حدة حزام
لا! لم يعد السكوت ممكنا، السكوت على ما يجري في اليمن، صار جريمة وتواطؤا مع المملكة السعودية التي استباحت الدم اليمني.
ليس سوى في العراق واليمن، تستهدف مجالس العزاء والجنائز، ويقتل الأموات مرتين.
لن تكفي الانتقادات التي وجهها المجتمع الدولي للتحالف العربي، الذي تقوده السعودية على اليمن منذ أزيد من سنة، ولا أحد بإمكانه تحديد الحصيلة التي خلفها القصف السعودي على صنعاء والمدن اليمنية الأخرى، منذ عاصفة الحزم وحتى قبلها.
إنها الحرب المنسية وتآمر المجتمع الدولي على أطفال اليمن، فالسعودية التي تترأس حقوق الإنسان في المنظمة الأممية، بموافقة الغرب المتآمر، مازالت تقتل الأطفال في اليمن، وتهدم بنيته التحتية والفوقية، ومازالت تدك البيوت على رؤوس سكانها، ولا أحد قادر حتى على إصدار بيان إدانة لما تقوم به هذه الدولة التي صارت تنافس إسرائيل في جرائمها ضد الإنسانية.
فبينما يكشر العلالمان الغربي والعربي عن أنيابهما لإدانة ما يجري في حلب ويرفعان هاشتاق ”حلب تحترق”، يدير الجميع ظهره إلى ما يجري في اليمن، خوفا من غضب آل سعود وحرمانهم من أموال النفط الملطخة بدماء أطفال اليمن.
فماذا يدفع بالسعودية لتدمير اليمن؟ هل حقا إعادة الرئيس ”الشرعي” إلى منصبه؟ وهل يقبل عبد ربه منصور هادي أن تدك بلاده بهذه الصورة ويقتل أبرياء في بيوتهم وفي مجالس عزاء، مثل ما حدث مساء السبت، مقابل منصب أو الشرعية مثلما يدعون؟!
أم أن المملكة تريد تغيير تاريخ اليمن السعيد، اليمن ذي الحضارة الضاربة في التاريخ، قبل أن يعرف آل سعود ومن قبلهم معنى الحضارة ومعنى العمران، ألم يكن اليمن هو الأول الذي عرف البناء بالطوابق في تاريخ الإنسانية؟
الكل يعرف أن المملكة لا تحارب المد الشيعي، ولا التواجد الإيراني في اليمن، بل تريد السيطرة على باب المندب، لتحكم التضييق على إيران وتتحكم في التجارة العالمية، وفي معابر النفط الإيراني، لكن لا أحد وخاصة مصر أو إيران ستسمح للملكة بالسيطرة على باب المندب، والسيطرة على أية منطقة استراتيجية كمضيق باب المندب، لا يتم بموافقة دولة ما حتى لو كانت تطل عليه مباشرة، وإنما بتوافق دولي، وهذا ما تريد السعودية وخلفها قطر فرضه على العالم بالقوة، وبمقابل استرخصته وهي التي تترأس مجلس حقوق الإنسان، حياة أطفال اليمن وشعبه.
فإلى متى ستبقى المملكة تعيث فسادا وجرما في اليمن وشعبه؟ فلا روسيا ولا إيران أو الصين ومصر ستقبل بتغيير موازين القوى في المنطقة والسماح للمملكة السعودية، المجرم العالمي الأول بعد إسرائيل، أن تحكم قبضتها على رقاب الشعوب.
على مسلمي العالم أن يتحدوا لسحب المناطق المقدسة من المملكة ودعم المطلب الإيراني بوضع البقاع المقدسة وتسيير مواسم الحج والعمرة من طرف سلطة مستقلة، ما دامت السعودية تستعمل مداخيل الحج وأموال المسلمين الذين يقضون طوال حياتهم يقتصدون ويحرمون أنفسهم لزيارة مكة والمدينة، ثم يستغل شقاء عمرهم وعرق جبينهم في قتل مسلمين سواء في اليمن أو سوريا أو العراق أو حيثما تلاعبت المملكة بمصائر الشعوب؟!
فهل يعلم المسلمون أن أموالهم تذهب لشراء أسلحة وتذهب على شكل ودائع لدعم الاقتصاد الأمريكي الذي يسند ظهر إسرائيل؟!
كاتبة جزائرية – رئيسة مؤسسة الفجر للصحافة