقيقي الآمن. لصد غطرستكم وبناء ما دمرته أيديكم الملطخة بالدم والرذيلة أما حكومتكم المزعومة لم تكن يوما إلا كذبة صدقتموها فاستخدمها العدوان سيفا مسلطا على رقاب البلاد والعباد لاستباحة قتلنا وتدمير كل شيء جميل على هذه الأرض الطيبة.
حكومة بن حبتور يا سدنة الزيف وعباد الدرهم والدولار تعلمون أنها ولدت من رحم الشعب وأناته ومعاناته وقدر لها التعيش في كنفه يحميها ويذود عنها لأنها جاءت برغبته ولأجله لتضمد جراحه وتوقف نزيف دمه المهدور على اعتاب زيفكم وأفككم وجبروت مدافعكم وصواريخ طائراتكم وعدوانكم الظالم المدمر على النحو الذي نشاهده في مارب وتعز وصعدة وصنعاء والحديدة وغيرها حيث ما امتدت أياديكم الملطخة بالدم والفجور والرذيلة .
حكومة الإنفاذ هي الحاضر والمستقبل المنشود. أما أنتم وحكومة هاديكم الأكذوبة الزائفة.ستظلون تتنقلون من فندق إلى آخر ومن بلد، إلى بلد وحين تتخلى عنكم جارة السوء وأخواتها ستندمون يوم لا ينفع الندم ويكون مصيركم مزبلة التاريخ.