استطلاع / عبدالباسط النوعة
مدينة صنعاء القديمة المدينة العريقة التي كانت ومازالت وستظل قبلة لكل عشاق التاريخ والحضارة والجمال برغم حقد العدوان وسعيه المستمر والمتواصل لتدمير هذه المدينة .
تواجه هذه المدينة اليوم وحشية لم يسبق لها ان واجهتها على امتداد تاريخها العريق الممتد لما قبل مئات السنين, فكم حروب وكم حوادث وأحداث كبرى كان فيها هذه المدينة شاهدا وحاضرا ولم يتأثر هذا الشاهد الجميل بتلك الأحداث والحروب ولكن العدوان الذي تقوده مملكة الشر اليوم على بلادنا كان له بالغ الأثر من التدمير والعبث في حق هذه المدينة ، إذن فالفرق كبير بين حروب وأحداث أمس وعدوان اليوم وهذا الفرق ناتج عن اختلاف العدو نفسه ، فعدوا الامس ربما كانت تحكمه بعض من قيم وأخلاق وترفع أما عدوان اليوم لا اخلاق ولا قيم يحارب وهو يضمر الحقد والكراهية لشعب ووطن .
مدينة صنعاء القديمة المأهولة بالسكان ذات البنايات الشاهقة بقيمتها العظيمة المعتمد على المواد البسيطة التي جوهرها الطين تواجه اليوم افتك أنواع الاسلحة الصاروخية ، لماذا كل هذا الحقد على صنعاء القديمة وعلى التراث اليمني يا قوى العدوان ؟!
اصبح حقد العدوان وسعيه المستمر والممنهج منذ بدايته في مارس من العام الماضي الى تدمير تراث اليمن في كثير من المناطق مثار استغراب واستنكار الكثير من المهتمين والمعنيين وتعالت أصواتهم ضد هذا الصلف والوحشية التي تجسدها مملكة آل سعود ، فالدكتورة أمة اللطيف الثور وكيلة وزارة الثقافة لقطاع الأثار والمتاحف والمدن التاريخية تحدثت منذ وقت مبكر أن العدوان يسعى لتدمير تراث اليمن بدافع الحقد والكراهية والحسد لتلك القيمة العظيمة والثروة الحضارية الهامة التي يمتلكها هذا البلد ، وأشارت إلى أن ما حل بصنعاء القديمة فاق كل التصورات واثبت جدلا وقطعا تلك العنجهية والتعمدية في الاستهداف والسعي الحثيث من قبل العدوان الى تدمير هذه المدينة العريقة فمشاهد الدمار في حارتي القاسمي والفليحي نتيجة استهداف طائرات العدوان لهاتين الحارتين بصورة مباشرة بغارتين منفصلتين متقاربتين في الزمن اسابيع فقط تفصلهما عن بعض, مشاهد الدمار والخراب للمنازل التاريخية العريقة والعتيقة لم تنسى والألام والجراحات ما زالت منفتحة وغائرة ونفاجئ بقصف ثالث قبل أيام قلائل هو الأشد بغارات متعددة بحق حارة قديمة حارة المدرسة خلف دمارا واسعا وأضرارا بالغة في عشرات المنازل, كيف لهذه المدينة ان تحتمل كل هذه الوحشية والقسوة .
ودعت إلى فتح تحقيق سريع وعاجل تشرف عليه اليونسكو وتشكل لجنة مستقلة من المختصين والمعنيين بالتراث للعالمي للتحقيق في جرائم العدوان بحق صنعاء القديمة .
وتساءلت: لماذا هذا الصمت المخزي من قبل المجتمع الدولي والمنظمات المعنية أليست صنعاء القديمة والتراث اليمني بشكل عام جزءا من التراث الإنساني أم أن الحسابات هنا تتغير نتيجة الريال السعودي ؟!
دور تخريبي للتراث الانساني
ويقول رئيس هيئة الحفاظ على المدن التاريخية محمد فارس : عندما يكون الاستهداف الثالث لمدينة صنعاء التاريخية حتى الاَن ناهيك عن الاضرار الناتجة لحرم المدينة وما جاورها نتيجة الاستهدافات لما جاور المدينة فهذا يدل على ان العدوان يستهدف ما يريد سواء كان مدناً تاريخية أو مواقع ومعالمأ أثرية بغطاء أممي ودولي وهذا ما لاحظناه منذ اول غارة على مدينة صنعاء بحارة القاسمي ثم العشرات من الغارات على المعالم والمواقع التاريخية في اليمن ، قد لا يكون العدوان قد حصل على الضوء الاخضر من الامم المتحدة والمجتمع الدولي للإجهاز على تراثنا الانساني في اليمن بل لأن العدوان له موقف من التراث العالمي كدور تخريبي يتبناه كما هو في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول .
منظمات دولية هزيلة
وإذا كانت صنعاء القديمة اليوم تواجه هذا العدوان وهذا الدمار أمام أعين العالم فهي رسالة واضحة ان العالم بمنظماته الحقوقية والمهتمة ما هي إلا خدعة كبرى وهو ما ذكرته الأخت أمة الرزاق جحاف وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والتي أوضحت أن لجنة للتحقيق تكون دولية هي أقل ما يمكن ان تقوم به تلك المنظمات الضعيفة الهزيلة التي يرتفع صوتها وتبرز أفعالها بحسب السياسة والمصالح للدول الاستعلائية .
وقالت : طالبنا مرارا وتكرارا بموقف دولي قوي من شأنه التأثير على مملكة العدوان لايقاف استهدافها للتراث اليمني ولكن كل ما وجدناه أصوات خافتة تأتي من هنا وهناك وها هو العدوان مستمر بتدميره الممنهج وبإصرار كبير على مواصلة مشروعه التدميري لهذا التراث العظيم .
وطالبت بتفعيل المواثيق والقوانين الدولية فيما يخص الاعتداء على التراث أم أن السعودية خارج إطار كل القوانين الدولية والأعراف والقيم نتيجة المال الذي جعل الدول تلهث وراءه ولا تكترث لشيء .