الشهيد الخرافي
عباس الديلمي
اتصل بي .. قبل أيام.. صديق كويتي تعرفت عليه في إحدى الديوانيات التي حضرت جلسة من جلساتها عند زيارتي للكويت بدعوة رسمية في العام 2009م وطلب مني الايضاح حول مالفت نظره وهو يتابع أخبار اليمن عبر قناتي “المسيرة” و”اليمن اليوم” حيث ورد في الأخبار نبأ قيام طيران العدوان السعودي على اليمن بقصف معسكر الخرافي في العاصمة صنعاء.
طلب مني الاسم الكامل لهذا الخرافي الذي سُمي المعسكر باسمه وهل هو يمني أم كويتي؟ إن كان يمنيا هل توجد في اليمن أسرة تحمل هذا الاسم “الخرافي” وإن كان كويتياً هل حصل هو أم والده على الجنسية اليمنية وكيف التحق بالقوات المسلحة وأين نال الشهادة دفاعا عن اليمن حتى خُلد أسمه في هذا المعسكر كما هو حال “معسكر لبوزه” و”قاعدة الديلمي الجوية”.
لم أجبه على أسئلته قبل أن أمازحه بالقول هو كويتي هاجر إلى اليمن قبل اكتشاف النفط في الكويت وقاتل مع الإمام يحيى حميد الدين ووالده المنصور محمد ضد الغزو العثماني لليمن إلى أن دخل الامام يحيى صنعاء عام 1918م وقد ظل بهوية بدون إلى أن قامت ثورة سبتمبر 1962م فمنحت أبناءه الجنسية اليمنية تكريما له وقد التحق أحد احفاده بالكلية الحربية وتخرج فيها ضابطا وتقلد العديد من المناصب إلى أن صار قائدا لأحد الأولوية واستشهد في التصدي لعدوان سعودي على الحدود اليمنية عام 1980م وقد سمى هذا المعسكر باسمه معسكر الشهيد الخرافي تكريما وعرفانا.
عرف صديقي الكويتي من لهجتي أني أمزح وأشير إلى مشكلة “البدون” في الكويت وإلى أن من قاتلوا من غير الكويتيين مع جد الأسرة الحاكمة في الكويت من آل الصباح مازالوا بدون حتى اليوم، وقال لي أعرف ما ترمي اليه وأنك تحب المزاح فأجبني عما سألتك إيضاحه أريد معرفة كيف اسميتم معسكرا بهذه التسمية “معسكر الخرافي” ومن هذا الخرافي لو تكرمت.
قلت له: هو محمد عبدالمحسن الخرافي، وهو كما تعرف رجل أعمال ومستثمر يمتلك مجموعة تحمل اسمه منها “شركة محمد عبدالمحسن الخرافي” وهي الشركة التي قامت بشق وتعبيد طريق صنعاء – مارب في ثمانينيات القرن الماضي وقد سمي معسكر العمال ومعدات الشق والتعبيد باسمه “معسكر الخرافي” وبعد الانتهاء من العمل ومغادرة الشركة تحول هذا المعسكر العمالي إلى معسكر عسكري وظل يحمل نفس التسمية القديمة التي تعارف عليها الناس “معسكر الخرافي” قال: ولماذا لم تتغير التسمية وقد تحول المكان إلى ثكنة عسكرية لها دلالتها حتى في التسمية.؟
أجبته لا أعلم إلا أننا في اليمن لا توجد لدينا حساسية إزاء ما هو عربي وتحديدا ما هو كويتي خاصة وقد كان للكويت ذلك الموقف الإيجابي النبيل بعد ثورة سبتمبر 62م التي حاربها آل سعود سبع سنوات عجاف.