السعودية تقايض بالمال دماً !!
أحمد يحيى الديلمي
من باب التثبت من المعلومة وأخذها من أقرب مصدر للحدث اتصلت بزميل صحفي في عدن الغالية للتأكد من صحة الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام عن تجنيد أعداد من أبناء المحافظات الجنوبية ونقلهم إلى نجران لحماية ما تعتبره السعودية حدودها الجنوبية بعد أن فشل الجيش السعودي في مواجهة ضربات وتمدد الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية ..
لم يتمالك الصديق العزيز نفسه .. أطلق آهات متعاقبة دلت على حزن عميق وأجاب بنفس النبرات الحزينة .. نعم يا أخي هذه هي الكارثة !! الموضوع طويل انتظر مني رسالة في الفيسبوك وقد وصلت الرسالة وهذا نصها .. ( كنا استبشرنا خيراً في هذه المدينة المنكوبة عند سماع الشائعات بأن السعودية استدعت كل الجماعات المتطرفة “القاعدة ، داعش ، النصرة” من كل المحافظات الجنوبية تمهيداً لنقلهم إلى نجران وجيزان لمحاربة الروافض والمجوس القادمين من اليمن ، إلا أن الجماعات طلبت مقابلاً ماديا كبيراً وبعد أن تسلمت جزءاً من المبلغ تنصلت وأعلنت أنها لن تفرط في المكاسب والانجازات التي حققتها وأن الطرف السعودي وافق على ذلك باعتبار أن الجماعات مكلفة بمهام كبيرة في نفس المناطق المسيطرة عليها ، وطلب من الجماعات نفسها الإسهام في تجنيد الشباب من الغلابا والبسطاء المساكين والإسهام في تدريبهم وتأهيلهم مقابل المبالغ التي تسلمتها الجماعات ..
وهناك رواية أخرى تؤكد أن الرياض تنبهت إلى خطورة نقل هذه الجماعات إلى الأراضي السعودية وما سيترتب على الخطوة من عواقب وخيمة وبالتالي حتى مشاركة أي من الجماعات في التجنيد والتدريب أصبحت خطورة . وهو ما أثار غضب داعش صاحبة النصيب الأكبر ، فأقدمت على التفجير الإجرامي البشع كرسالة للسعودية مفادها أن الجماعة قوية وقادرة على فرض خياراتها .. المهم أن الفعل مرفوض ومستنكر من غالبية اليمنيين الشرفاء في المحافظات الجنوبية والشرقية لأنه يتعارض مع شيمنا وأخلاقنا وصفاتنا ، وقال أحد العقلاء لا زلنا نشكو تبعات الحروب العبثية التي دارت بين اليمنيين في زمن التشطير .. فكيف سنرتضي أن يذهب أبناؤنا لمواجهة إخوانهم لحماية عرش فاسد وأمراء منغمسين في المجون . مملكة الشر تحبذ أن يحدث هذا لأنها لا تسعى إلا إلى قتل أكبر عدد من اليمنيين لا تفرق بين يمني وآخر ولا يهُمُها إن كان شافعيا أو سلفيا أو زيدياً ولا تميز الشمالي عن الجنوبي كلهم في نظرها أعداء وأهداف مشروعة .. ما تجدر الإشارة إليه أن المجندين نوعين :
النوع الأول : فقراء معدمون يُستغل فقرهم وتدني مستويات عيشهم للزج بهم في محارق الموت ومعارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
والنوع الثاني : من أتباع المذهب السلفي ينقادوا للإملاء المذهبي بأفقه المدمر وكُلهم يخضعون للتأثير والتوجيه المظلل المسبوق بإغراءات المال والسلاح .
تدني مستويات المعيشة جعل كل شاب مستعد لأن يدفع حياته مقابل ألف وثلاثمائة ريال سعودي في الشهر، إنه ثمن بخس والسعودية لا يهُمُها أن عاد الشباب أحياء أو عادوا في نعوش . المهم أن تضمن حماية ما تعتبرها حدودها الجنوبية من ضربات الأشاوس رجال الرجال في الجيش واللجان الشعبية ، لا أخفيك أن انتصاراتهم تُثلج صدورنا وتخفف عنا ما نحن فيه .. حفظ الله اليمن وأبناءه من كل سوء ومكروه ولك خالص تحياتي .. أخوك أبو شهاب ..)
شكراً للزميل العزيز .. فعلاً بمرور الأيام تتكشف النوايا الخبيثة لهذه الدولة المارقة ، إنها “شيلوك”كما وصفها المرحوم الشاعر محمد يحيى الزبيري بل تجاوزت وصفه وأصبحت “شيلوكين ” كما ابن الزبير قال :
عفواً شكسبير فشيلوككم غير شيلوكنا
شيلوككــم يقـايض بالـمـال دمــاً
وشيلـــوكنا يقــــــايض بالـمــال أرضــاً .
الواقع وأفعال هذه الدولة تتجاوز ما أبداه المرحوم ابن الزبير من حسن نية ، فها هي بعد أن قايضت على الأرض وقضمت منها ما شاء لها تقايض بأموالها المدنسة الدم واللحم وكلما هو في متناول يدها من اليمن واليمنيين .. لكنها تتعجل الرحيل إن شاء الله .. ولله عاقبة الأمور ..