طرفان أثنان يتشاركان قضيةً واحدة
محمد خالد عنتر
تمر علي أحياناً منشوراتٌ لبعض ((المفسبكين)) التابعين لأنصار الله أو المؤتمر الشعبي العام وكلاهما يخون الآخر ويهاجمه ويعاديه بكل وضوح..
ومع أنها مستفزةٌ جداً ألا أن الأكثر أستفزازاً منها هي ردود المؤيدين للعدوان الذين يستمتعون حقاً بهذه الخلافات ويعملون على أعلاء شعلتها أكثر..
وانا أطالع كل هذا راجعت في بالي أمراً يحاول العدو وعملائه تشويشه ..
أن كلا الطرفين ((مؤتمريون وأنصار)) يتشاركون نفس القضية ونفس الهدف .. فالعدو لا يفرق بين المؤتمر وبين أنصار الله ويعتبر الأثنين هدفاً له ولصواريخه ..
بل أنه يرى في كل من وقف ضده من اليمنيين فريسةً لمطامعه الكثيرة .. ولذا فليس من صالح كلا الطرفين أن يتنازعا فيما بينهما ..
بل أن من واجب القواعد الشعبية أن تتعانق معاً وتترك الخلافات الثانوية ومصطلحات التشكيك والتخوين والعداء للآخر ..
فاليوم ليس كعام 2011 ولا 2014م.. لأن الخصم هذه المرة دخيلٌ من وراء الحدود يريد تدمير أرضنا بكل خيرها..
انا من شباب ساحة التغيير الذين خرجوا رفضاً لنظام صالح عام 2011 .. وانا كذلك ممن ناهضوا سقوط صنعاء في 2014 بيد جماعة أنصار الله..
ولكنني اليوم وقفت مع الطرفين لأن الوضع يتطلب وحدةً وطنية ضد العدو الخارجي ..
ومهما كانت خلافاتنا سوف نحلها بمرور الوقت لكن دون عدوانٍ وحصارٍ وقتلٍ وتجويعٍ سعوديٍ أمريكي أو أي طرفٍ أجنبيٍ آخر..
الآن .. يجب أن ننسى الكثير من الزوايا المظلمة للماضي وندعُو الى الأندماج .. فعدونا يقتنص الفرص كي يوقعنا في شراكه ..
وخلافات “المفسبكين” هي في الواقع تخدم العدوان أكثر من خدمتها للوطن ..
ليس مهماً من كان يتبع الشهيد الملصي طالما أنه بذل نفسه من أجل الدفاع عن الوطن..
ولا يهم أيضاً من يحاور أو يناقش طالما أن في ذلك أنتصارٌ للمظلومية ..
متى سيتوقف “زباجو” الفيسبوك عن حملاتهم التحريضية ضد الطرف الآخر .. ومتى ستنتهي تلك المنشورات التي تصب الزيت على النار ..
ما الذي سيجعل “…” يصمت عن معاداة تلك الجماعة؟
ومن سيلجم “…” كلما تفوه بالتخوين لذلك الحزب؟
ولمصلحة من يستمر هؤلاء بقول ما يقولونه؟؟
من الطبيعي جداً أن يحمل المؤتمر وأنصار الله بين أعضائهما الصالح والطالح .. الجيد والفاسد..
ولكن من غير الطبيعي أن يقود بعض الجهلة حملات تشويهٍ متعمدة لهذين المكونين بناء على أحقادٍ شخصية أو حتى مواقف سابقة حدثت قبل العدوان وتكالب ثلث العالم علينا..
لأن السعودية تتربص .. وبمجرد سقوط أحد الطرفين ستنقض .. ولن يجد الآخر لنفسه نصيراً..
وسينتصر الشيطان وحلفاؤه ..
وسنخسر قضيتنا وندفن مظلوميتنا ..
ونعيش في ذلٍ للمحتل الغازي ثم نتمنى لو أننا تعقلنا ولملمنا صفوفنا وتغاضينا عما يمكن أن يسقطنا قبل فوات الأوان.