الثورة نت/متابعات
قالت صحيفة “فزغلياد” في مقال لها إن مشاركة بريطانيا إلى جانب السعودية، ولو بشكل غير مباشر في حرب اليمن، هدفه كسب المال.
حيث تعرض اليمن لقصف بالقنابل العنقودية المصنعة في بريطانيا، في حين أن الملف اليمني يقع في عهدة الإشراف البريطاني، ضمن صلاحيات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
الخبراء والمختصون تعرضوا إلى هذه الحقيقة في تعليقاتهم التي تمحورت حول نداء مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة، فيتالي تشوركين في مجلس الأمن، والذي دعا إلى تجريد بريطانيا من الإشراف على الملف اليمني، لأنها تشارك في هذه الحرب إلى جانب السعودية بشكل غير مباشر، ولأنها تجني مكاسب مالية جراء بيعها الأسلحة في هذه المنطقة. وجاء في كلمة تشوركين أنه ” مارس 2015، وكما كتبت صحيفتا “غارديان” و”اندبندت”، باعت لندن أسلحة في هذه المنطقة بقيمة تفوق عن 3 مليارات جنيه استرليني، أي يعني بما يقارب الـ5 مليارات دولار. وهذه أموال كبيرة تم جنيها جراء الحرب. عمليات توريد السلاح أيضا تؤدي إلى قتل المدنيين والعزل. و في ظل هذا الوضع يتبلور أمامنا سؤال :كيف يمكن لبلد له مصالحه المادية في استمرار الصراع العسكري، أن يشرف على الملف اليمني في مجلس الامن؟”.
تشوركين عبر عن ذلك وهو في حالة من الغضب، مشيرا أيضا إلى “الإزدواجية” في التعامل.
كما أكد الدبلوماسي الروسي أن لندن تعتبر “واحدة من أكبر الموردين للسلاح في المنطقة، وأن هذا السلاح يستخدم في قتل المدنيين لاحقا”.
ولفت تشوركين الانتباه إلى نص مشروع البيان الذي اقترحته بريطانيا كرد فعل على الجريمة التي حدثت يوم (8/10/2016) عندما قصف طيران التحالف الذي تتزعمه السعودية، مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، و قوبل مشروع البيان بالرفض من قبل مجلس الأمن.
“مشروع البيان هذا ليس فقط عمومي جدا في أبعاده، بل أنه ركيك للغاية في مضمونه. ولم يذكر بالاسم من الذي نفذ الغارة الجوية، على الرغم من أن التحالف وبزعامة السعودية اعترف بمسؤوليته عن تنفيذ الحادث، كما أن مشروع البيان لم يدع إلى ضرورة إجراء تحقيق ومعاقبة المذنبين”. كما أوضح المندوب الروسي أن روسيا لم تستطع تأييد المشروع البريطاني لأنه “يشكل إهانة لليمنيين”.
وخلص الدبلوماسي الروسي إلى القول” هل سيتم الإعلان عن حظر جوي فوق منطقة صنعاء، التي تعرضت لضربات جوية عشوائية مرارا، حتى قبل الحادث المأساوي لموكب الجنازة؟ نحن نعتقد أن الوقت حان لإعادة النظر في وضعية الاشراف البريطاني على اليمن”.
وتجدر الاشارة إلى أن دعم بريطانيا للسعودية يلقى عدم الرضى داخل بريطانيا ذاتها. اذ عبر بعض أعضاء البرلمان البريطاني عن امتعاضهم بسبب بيع السلاح للرياض وكذلك لتدريبها الطيارين السعوديين الذين يشاركون بالهجمات ضد اليمن، كما هم يعتبرون.
الخبير المختص باليمن والمستعرب، سيرغي سيريبروف، يعتقد أن فيتالي تشوركين وضع أمام مجلس الامن قضية جدا عادلة ترتبط بإشراف بريطانيا على الملف اليمني، حيث أن البريطانيين يدعمون أحد أطراف الصراع، وتحديدا السعودية التي تتزعم التحالف.
وأشار الخبير إلى أن السعودية اصبحت مؤخرا تشغل المرتبة الثالثة في العالم من حيث حجم الميزانية العسكرية التي تبلغ 82 مليار دولار.
كما أكد المستعرب سيريبروف أن الولايات المتحدة وبريطانيا يجنون أرباحا كبيرة من هذه الحرب، مشيرا إلى أن قيمة العقود العسكرية الموقعة ما بين الدول الغربية والسعودية بلغت 150 مليار دولار.
وأوضح الخبير أيضا، على أنه يستحيل إيجاد حل للأزمة اليمنية عسكريا،” أولا، يستحيل، بالقوة، إعادة عبد ربه منصور الذي فر إلى السعودية كي يعود رئيسا لليمن، وخاصة أنه لا يحظى بتأييد شعبي ملموس بين اليمنيين. وثانيا، مطالبة الحوثيين الذين يساندهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلقاء السلاح، أيضا ـ لا معنى لها.
وحسبما ذكر المستشرق أن أكثر من مئة مواطن مدني ـ يمني يقتل كل يوم بمعدلات الوسط. وأن هيئة الأمم المتحدة لا تملك حتى الآن القدرة لبدء التحقيقات في جرائم الحرب المرتكبة، بسبب التعطيل الذي تمارسه البلدان التي تدعم السعودية وحلفائ ها،
لذا يرى سيربروف، في أن طرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ـ فيتالي تشوركين لمسألة تجريد بريطانيا من الاشراف على الملف اليمني ـ طرح موضوعي وعادل.