عبدالرحمن مراد
إنَّه العيدُ الذي قد أتى
حاملاً في مقلتي حُلّمَ الفتى
الصباحات همت في عيوني
عطشاً يندى على حُزْن الجتا
والمساءات يدٌ في يدٍ
تَعْصِرُ الوقْتَ على بَرْدِ الشتا
يا ندى.. يا.. ثمَّ جاء الرّدى
يزرع النار على باب المتى
***
البدايات عصافير مَنْ
في زبيب العيد كانوا المبتدا
والنهايات على رمْلنا
عطش الجوعى ونيران الصدى
كيف ما توا…؟..قيل قد عاتبوا
رَهَجَ الحرب على باب الرّدى
فتيةٌ قد آمنوا بالضحى
وطناً يَهْفُوْ إلى ياء النِّدا
***
لم نكن نعرف لوز الهوى
في فم الحزن ولا وجه الفرحْ
لم نكن نعرف أحلامنا
إن مشى الوقتُ على هام الشبحْ
مُنذْ أتى العيد على بالنا
هجر الطيرُ بساتين البلحْ
ما تزال الحرب في دارنا
لم نزل تقتات جوع الترحْ
***
صَبَأَ العيد وريح الصبا
طفلة نامت على هام الرُّبى
العشايا ضاحكاتٌ وما
عَرَفَ الصبح لداري أربا
هاكذا الحبُّ غفا في دمي
مُثَقِلاً عُشْبَ شجوني بالظبا
في رمادي جَمْرةٌ ما خبت
في صهيلي فارسُ كان النَّبا
***
قيل في العيد حكايا شجنْ
قيل أفراحٌ وماءٌ كالأملْ
ترف العيد على عادتهْ
يحتسي الصيح ويقتات الطفلْ
لم نعد في دارنا.. ربَّما
في غدٍ نأتي على وجه العجلْ
والغد الآتي على رسلهِ
كَيَدٍ تحْذف حاءً من حَمَلْ
***
عابرٌ في الأرض..في محجري
دمْعةٌ خرساءَ في خدِّ العدمْ
عِيْدُ مَنْ جاءَ على حافري
لا الضحى جاء ولا نام الألمْ
طفْلةٌ تمشي الهوْينا هنا
مِلْبَسٌ بالي ودينا من صممْ
لم يكنْ عيدي كما ينبغي
إنما مازال في جيبي قلمْ
***
شارعٌ.. كالهمِّ شدَّ الخطى
ويدٌ كالحزن أمستْ أَرْبُعَا
كان يوماً فارهاً ليته
في صياصي الرّوْحِ كان الأروعا
المدى العاطل في مِزْهري
كان طفلاً حالماً سرنا معا
إنَّهُ العيد وها قد مضى
تاركاً في خدِّ طفلي أدْمُعَا
***
الأضاحي واجمات في الضحى
والتهاليل لها وقْعُ الوجعْ
والمصلُّوْنَ على عادتهم
في التحايا والتهاني والهلعْ
عَبَرَ الفْاتح باباً ثالثاً
كان حِلْماً للمرايا والبدعْ
لم يكن يومي على عادته
رَقَصَ البومُ على طبل البَرَعْ.
****
صنعاء في 10 سبتمبر 2016م