لقاءات /جمال الظاهري
تعد محافظة حجة من كبرى المحافظات اليمنية من حيث العدد السكاني, كما أنها من أهم منافذ البلاد البرية, ولها امتداد ساحلي بحري ويوجد بها ميناء صغير (ميدي) على ساحل البحر الأحمر.
يغلب على جغرافيتها السلاسل الجبلية الوعرة, اكتسبت أهميتها الاستثنائية منذ القدم, ولعب أبنائها أدواراً محورية ومفصلية في تاريخ اليمن قديمة وحديثة, ومع ذلك لا تزال اغلب مديرياتها البالغ عددها (31) مديرية في حكم الغائب الذي لا نسمع عنه إلى في وقت الشدائد.
اليوم وفي خضم الأحداث الجسام التي تعيشها اليمن وكما عودتنا تأتي هي وأبناؤها في مقدمة الصفوف سواء عبر مشاركة أبنائها في الدفاع عن الوطن في خطوط المواجهة العسكرية, وأيضاً منخرطين في تقديم جميع أنواع الدعم والمساندة في بقية الجبهات.
((الثورة)) ومن خلال هذه الأسطر نزلت إلى المحافظة لمعرفة سير حملة دعم البنك المركزي اليمني وإسهام أبناء حجة في الجبهة الاقتصادية, والتقت بوكيل المحافظة رئيس اللجنة المالية الدكتور/ عبدالملك جحاف, والأخ/ مدير عام مكتب البريد في المحافظة خالد الداعري .. نتابع:
* التقينا وكيل المحافظة للشؤون المالية والادارية الدكتور/ عبدالملك جحاف – رئيس اللجنة المالية لحملة دعم البنك المركزي- وسألناه عن أهمية واثر دعوة السيد عبدالملك الحوثي فيما يخص حملة الدعم للبنك المركزي؟ فأ جاب بالقول
– أتت دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لدعم البنك المركزي في وقتها, وكما عودنا هذا الرجل الحكيم والقائد الملهم الواثق بربه والمدرك تماماً لما يريده أعداء اليمن, والمدرك أيضاً لما يستطيع تحقيقه أبناء الشعب اليمني من معجزات رغم فارق العدة والعتاد, عودنا أن تأتي توجيهاته ودعواته في الأوقات الصعبة والحرجة حاملة في طياتها التشخيص السليم للواقع والحلول الناجعة للمشاكل والعقبات التي يضعها الأعداء في طريق التحرر من التبعية والارتهان للخارج.
– وبالنسبة للتقييم في ما يخص محافظة حجة قال: الإقبال جيد إلى حد ما, ولكن كما يقال: (إذا عرف السبب بطل العجب), نعرف أن محافظة حجة فقيرة اقتصادياً وكانت تعتمد على عائدات المنافذ البرية (حرض وميدي) التي كانت ترفد المحافظة واليمن بعائدات ضخمة, إضافة إلى ذلك فإن نسبة كبيرة من أبناء حجة في حكم المهجرين قسرا ومنكوبين بفعل العدوان والقصف المستمر, فمعظم أبناء المحافظة كانوا يعتمدون على هذه المنافذ, وأسسوا استثماراتهم بالقرب منها, حتى أبناء المديريات غير الحدودية كانوا يعتمدون في كسب عيشهم على النشاط الاقتصادي في هذه المديريات الحدودية.
– وفيما يخص أثر دعوة السيد القائد في نفوس الناس اوضح: كان لهذه الدعوة الأثر الايجابي الكبير, فيما كان التجاوب من قبل أبناء الشعب فوق كل التصورات, وأتت الحملة بالثمرة الأولى للنصر في الجبهة الاقتصادية.
· وأضاف: هذا النجاح كان بفضل وعي السيد القائد الذي قدم لنا الحل, وفاجأ العالم بالنتيجة, قدمه وهو يدرك ما يعانيه أبناء الشعب من حصار وقصف وتهجير وتدمير لكل مقومات الحياة الاقتصادية, لأن إدراكه وثقته بأن الله من يهب النصر, وبأن أبناء اليمن قادرين على تجاوز المحنة وكسر الحصار وإفشال مؤامرة اَل سعود ومن معهم ويقف إلى جانبهم من قوى الاستكبار وأذيال العمالة (مرتزقة) الداخل.
* وعن الأرقام التي حققتها الحملة في محافظة حجة قال:
– الحملة بدأت في 25 سبتمبر ولا زالت مستمرة, والإقبال والعمل من أجل رفع وتيرة الدعم أو فتح الحسابات البنكية والتوفيرية مستمر, وبالنسبة للأرقام والإعلان عنها فمن اختصاص اللجنة العليا للحملة في صنعاء.
وتحدث الدكتور جحاف عن العلاقة بين الحرب التي تشن على اليمن من قبل النظام السعودي والتركيز على الحرب الاقتصادية في هذا التوقيت قائلا:
– استهداف اليمن ليس جديداً, ومن ذلك استهدافه اقتصادياً, هذا العدوان والحروب والاستهداف لليمن من زمان, ولم يتوقف ليوم واحد, وإنما الجديد في هذه الحروب الظالمة أنها اليوم تشن بصورة مباشرة فيما كانوا يشنون حروبهم السابقة عبر عملائهم في الداخل, الذين نهبوا الثروات وعملوا بجد من اجل إبقاء اليمن ضعيفاً محتاجاً على الدوام.
لديهم اعتقاد بأن قوة اليمن واستقلاله بقراره ومنها الاقتصادية يعني نهاية لأنظمتهم العميلة للمستعمر القديم بريطانيا ومن ثم الأمريكي في العصر الحديث, لذا وحين أتت ثورة 21 من سبتمبر وقضت على هؤلاء العملاء ومن نجا منهم فر إلى أحضان أسياده في السعودية ودول الخليج التي أوجدها نفس المستعمر الذي زرع الكيان الإسرائيلي في فلسطين وجدوا أنفسهم مضطرين للتدخل المباشر عبر العدوان الغاشم الذي عمد إلى القضاء على كل مقومات حياة الشعب اليمني كل شيء في اليمن استهدف.
* وعن إسهام وتجاوب أصحاب رؤوس الأموال والشخصيات الاجتماعية في حملة دعم البنك المركزي قال الوكيل جحاف:
شكلت لجنة لهذا الغرض ضمت عدد من الشخصيات المعروفة والمعنيين ويتم الالتقاء بالتجار, وهنا لا أخفيك أن التجاوب غير مقنع, وتحن نعمل على وتقديم الحوافز والضمانات لهم كي تكون مساهمتهم اكبر وأكثر جدية, وفي نفس الوقت نتفهم وضعهم وما تعرضوا له من خسائر, فبعضهم تعرضت استثماراتهم إلى تدمير كبير وقصف مباشر من قبل طائرات العدوان كرجل الأعمال يحي هاشم سلبة الذي دمر العدوان مصنع الاسمنت التابع له ومحطة لتعبئة الغاز, فيما آخرين فقدوا رؤوس أموالهم نتيجة إغلاق المنافذ البرية وتعرض محلاتهم ومبانيهم للقصف المتواصل, الأمر يحتاج إلى تفاني وجهود كبيرة في هذا الجانب.
– وفيما يخص المديريات الحدودية (المنكوبة) يقول:
هذه المديريات لها وضع خاص وهي في حكم المناطق المحروقة أو المنكوبة التسميات التي تحضرني لا تفسر ما تعرضت له هذه المديريات.
وأضاف: الأوضاع فيها لا زالت أوضاع قتال وحرب قاسية وشديدة جداً, وأكيد تعرفون ويعرف الجميع ما تتعرض له من عدوان, ولكن بعون الله وبحنكة القيادة السياسية وصمود وشجاعة أبناء تلك المديريات وبقية أبناء المحافظة والجيش واللجان الشعبية الذين سجلوا ملاحم لا سابق لها في المواجهات انتهت جميعها بكسر كل الزحوفات وتلقين الغزاة ومرتزقتهم الدروس القاسية التي لن ينسوها في ظل وضع غير متكافئ من حيث العتاد.
واستطرد قائلاً: سكان هذه المناطق إما مقاتلون في الجبهات أو نازحون ويحتاجون إلى المساندة والدعم, القرى والمزارع قصفت وكذلك الطرق والمستشفيات والمدارس ومضخات المياه ولا زالت هذه المديريات تتعرض للاستهداف والقصف اليومي, تم تهجير الناس وفقدت مصادر الدخل.
– وعن دور السلطات المحلية والمنظمات وما يعانيه أبناء حجة يشير الى ان وضع البلاد والحصار الشامل فاقم المأساة والسلطات لا تستطيع في ظل هكذا وضع تقديم العون بسبب الأولويات التي فرضها العدوان ما تقدمه المنظمات الاغاثية قليل جداً ومع ذلك تتعرض هذه المنظمات للضغوط الكبيرة من قبل العدوان كي تترك عملها في المناطق الشمالية لليمن, حتى تلك التي تعمل في المجال الإنساني تتعرض للضغوط .. بل واستهدفت بالقصف المباشر, وقد سمع العالم ووثق ما تعرض له مستشفى أطباء بلا حدود من قصف وكيف انتهى الأمر بشراء المواقف الدولية بالمال السعودي المدنس.
وخلص إلى القول: نحن نواجه عدوانا بربرياً وعدوا ليس لديه ذرة من قيم أو أخلاق, عدو متغطرس حاقد لا يفرق بين الجائز وغير الجائز, في ظل وضع وصمت عالمي غير مسبوق, استطاع اَل سعود شراء الضمير العالمي والعربي والإسلامي, ولكن ثقتنا بالله وبقيادتنا الرشيدة كبيرة, والنصر للمستضعفين وعد الله الذي لا يخلف.
التجاوب جيد
– ومن اجل استكمال الصورة في ما يخص حملة دعم البنك المركزي التقت (الثورة) مدير عام بريد حجة خالد الداعري وطرحت عليه بعض الأسئلة وخرجت بالتالي:
– عن سير حملة دعم البنك المركزي فإن تجاوب المواطنين مع دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كان جيداً, خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها أبناء المحافظة كونها أحد اكبر المحافظات التي تعرضت للقصف لبناها التحتية على قلتها, وإذا ما أدركنا أنها كانت تعتمد في نشاطها الاقتصادي على المنافذ الحدودية التي أغلقت وهجر اغلب أبناء المديريات التي تقع فيها هذه المنافذ التي كانت أيضاً الركيزة الأساسية للنشاط التجاري ومقصد ومصدر دخل أغلب أبناء محافظة حجة.
نعمل فترتين
* وعن نشاطهم ودورهم والإجراءات التي اتخذوها كجهة تحصيل تستقبل التبرعات قال:
– بالنسبة لنا في مكاتب البريد فقد اجتمعنا بالإخوة العاملين في جميع مكاتب البريد وتدارسنا التحديات التي قد نواجهها ووضعنا لها الحلول من قبل بداية الحملة الشعبية وابدوا جميعهم الاستعداد للعمل ليلاً ونهاراً من اجل إنجاحها, وفعلاً تم ذلك, ومكاتبنا مفتوحة على مدار الأسبوع لفترتين صباحية ومسائية لاستقبال الداعمين ولمن يريد فتح حسابات توفير.
لجان فرعية
وبالنسبة لعدد المديريات وعدد مكاتب البريد على مستوى المحا فظة قال:
– لدينا (15) مكتباً بريدياً, فيما أن عدد المديريات (31) مديرية, ومن أجل تغطية هذا النقص شكلنا لجان فرعية شملت كل المديريات المستهدفة في المحافظة باستثناء المديريات الحدودية التي شهدت موجة نزوح وتهجير نتيجة القصف المتواصل, ولأن أبناء هذه المديريات ( ميدي – حرض عبس) قد انتقلوا إلى مخيمات منتشرة في أكثر من مديرية.
لجان ميدانية
* وفيما يخص صعوبات وصول المتبرعين إلى مكاتب البريد نتيجة الوضع الاقتصادي وجغرافية المحافظة الصعبة والترتيبات التي اتخذت لتجاوز ذلك يقول:
– شكلت لجان للنزول الميداني إلى المراكز والعزل والمديريات التي لا يوجد فيها مكاتب بريد وحتى القرى, وتقوم هذه اللجان بجمع التبرعات وتحرير السندات الرسمية التي تم طباعتها خصيصاً لهذا الغرض, ومن ثم إيداعها في اقرب مكتب بريد متواجد في اقرب مديرية, وحال توريدها يتم قطع سند رسمي للمودع من المكتب الذي تم الإيداع فيه.
اللجان المشكلة
. وعن عدد هذه اللجان على مستوى المحافظة يشرح مدير عام بريد حجة قائلاً:
– لدينا لجنة إشرافية عليا يرأسها الأخ المحافظ وعضوين منهم الأخ مدير عام البنك المركزي, وهناك لجنة مالية رئيسية يرأسها وكيل المحافظة للشؤون المالية والإدارية الدكتور عبدالملك جحاف وتضم في عضويتها ستة أشخاص هم محمد صبار الجماعي عضو الهيئة الإدارية, خالد الداعري مدير عام بريد المحافظة, محمد هادي القنازي مدير عام صندوق الضمان الاجتماعي عبدالله الأهنومي مدير الرقابة بمحافظ حجة و محمد ناصر الواصري لجنة الإمداد والتمويل ولدينا لجنة إعلامية رئيسية وأخرى فرعية يرأسها أحد الوكلاء ولجنة سكرتارية ومتابعة.
وقال: إلى جانب اللجان الرئيسية هناك سبع لجان على مستوى المديريات, كل لجنة تتولى الإشراف والمتابعة لعملية جمع التبرعات في المناطق التي لا يوجد فيها مكاتب بريد حتى يتم الإيداع في مكاتب البريد.
نقص مكاتب البريد
وأضاف: محافظة حجة كبيرة ويبلغ عدد مديرياتها (31) مديرية بينما مكاتب البريد لا تغطي إلا (15) مكتباً بريدياً, لذا تظل هذه المكاتب مفتوحة طوال أيام الأسبوع ولفترتين صباحية ومسائية, كي نتمكن من تقديم الخدمات البريدية ومنها المالية المعروفة لدى الجميع ولتيسير عملية التبرع على المواطنين.
مفهوم الادخار
وعن الخدمات التي تقدمها مكاتب البريد وتنوع الدعم في هذه الحملة وأثره المستقبلي في أوساط الناس قال خالد الداعري:
– الخدمة التي نقدمها اتخذت شكلين الدعم المباشر للبنك المركزي عن طريق الحساب الموحد (700800), والصورة الأخرى للدعم هي فتح حسابات جارية أو حساب توفير يتم فتحها من قبل المودعين, وهنا نؤكد وندعو المجتمع بكافة فئاته للاستفادة والمساهمة في رفد الاقتصاد الوطني وتقوية الجبهة الاقتصادية, وإحياء مفهوم الادخار في أوساط الناس ونغرس هذا المفهوم الهام في عقول أبنائنا لما له من أهمية وعائد ايجابي على المدخر وعلى الوطن.
من اختصاص اللجنة العليا
وفي ما يخص الأرقام المسجلة على مستوى المحافظة اوضح بالقول:
– حاليا لا استطيع أن أعلن عن أي رقم واللجنة العليا والمركز الرئيسي هم أصحاب الحق في الإعلان, كما أن العملية لا زالت مستمرة وأملنا أن نحقق أرقاما كبيرة على مستوى الجمهورية رغم ما تعيشه محافظة حجة من أوضاع.