حملات النظافة.. تأصيل للرقي الاجتماعي
استطلاع / وائل الشيباني
للمرة الخامسة على التوالي تنطلق في العاصمة صنعاء حملة النظافة الوطنية رغم كل التحديات المحيطة بها من أوضاع اقتصادية صعبة جراء استمرار العدوان والحصار الخانق ..ولاقت حملة النظافة تعاوناً كبيرا من قبل المبادرات الشبابية التي أعلنت دعمها الكامل لهذا الحدث المهم والذي تزامن مع احتفالات المولد النبوي الشريف واحتفالات شعبنا اليمني بالذكرى 49لعيد الاستقلال 30من نوفمبر المجيد موجهة رسالة للعدوان بأن أبناء اليمن صامدون صمود الجبال وستستمر الحملة حتى 12من ديسمبر الجاري كسلوك عام يتم ممارسته طوال العام.. آراء عمال النظافة والمواطنين وكذلك المبادرات الشبابية وغيرها تجدونها في سياق الاستطلاع التالي:
نحن سعيدون بهذه المبادرة التي أطلقتها أمانة العاصمة فقد غيرت من تعامل الكثير من الناس لنا وخاصة في أيام الحملة هذا ما قاله إدريس وعبد الرحيم عاملان نظافة في أمانة العاصمة”.
وأكد إدريس من جانبه على تغير سلوكيات الناس تجاههم بشكل ايجابي خاصة في أيام الحملة وما بعدها لشهر أو شهرين من ثم تعود بعض الممارسات التي تسيء لهم من قبل بعض المواطنين وليس جميعهم ولكن الأمر الأكثر أهمية هنا أن الكثير قد تغيرت معاملتهم لعمال النظافة منذ انطلاق هذه الحملة التي أسعدته فكرتها وتقبل الناس لها.
ويتفق معه في الرأي زميله عبدالرحيم الذي تمنى من جانبه من الجميع في أن تستمر طريقتهم في التفكير و التعامل لما بعد أيام الحملة وطول العام فالمواطنون على حد قوله يصبحون ودودين معهم ويبتسمون في وجوههم ويقدرون عملهم بشكل يريحهم كما قال، ودعا الجميع أن لا يتغيروا بمجرد انتهاء الحملة.
تضافر الجهود
تعجبت من كم الشباب الذين تطوعوا معنا وابدوا استعدادهم للمبادرة من اجل المشاركة الفاعلة في حملة النظافة الوطنية وكان الإقبال وتحمس الشباب للمشاركة أكثر من الأعوام السابقة هذا ما يقوله وليد عبد الله رئيس مبادرة معاً. وأضاف : الإقبال الشديد وتحمس الشباب للمشاركة بالحملة الوطنية للنظافة عكس روح التحدي التي يملكها الشاب اليمني الأصيل الصامد والقادر على تجاوز كل العقبات مهما بلغ حجمها.
وهذا ما أكد عليه أيضاً مصطفى القدسي رئيس مبادرة شاركنا الشبابية وقال : لا يعني أن الظروف الاقتصادية التي نمر بها بسبب العدوان أن نتوقف عن القيام بالأعمال التي تساعد اليمنيين للرقي بأفكارهم وتنمية روح الإخاء بينهم وتعليمهم الطرق الصحيحة في كيفية التعامل مع المخلفات وعمال النظافة وكيفية الحفاظ على نظافة عاصمتهم من المخلفات لنرسل رسالة للعالم مفادها أننا صامدون وبمقدورنا العيش والتكيف في كل الأوضاع.
اهتمام جماعي
لم يقتصر الاهتمام بيوم النظافة الوطني على الشباب فقط فقد شمل الأمر أيضاً قطاعا واسعاً من النساء وهذا ما أكدته المعلمة انتصار ياسين معلمة لمادة القرآن الكريم بالقول : أشعر بالسعادة في اليوم الوطني للنظافة وحرصت على المشاركة فيه بعد أن شاركت للمرة الأولى قبل عامين وهذه المبادرة رائعة التي أطلقتها أمانة العاصمة فمثل هكذا أحداث تربي أولادنا وشبابانا على الاهتمام بالنظافة وتقدير جهود عامل النظافة الذي يبذل مجهودا كبيرا في تنظيف شوارعنا وفي هذا العام استعدننا للمشاركة الفاعلة في هذا اليوم بمشاركة الكثير من طلابي الذين ابدوا استعدادنا لذلك.
ومن جانبها أكدت أم عبد الغفور الحمادي ربة منزل أن هكذا فعاليات مهمة وتمنت أن يكون يوم 12 من كل شهر يوما للنظافة حتى تسود هذه الثقافة بين العامة ويتعلم الصغير قبل الكبير أهمية رؤية شوارع وأحياء مدينته نظيفة وخالية من النفايات.
وبنفس الحماس أبدت الحاجة آمنة استعدادها للمشاركة باليوم الوطني للنظافة ودعت كل ربات البيوت وأولادهم إلى المشاركة في الحملة التي تهتم بنظافة شوارع وأحياء العاصمة، وأضافت :في هذا اليوم يجب أن يشارك الجميع والنساء أيضاً عليهن أن يشاركن بهذا اليوم حتى بتنظيف المنزل وجوار بوابات منازلهن.
ثقافة النظافة
من المهم للجميع المشاركة في حملة النظافة هذا ما يؤكده المهندس عبد الناصر ياسين الذي أضاف : المشاركة في مثل هذه المبادرات المجتمعية الهادفة يمثل دافعا قويا لكل الفئات لنشر مثل هكذا ثقافة عند أفراد المجتمع ورسالة ذات دلالات عديدة أهما أن النظافة والاهتمام بالشارع والحدائق العامة والمتنزهات عمل لا يقتصر على عمال النظافة لوحدهم فالجميع مسؤولون عن نظافتها.
ثقافة النظافة هي التي يجب أن تسود وهذا ما أشار إليه ماجد نعمان موظف علاقات عامة.
ويتابع : مثل هذه المبادرات يجب ألا تقتصر على يوم واحد فقط فيجب أن تكون ثقافة تزرع في نفس أبناء اليمن من خلال الاهتمام بنشر هكذا أفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمدارس وخطباء المساجد وغيرها حتى نستطيع تحويل عاصمتنا وأحياءها إلى بيئة مناسبة وقدوة حسنة لباقي المحافظات.
قيم إسلامية
الداعية محمد صالح يقول : النظافة من سمات المجتمع المسلم ولابد أن نشارك في مثل هذه فعاليات وأن نباركها وندعو لمن عمل على نجاحها ونساهم فيها بقدر استطاعتنا لتحقيق ذلك .
وأضاف : قيمة النظافة من أهم القيم الإسلامية، والإسلام ينظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، الأمر الذي جعلها تحظى باهتمام بالغ في الشريعة الإسلامية، اهتمام لا يدانيه اهتمام في الشرائع الأخرى، فلم يعد ينظر إليها على أنها مجرد سلوك مرغوب فيه أو متعارف عليه اجتماعياً يحظى صاحبه بالقبول الاجتماعي فقط؛ بل جعلها الإسلام قضية إيمانية تتصل بالعقيدة، يُثاب فاعلها ويأثم تاركها في بعض مظاهرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ.»