اليمن.. بين الإصرار على التضليل.. والحقائق الناطقة
احمد شعيتو
لا تزال قوى العدوان على اليمن مصرة على التفنن في سبك التضليل وسَوق الادعاءات المختلفة سواء حول دورها أو الوقائع الميدانية.. أخبار موجهة وتقارير إعلامية ملؤها التدليس وتصريحات تتراوح ما بين إخفاء الحقائق وادعاء “المآثر” أملا في استمرار استقطاب رأي عام داخل هذه الدول يستمر بدعم العدوان أو إخفاء فشل أو استقطاب رأي عام يمني..
لكن من يخاطب هؤلاء في تضليلهم، هل الشعب اليمني الذي يعتدون عليه ويهشّمون بلده وينهبون موارده ويتدخلون في إرادته ومصيره دون أن يستدعيهم احد من الشعب أو يشكو إليه مظلمة؟ أم يخاطبون شعوبهم التي يبدو اغلبها مقموع الرأي مساق الإرادة وفق أنظمة لا مجال فيها للرأي الآخر، أم الشعوب العربية التي وإن ثارت هنا وهناك ضد حاكم ظالم لم تصل إلى حد التعبير الوافي عن رفض الظلم في القضايا المجحفة للإنسان العربي.
لكن الشعب اليمني تبدو قناعاته ثابتة كرسوخ الجبال رغم كل التضليل ورغم حشد مواقع وقنوات في اليمن وخارجه تمولها جهات خارجية لتكون أبواق فتنة تارة أو قلب حقائق تارة أو إشادة بالقوى المشاركة في العدوان و”مآثرها” في تقديم المساعدات والإغاثة للشعب اليمني. والسؤال -المفارقة هنا : الإغاثة من ماذا؟ فهل كان الشعب اليمني بحاجة لإغاثة قبل هذا العدوان. الحقائق أمام الشعب اليمني ماثلة وساطعة بل مُعاشة، ومحاولة تضليله هي افشل الفشل وكل الادعاءات المستمرة لا تثبت إلا أمرا واحدا هو عجز العدوان عن تحقيق أهدافه.
آخر الادعاءات كان ما يتعلق بالسفينة الحربية المشاركة في العدوان والقول انها كانت سفينة مساعدات، وان الجيش واللجان منعوا المساعدات عن الشعب عبر استهدافها!. نعم فالعدوان هو ذلك الآتي بالأمل والمساعدات ، لكن لن ينفع لا الادعاء أنها اغاثية وسفينة مساعدات ولا الادعاء الواهي بالخطر على الملاحة الدولية في باب المندب في التضليل وتغطية الخسائر وإخفاء حالة العدوان وتامين تأييد لأهدافه الحقيقية والمدعاة.
ولاحظ المتابع كيف تناقضت الأخبار حول السفينة بين السلطات الإماراتية وبين تحالف العدوان حول طبيعة ما حصل وطبيعة الخسائر بل طبيعة السفينة ودورها. وفي البداية كان الإعلان الإماراتي عن تعرض احد قطعها البحرية لحادث ثم انتقل إلى الحديث من قبل الإمارات و”التحالف” عن سفينة مدنية ثم سفينة إغاثة ثم سفينة مساعدات! هذا الارتباك وإخفاء الحقائق وتناقضها كان على وقع المفاجأة التي لم يتوقعها قوى العدوان حيث تستخدم الجيش واللجان مفاجأتها بشكل مدروس وبحنكة وصبر استراتيجي وهي بهذه الضربة وجهت صفعة لقوى العدوان البحرية تستطيع تحييدها بشكل كبير من الميدان.
وقد نشر موقع لحج نيوز تقريرا يشير إلى أن تتبع الملاحة البحرية عبر الأقمار الاصطناعية يفضح كذب التحالف السعودي حول السفينة “سويفت”.
إذا اعتبر البعض الحقائق الدامغة التي يوردها أبناء اليمن والجيش واللجان وحول الإنجازات الاستراتيجية غير معتدٍّ بها لكن ماذا عن الإعلام الغربي وما أصبح يكرره من تقارير ، هل سيكذبونه أيضا؟ وماذا عن تقرير مثل ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الجيش اليمني واللجان يحققون إنجازات وانتصارات غير متوقعة وراء الحدود وحكومة السعودية تتعمد إخفاء كل تلك الحقائق، ومن ما أوردته الصحيفة حينها أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من تدمير 98 موقعا عسكريًا سعوديًا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدمير كليا، إلى جانب 76 موقعا عسكريا تم اقتحامها والسيطرة عليها.
وإذا اعتبر البعض أقوال اليمنيين حول داعمي العدوان وحول الجرائم رغم الصور والمشاهد الموثقة غير معتد بها، فماذا عن ما تقوله “نيويورك تايمز” أن “الولايات المتحدة متواطئة في مجازر اليمن” من جوانب عدة أهمها استمرار تزويد السعودية بالأسلحة. وتورد تقارير أخفاها العدوان مثل استهداف مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلاحدود في محافظة حجة واستهداف احد المصانع في العاصمة صنعاء وقتل عشرات المدنيين وغير ذلك، وماذا عن قول صحيفة “واشنطن بوست” إن الولايات المتحدة مستمرة في بيع قنابل عنقودية للسعودية.
وما بين الابتزاز وبين الصفقات تتعامل السعودية مع المنظمات الدولية والحقوقية لمنع إصدار إدانات لانتهاكات العدوان في اليمن لأن الإدانات من منظمات عالمية تشكل حرجا اكبر وفضحا أوسع للانتهاكات التي تحصل يومياً، لكن هذا الابتزاز أو عقد الصفقات لمنع التقارير الحقوقية ما بات أمرا واضحا ولم يعد ينفع منعه إخفاء وتغطية. ولم يعد ينفع معه تصريحات تلفزيونية مضللة حول تفادي مناطق مدنية. فأين هذه التصريحات من كل مشاهد الدمار والقتل ومن الحقائق التي يوردها الإعلام الغربي ومن إدانات بعض المنظمات الإنسانية للجرائم ضد المدنيين.
توثيق المشاهد للرد على المزاعم وتثبيت الوقائع سواء في الميدان اليمني أو وراء الحدود هو من أهم الردود من قبل القنوات والمواقع الوطنية اليمنية على طمس الوقائع، حيث تأتي بالتقارير الدامغة والمشاهد الواضحة في دور إعلامي كبير كما أصبح يحصل عند كل انجاز وكل انتهاك ليكون الصدق والحقيقة هي الناطق بلسم الحق في اليمن وهي صاحبة اليد الطولى في رد كل محاولة تضليل، وهنا يمكن أن نسوق مثالاً كما حصل من بث حقائق بالصوت والصورة حول سيطرة الجيش واللجان على مديرية ميدي بعد ادعاء قوى العدوان سيطرة مرتزقته عليها، أو مثل ما حصل من ادعاء السيطرة على منفذ الطوال الحدودي بجيزان حيث تم بث تقرير ميداني من منفذ الطوال، واظهر التقرير انتشار قوات الجيش واللجان الشعبية في المنفذ وغياب أي تواجد للقوات السعودية ومرتزقتها وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة. كل هذه الادعاءات لتغطية الهزائم ومنها ادعاء متكرر لزحف قبائل على العاصمة صنعاء، وهذا نظرا إلى رمزية العاصمة، لكن هذا أيضا تكذبه الوقائع.
نقلاً عن موقع “المنار”